الزواج من العادات الأساسية في أي مجتمع أو ديانة، فهو الوسيلة الأساسية للحفاظ على الجنس البشري من الانقراض.
وقد تتشابه خطواط إتمام الزواج، ولكنها تختلف في العادات والتقاليد من مجتمع إلى آخر، ومن ديانة لأخرى.
يعتبر الزواج في اليهودية واجب ديني لكل قادر عليه، ومن يمتنع عن الزواج مع القدرة عليه مجرم لا يقل جرمه عن القاتل لأنه بذلك «يطفئ نور الله، وينقص ظله في الأرض، ويبعد رحمته عن إسرائيل».
نستعرض طقوس الزواج وعاداته في المجتمع اليهودي، فهو مثل أي ديانة له مكانة هامة، فالرجل بدون امرأة أو المرأة بدون رجل هو إنسان غير كامل بحسب العقيدة اليهودية، يتم على عدة خطواط منها:
الخطبة
تعتبر في اليهودية الوعد المستقبلي الذي يقطعه الرجل والمرأة لبعضهما البعض، أو من قبل والداهما أو وكلاهما. ولا يحق للأهل في اليهودية إجبار أولادهم على الزواج، كما لا يجوز منع الزواج بسبب اعتراض الأهل. بالرغم من أن التقاليد اليهودية تتجنب الزواج دون اقتراح الأهل، إلا أن الأولاد غالبا ما يتزوجون دون تدخل من الأهل.
لايتم الزواج في اليهودية إلا بتوافر ما يلي:
1- المال حيث يقدم الرجل للمرأة شيئا بقيمة النقود كخاتم أو يقدم النقود.
2- حضور شاهدين.
3- موافقة الفتاة.
4- تمتع العائلة بالوئام العائلي.
5- على الرجل تقديم العلاقة الجنسية لزوجته، وأن يبتعد كلاهما عن الخيانة.
6- الطهارة
ولا يتم الزواج إلا بعد إتمام الذكر سن الرشد، البالغ 13 سنة. أما الفتاة فمن الممكن تزويجها وهي في عمر 3 سنوات. وحديثًا أباحوا أن الفتاة من الممكن تزويجها بعد بلوغها سن الرشد وهو 12 سنة.
ويتم الزواج في إسرائيل عبر المؤسسة الدينية، ولا يجوز إتمام الزواج خارج تلك المؤسسة. فمن يريد الزواج يلجأ لمؤسسة دينية معينة لإتمامه وذلك حين تواجده خارج البلاد.
المراسم الأساسية:
1- في البداية يتم إعلان الخطبة، ثم يتقدم الرجل الراغب في الزواج بطلب رسمي إلى الحاخام موضحا به لقبه واسمه وعمله وتاريخ ميلاده وقيمة المهر والمؤخر الذي يرغب في تسجيله، ثم يحدد له سكرتير الحاخام موعد لا يتجاوز خمسة عشر يوما لتوقيع وثيقة الزواج، قبل الاحتفال بالزواج الديني.
2- يتم الاتفاق على مؤخر الصداق ويكون في الغالب ضعف قيمة المهر، وذلك لضمان حقوق الزوجة في حال وقوع الطلاق في حالة إصابة الزوج بعلة توجب التفريق الشرعي أو وفاته، حيث تقضي الشريعة اليهودية بألا يقسم الميراث إلا بعد خصم مؤخر الصداق المستحق للأرملة.
شروط وطقوس الزواج:
1- تلتزم العروس بالطهارة عن طريق الجلوس في إناء به أربعون مكيالا من الماء وفقا لما ورد في التلمود.
2- إلزام الزوج بعدم الزواج بأخرى إلا بعد موافقة زوجته الأولى.
3- إلزام الزوج بالإنفاق على زوجته ولا يحق له التمتع بمالها.
وقديمًا كان يتم عقد الزواج في حضور عشرة أفراد من بينهم الحاخام، ومندوب المحكمة الشرعية وكاتبها، وخروج العروس في الليلة السابقة للزواج في صحبة النساء من عائلتها متوجهات إلى بيت العريس، وتقف العروس مع عريسها تحت المظلة بملابسها البيضاء، يحيط بهما المدعوون، وكلاهما واقف في مواجهة الآخر، بينما يرتل الجميع الصلوات الداعية إلى نجاح هذا الزواج.
الليلة التي تسبق الاحتفال بالزواج الديني يتوجب على العروس الذهاب إلى “الميكفا” وهو حمام ديني، في صحبة أمها وحماتها وجدتها وعماتها، تحمل سلة من الصفصاف وضع به صابون معطر فاخر ومناشف وزجاجة كولونيا أو ماء ورد وليفة جديدة وقبقاب حمام مبرقش مطعم بالصدف وإناء صغير من النحاس أو الفضة.
ثم يعهد بالعروس إلى البلانة التي تنزل بها إلى مسبح شعائري، وبعد طقوس البركة يقدم شراب منعش وقهوة أو شاي مع الجاتوه والحلوى، ثم تتوجه النسوة بالعروس عائدات إلى منزلها، حيث يستقبلهن الجيران بالزغاريد والتهاني.
ويعقد الحفل الديني في شقة أحد العروسين، في حفل استقبال تحت خيمة داخل فناء المعبد أو في شرفته، وفي هذه المناسبة تقدم الموسيقى العربية في ألحان عسكرية، غالبا ما يعزف لحن رقصة “البولكا” أو موسيقى المازوركا، وتستدعى أيضا مغنية شرقية وأفراد تختها لإحياء هذه الليلة، ولا ينفض المدعوين إلا في الثانية أو الثالثة صباحا.