طرحت العمليات الإرهابية التي استهدفت الدولة المصرية في الفترة الأخيرة، وآخرها حادث الواحات الإرهابي، علامات استفهام حول توقيتها.
واستشهد 16، وأصيب 13 من رجال الشرطة خلال مداهمة وكر للإرهابيين في عمق الصحراء بالقرب من منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات، مساء أمس الجمعة، بعد تبادل إطلاق النار بين الطرفين، بحسب بيان لوزارة الداخلية.
وأحبطت القوات المصريّة، الأحد الماضي، هجومًا إرهابيا على كمين أمني بكرم القواديس، واستشهد ستة من رجال الأمن، وقُتل 24 إرهابيا من العناصر المهاجمة إثر اشتباكات عنيفة.
وتجددت الاشتباكات، الاثنين الماضي، بعد هجوم إرهابي على كمين أمني أمام كنيسة مارجرجس، واقتحام فرع البنك الأهلي بالعريش، ما أسفر عن استشهاد 6 من رجال الشرطة، والمدنيين، وإصابة آخرين.
مساعد رئيس حزب الوفد للشؤون البرلمانية والسياسية، المهندس ياسر قورة أشار إلى أن العمليات الإرهابية زادت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة، بسبب الضربات الموجعة التي وجهتها القوات المصرية من جيش، وشرطة للبؤر الإرهابية في سيناء.
ولفت إلى أن نجاح الدولة المصرية في إنهاء حالة الانقسام بين الأشقاء في فلسطين، وإجراء مصالحة بين الفصائل المتنازعة مثّل ضربة أخرى موجعة للإرهاب، ما دفعهم إلى التحرّك ضد الدولة المصرية.
وطالب المجلس القومي لمكافحة الإرهاب بضرورة إعداد خطة وطنية شاملة سياسية، وأمنية وثقافية، واجتماعية للتصدي لخطر الإرهاب، مؤكدًا أن مواجهة "خفافيش الظلام" تعتمد على القضاء على هذه الجماعات، والدول التي تموّلها.
إنجازات الدولة المصرية في ملف التنمية، والإعلان عن نجاحها في تنفيذ مشروعات قومية في زمن قياسي مثل العاصمة الإدارية سبب آخر لزيادة الهجمات الإرهابية، كما يرى رئيس حزب الأحرار، الدكتور مدحت نجيب.
وأشار «نجيب» إلى أن الدولة شهدت في الفترة الأخيرة إنجازات غير مسبوقة في ملف التنمية المستدامة تحت إشراف الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، ما تسبب في تحرّك الدول الداعمة للإرهاب، وإصدار تعليمات لعناصرها المتطرّفة بالتحرّك لزعزعة الثقة في مؤسسات الدولة.
الطفرة الهائلة في تسليح الجيش المصري، وتزويده بأسلحة جديدة متطوّرة في الفترة الأخيرة، آخرها ضم قطع بحرية مثل فرقاطة الفاتح، والغواصة 42، مثّلت دافعًا أساسيا لشن هجمات إرهابية ضد مصر، بحسب رئيس حزب الأمل والعمل، المهندس مصطفى حسن.
ورأى «حسن» أن هناك دول معروفة بدعمها للإرهاب، وحقدها على الدولة المصرية تُدبر لتلك الهجمات، وتموّلها بغرض استهداف المشروعات القومية العملاقة، ونجاح الدولة في إحداث تنمية اقتصادية غير مسبوقة.
ويربط الباحث بمركز الأهرام الإستراتيجي، الدكتور عاطف سعداوي بين بعض الأحداث السياسية مثل قرب الانتخابات الرئاسية، ونجاح الوساطة المصرية في المصالحة الفلسطينية، بالعمليات الإرهابية الأخيرة.
وأشار «سعداوي» إلى أن الهجمات الإرهابية الأخيرة، خصوصًا ما جرى في الواحات لها دلالات سياسية عديدة، موضّحًا أن الدولة المصرية بذلت مجهودات كبيرة إقليميا، ودوليا لمحاصرة الإرهاب، مشددًا على ضرورة وجود مقاربة شاملة سياسية، وفكرية، وأمنية، اجتماعية داخل مصر.
ورأى مساعد وزير الداخلية سابقًا، والخبير الأمني، اللواء فاروق المقرحي، أن هناك أجهزة مخابرات لبعض الدول تدعم تلك الجماعات ماديا، وتقنيا، وتمدها بالسلاح، مبينا أن عناصر تلك الجماعات مجرد مرتزقة يعملون بالأجر لبعض الأنظمة.
ولفت «المقرحي» إلى أن دول كبرى، وإسرائيل تُمثّل المحرك الأساسي للإرهاب في العالم، مبينا أن دول مثل قطر، وتركيا تنفذ مخططات تلك القوى في المنطقة العربية، موضّحًا أن مصر تقود حربًا شرسة نيابة عن العالم الصامت.