سيطرت موجة من الغضب العارم داخل الوسط الجامعي، وخاصة طلاب الدراسات العليا وأعضاء هيئات التدريس، بعد تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها تخلص كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة بإلقاء رسائل الماجستير في القمامة.
ونفت كلية العلاج الطبيعي لـ"أهل مصر"، على لسان عميدها الدكتور علاء بلبع، تابعيه تلك الرسائل للكلية، قائلًا:"الرسائل بالفعل مرمية في الكلية بس مش بتاعتنا.. فتحت تحقيق وعملت جرد في المكتبات لقيت كل الرسائل بتاعتنا بالمسلسل تبتاعتها في مكانها".
وأشار "بلبع"، إلى أن الكلية قامت بفحص الرسائل الملقاه في القامة، واتضح أنها لا تحمل أي توقيعات رسمية، أو أختام تدل على أنها خاصة بإدارة الكلية أو المكتبة الخاصة بها.
ورجح عميد كلية العلاج الطبيعي، أن تكون تلك الرسائل تخص أحد أعضاء هيئة التدريس، وأثناء تنظيف مكتبه أو سيارته ألقاها في القمامة، نافيًا المسؤولية عن إدارة الكلية.
وتابع: "في طلبة من الدرسات العليا بعد ما بيخلصوا دراستهم بيهدوا نسخ من رسائلهم قبل تسلميها لأساتذتهم.. والأساتذة دي رميتها في الزبالة بعد كدا.. ما علاقة الكلية بالأمر".
من جانبه، علق الدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء، وأستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة عين شمس، قائلًا:" إلقاء رسائل الماجستير في الزبالة.. أمر ليس غريب بل يعبر عن الواقع المر الذي نعيش فيه".
وأوضح سمير لـ"أهل مصر"، أن التخصصات الإكلينيكية مثل كلية العلاج الطبيعي من المفترض أن لا تعتمد على شهادة ماجستير أو بحث علمي، لأنها تخصصات عملية هدفها تخريج متخصص ومدرب تدريب عملي بعيدًا عن البحث عن الحلول والبراهين "وظيفة الباحث".
وأشار أستاذ الطب بجامعة عين شمس، إلى أن مصر أكثر دول العالم التي تمنح رسائل ماجستير، دون التركيز على التخصصات والتدريبات العملية، بعكس ما يحدث في دول العالم، إضافة إلى عدم تخصيص الكليات أماكن مناسبة للإحتفاظ بالكم الهائل من الرسائل ما يدفعها للتخلص من أعداد كبيرة منها في أي مكان ما.
وتابع: "الخريج يستكمل الدراسة للحصول على الماجستير بهدف تحسين وضعه الوظيفي والحصول على الترقية فقط، لذلك أصبحت الشهادات في مصر لا قيمة لها ترمي في القمامة".
ويرى الدكتور خالد سمير أن نظام الطب بشكل عام في مصر سئ للغاية، لافتًا أن الحل في تطويره إنشاء ما مايعرف بـ"البورد المصري" للتشخيصات الطبية بحيث تكون شهادة الإكلنيكية قائمة على التدريب الفعلي ويترك الماجستير للباحثين.
واستبعد الدكتور محمد كمال المتحدث باسم النقابة المستقلة لأساتذة الجامعات، أن تكون الكلية هي من القت برسائل الماجستير في القمامة، مرجحًا رواية عميد الكلية بان احد الأساتذة من قام بالتخلص منها بالطريقة التي وصفها بـ"المهينة للعلم".
وأضاف كمال لـ"أهل مصر"، أن الطريقة التي تخلص بها الشخص من رسائل الماجستير تعبر عن مدى عدم تقديره لقيمة العلم ومجهود الأخرين، مطالبًا الجامعة والكلية وحتى أن كانت تلك الرسائل غير رسمية، بفتح تحقيق وبحث لمعرفة من تخلص منها بهذه الطريقة، تقديرًا وانتصارًا للعلم.
وتابع المتحدث باسم النقابة المستقلة لأساتذة الجامعات:"كان علي الشخص الذي أراد التخلص من رسائل الماجستير توجيهها لمكانها الطبيعي والصحيح، من خلال التبرع بها لأحدى مكتبات الجامعات، بدل إلقاؤها في القمامة".
وعلق الدكتور محمد السيد الأستاذ بجامعة حلوان، على إلقاء رسائل الماجستير في القمامة قائلًا: "حتى وإن أثبت صحة عميد كلية العلاج الطبيعي بأن أحد الأساتذة من تخلص من الرسائل.. إلقاؤها بهذا الشكل إهانة للأستاذ قبل الطلاب أصحاب هذه الرسائل".