بدأت مصر أمس الخطوات التنفيذية لافتتاح أول ميناء جافة فى منطقة السادس من أكتوبر والتى من شأنها أن تنعش الاقتصاد من ناحية ومن ناحية أخرى تخفيف الضغط عن العاصمة القاهرة، لتصبح ميناء 6 أكتوبر ملتقى التجارة الداخلية والعالمية.
ولتعريف ما هى الميناء الجافة والفائدة التى ستجنيها منها نستعرضها فى النقاط التالية
بعد قيام منظمة التجارة العالمية (WTO) 1995 نشطت حركة التجارة العالمية مستخدمة أساليب ومفاهيم جديدة لتقليل التكاليف الكلية إلى أدنى حد ممكن، وتطورت مفاهيم كثيرة منها الميناء البحري الذي كان يعتمد على موقعه الجغرافي مع التركيز على توفير خدمات المناولة للبضائع وعمليات التخزين داخل الميناء، حيث كان الميناء البحري هو البداية أو نهاية للبضائع الواردة أو المصدرة، أما الآن فقد اشترك الميناء البحري في سلسلة النقل المتعدد الوسائط وأصبح حلقة من حلقاته، ونشطت المنافسة بين المواني في تقديم الخدمات المتكاملة لسلسلة النقل مع الاهتمام بسياسات تسعير الخدمات بهدف تقديم خدمات مميزة بأسعار تنافسية لاستقطاب أنشطة تجارية جديدة مع الاحتفاظ بالأنشطة القائمة وذلك بربط الميناء البحري بالمناطق الخلفية (المواني الجافة) بشبكة من الطرق المختلفة (برية- نهرية- سكك حديدية ) وشبكة اتصالات حديثة لتوفير المعلومات أولًا بأول.
هو عبارة عن منشأة مجهزة تقام داخل البلاد عن الموانئ البحرية أو بالقرب من المناطق الصناعية يتم إقامتها لإتمام النقل متعدد الوسائط ولتحقيق المفاهيم اللوجستية، ولمنع التكدس بالموانئ البحرية والجوية وتحقيق قيمة مضافة، مع ضرورة أن يتوافر لها بنية أساسية متميزة تربطها مع الوسائط النقل المختلفة وشبكة اتصالات عالية الكفاءة وتكون هذه المناطق خاضعة لسيطرة الجمارك.
و الموانئ الجافة هي إحدى الحلول الرئيسية لنواتج مواجهة تحسين ونمو الاقتصاد العالمي من خلال التجارة المنقولة حيث تحقق التسيير والتدفق المنتظم لحركتها بالصورة التي تزيد من الفاعلية الاقتصادية المطلوبة لها. حيث تقل تكلفة البضاعة من خلال تقليل تكلفة نقلها والخدمات التي تؤدي لها سواء بتقليل زمن بقائها بالموانيء أو بتقليل زمن بقاء وسائط نقلها ممتلئة أساسا في السفن وغير ذلك من أنشطة القيمة المضافة والأنشطة المكملة والتي تصب جميعها في النهاية في الوعاء الاقتصادي بالشكل الايجابي الذي يزيد من نموها وتدفقها.
وبدأت وزراة النقل متابعة تنفيذ خطوات أول ميناء جاف فى مدينة 6 أكتوبر، وذلك بنظام المشاركة بين القطاع العام والخاص وذلك بتمويل من البنك الأوروبى وتم اختيار مدينة اكتوبر تحديدا لإقامة هذة الميناء لوجود المنطقة الصناعية بها ووجود العديد من المصانع بها.
تكلفة الميناء الجاف 100 مليون دولار
وقال وزير النقل هشام عرفات من خلال متابعته لخطوات تنفيذ انشاء الميناء الجاف أمس أن قيمة التكلفة التى تحتاجها ميناء 6 اكتوبر الجاف تصل الى 100 مليون دولار ليتم الإنتهاء منها،وقد اجتمع الوزير بنظيره وزير المالية لبحث كيفية توفير المبلغ المطلوب من خلال المشاركة بين القطاعين العام والخاص.
وصرح بان مصر فى طريقها لإنشاء منظومة لوجستية متكاملة لخدمة التجارة العالمية والتجارة الداخلية، تتكون من حوالي 10 موانيء جافة ومراكز لوجستية موزعة على كافة أنحاء الجمهورية.
وأشار إلى انتهاء دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع بتمويل من البنك الاوربي لاعادة الاعمار والتنمية لتنمية لافتا الى أن المشروع عبارة عن إنشاء اول ميناء جاف بمدينة 6 أكتوبر وانشاء مركز لوجستي بحيث يتم انشاء الميناء الجاف على مساحة 100 فدان وسيتم طرحه بعد موافقة اللجنة العليا لمشاركة القطاع العام والخاص والانتهاء من كافة الإجراءات بنظام المزايدة العلنية، بنظام المشاركة بين القطاعين العام والخاص، يعقبه طرح مركز لوجستي على مساحة 300 فدان للتكامل مع الميناء الجاف لافتا الى ان التكلفة الاستثمارية للمشروع تبلغ 100 مليون دولار للميناء الجاف.
التخفيف عن الطرق
وتعد فكرة انشاء الميناء الجاف هى جزءمن الخطة الأساسية وهى تخفيف الضغط على شبكة الطرق وهذا بحسب ما صرح به وزير النقل بان المشروع يهدف الى تخفيف حركة نقل البضائع على الطرق للحفاظ على شبكة الطرق، وتقليل تكلفة التشغيل والصيانة، عن طريق زيادة نقل البضائع بالسكك الحديدية، وخدمة التجارة الخارجية وزيادة طاقات الموانئ البحرية وبما يحقق زيادة في الناتج القومي والحد من البطالة وتحسين موقف ميزان المدفوعات.
ومن المخطط أيضا من الوزارة استخدام نهر النيل فى نقل البضائع بهدف تخفيف الضغط عن الطرق بالاضافة الى المساهمة فى توفير الوقود، وتقليل الازدحام على الطرق البرية التى تتكلف مبالغ باهظة لصيانتها نتيجة المرور الكثيف لسيارات نقل البضائع الثقيلة، علاوة على الاثر البيئى الجيد الذى ينجم عن تقليل حجم الملوثات.
وأوضح " عرفات" أن نقل البضائع على المستوى القومى بواسطة سيارات النقل على الطرق تبلغ حوالى 99 % وان هذا الامر يمثل خطورة بالغة على شبكة الطرق، مشددا على ضرورة حل كافة المعوقات التى تواجه عمليات نقل البضائع عبر نهر النيل.
وطالب بضرورة زيادة حركة نقل البضائع عبر نهر النيل والسكك الحديدية وتكاملها مع الموانئ البحرية والكبارى بالإسكندرية ودمياط بما يسهم فى تخفيف الضغط على شبكة الطرق.