"إذا وقع الجمل كترت سكاكينه".. يبدو أن المثل الشعبي الدارج أصبح مطابقا لحالة حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الذي بات فى موقف لا يحسد عليه، بعدما لاحقته شكوى تعدي جنسية جديدة بعد أن كان "تريند" عالمي الأسبوع الماضي عقب تقدم "هند عياري" بشكوى ضده إلى النيابة العامة الفرنسية بتهمة الاعتداء الجنسي عليها.
48 ساعة فقط كانت الفاصلة بين فتح التحقيق في الشكوى الأولى التى تقدمت بها الناشطة السلفية السابقة عياري في العشرين من أكتوبر الجاري، للنيابة العامة بشمال غرب فرنسا، وتحديدًا في مدينة "روان"، كاشفة الستار عن "الزبير" الذي ذكرته في كتابها "اخترت أن أكون حرة"، وبين الدعوى الثانية التي تقدمت بها سيدة فرنسية اعتنقت الإسلام، حيث كانت معجبة سابقة بحفيد البنا، مهتمة الأخير باغتصابها واحتجازها القسري.والشكوى الجديدة جاءت من سيدة آخرى مصابة بإعاقة جسدية متركزة فى ساقين، لتضع حفيد البنا -الذي ولد في جنيف وتحديدًا بسويسرا في السادس والعشرين من أغسطس عام 1962، بعد نفي الرئيس الراحل عبد الناصر لوالده سعيد رمضان، الذي كان من الشخصيات البارزة في جماعة الإخوان في ذلك الوقت- في مأزق، نظرًا لأن المدعية تنتمى لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
بدأت قصة تعرف المدعية التي لم يكشف المحققين إلى الآن عن اسمها على طارق رمضان، من خلال تواصل المدعية مع رمضان الذي يعمل أستاذًا للدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أكسفورد عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستشاراته في بعض المسائل المتعلقة بالدين الإسلامي.شهور عديدة، عمقت من تواصل المدعية التى تبلغ من العمر 42 عامًا، مع رمضان لينتهز الأخير الفرصة التي وضعها القدر في طريقه، وذلك على أعتاب شتاء عام 2009، عندما ألقى محاضرة في المدينة التي تسكن بها المدعية، في تلك الليلة قابل رمضان المدعية في الفندق خارج القاعة الخاصة بالمحاضرة، لكن بعد دقائق طلب منها تناول الشاي في غرفته بالفندق، لعدم لفت الأنظار لتواجدهم معًا.
وافقت المدعية على التواجد بغرفة رمضان، معتمدة على خلفيته الدينية وشخصيته التى لم يظهر منها إلا الاحترام منذ معرفتها به، حسبما ذكر محامي المدعية، أريك موران، في تصريحات صحفية له.فور دخول المدعية بصحبة حفيد حسن البنا إلى غرفته، فوجئت بتعديه الجنسي عليها مستغلا إعاقتها، ووصل الأمر في ذلك الوقت إلى إجبار المدعية على قضاء ليلة مع رمضان في غرفته بالفندق، بعد أن علق ملابسها التي انتزعها عنها على ارتفاع يصعب عليها الوصول إليه نظرًا لإعاقاتها، وهذا ما جعلها تدخل في أزمة نفسية دفعتها للتفكير في الانتحار، حسبما أكد محاميها موران.
حاول طارق رمضان الذي عمل مستشارًا للاتحاد الأوروبي حول القضايا الدينية، وطلب للمشورة في الاتحاد الأوروبي في لجنة حول "الإسلام والعلمانية" في 2005، الدفاع عن نفسه في الشكوى الأولى التي اتهمته فيها الناشطة السلفية السابقة بالاعتداء الجنسي عليها، نافيًا بشكل رسمي ذلك الاتهام.وضع حفيد مؤسس الإخوان حسن البنا، هند عياري في مهب الريح، بعد ما ذكره محاميه حول رفع دعوى تشهير ضد هند التي أساءت لسمعة موكله رمضان، الأمر الذي قابله رد من قبل محامي عياري، قائلًا: "موكلتي تجرأت باتهام رمضان بعد موجة الاتهامات التي طالت المنتج الهوليودي هارفي واينستن".
لم توجه هند عياري، اتهامها مباشرة لرمضان الأكاديمي السويسري الذي تعود جذوره من أصل مصري، وبدأت عياري في 2006 بنشر كتاب لها بعنوان "اخترت أن أكون حرة"، تروي فيه تفاصيل تعرضها للاغتصاب على يد باحث إسلامي التقت به في إحدى فنادق باريس بعد أن ألقى محاضرة.في ذلك الكتاب، أطلقت عياري التي تبلغ من العمر 40 عامًا، على من اغتصبها "الزبير"، دون الكشف عن شخصيته الحقيقية، إلى أن قررت الكشف عنه فنشرت على صفحتها الشخصية بموقع "فيس بوك" في العشرين من الشهر الحالي، منشور كتبت فيه "لأسباب متعلقة بالحياء لن أقدم تفاصيل حول ممارساته التي عانيت منها، ويكفي القول أنه استفاد كثيرًا من هشاشتي".
وتابعت: "تمردت بعد ذلك وصرخت في وجهه طالبة منه أن يتوقف فشتمني وصفعني وضربني". وتابعت "أؤكد اليوم أن الزبير ليس سوى طارق رمضان"، لتتقدم بعدها بشكوى ضد طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان، حسن البنا، الذي يبلغ من العمر 55 عامًا ويحمل الجنسية السويسرية، بتهمة اغتصابها والاعتداء الجنسي عليها.بعد أيام من تلك الشكوى، استمعت الشرطة إلى أقوال عياري لمدة 6 ساعات متواصلة، الثلاثاء الماضي، حول اتهامها لرمضان بتهمة الاغتصاب والتهديد بالقتل، في "نورماندي"، التي تعد إحدى المناطق الإدارية في شمالي فرنسا، حسبما ذكر محامي المدعية عياري.