اختتم اليوم الأول فعاليات المنتدى العالمى للشباب، والذى استعرض فيه جانب من الحضور، تجاربهم التى مروا بها، من خلال كلمة ألقوها، خلال الجلسة الأولى من المنتدى العالمى للشباب.
قدم عدد من الفنانين بمنتدى شباب شرم الشيخ، عرضا غنائيا أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقام 12 من الشباب بتقديم أغنية "بحلم بمكان"، والتى تحث على روح السلام، والتى تفاعل معها الحاضرين بالمنتدى.
كما ألقى ممثل اليمن بمنتدى شباب شرم الشيخ، سوهيل عبد المغنى، كلمة مؤثرة أمام الحضور، عارضا قضية بلاده وتأثرها من النزاعات الجارية بها حيث بدا كلمته بمقدمة تاريخية عن اليمن.
وقال عبد المغنى، إن اليمن لم يعد سعيدا كما كان، ولم يعد بلد السلام، ويجب علينا أن نتحدث عن اليمن التعيس، حيث أنه يشهد حربا ضروس استمرت أكثر من عامين.
وتابع: الحرب أخرجت 5 ملايين طفل وطفلة من مدارسهم، وهناك ألاف المدارس التى أصبحت غير آمنة أو تم تدميرها.
وخلال الكلمة تم عرض صورة مؤثرة، على شاشة العرض بالمؤتمر، لتلاميذ اليمن المشردين والمدارس المدمرة، وتفاعل الحضور مع كلمة الممثل اليمنى بالتصفيق.
وفي سياق آخر، روت لمياء حجي بشار، الفتاة الإيزيدية ضحية تنظيم داعش الإرهابى، المعاملة الوحشية التي فعلها تنظيم داعش الإرهابي ضد الفتيات الأسيرات التي وقعن في الأسر، قائلة: "أنا انتمى الى قبيلة الإيزيدية التي تعيش في العراق في منطقة سنجار، والتي تعرضت للأسر.
وأضافت لمياء، خلال كلمتها في منتدى الشباب العالمي المنعقد بمدينة شرم الشيخ بحضور، قائلة: "أن تم بيعى لعناصر التنظيم في الموصل، حتى حدث الإنفجار الذي اصيبت فيه وتم تحريرها وسفرها للعلاج في الخارج، وأن التنظيم يعامل الإناث على أنها سلعة تباع وتشترى، وخاصة الديانات الأخرى التى يطلقون عليهم كفار، وأنا دلوقتى بمد ايدي للعالم أجمع لمساعدتنا في محاربة الإرهاب والتطرف ومحاسبة المجرمين علشان يعيش العالم في سلام".
وتفاعلًا، مع قصة الفتاة الأيزيدية، بكى عدد من الحاضرين بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ، كما ظهرت علامات التأثر الشديد على وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بسبب كلمة العراقية لمياء الحج عن معاناة بلادها من تنظيم داعش الإرهابي.
وشهدت قاعة المنتدى، تصفيق حار من الرئيس السيسي والحضور، خلال كلمتها، التى تحدثت خلالها عن معاناة مأساوية يعشيها العراق والفتيات هناك، بسبب الممارسات الإرهابية لتنظيم داعش.
وفي هذا الصدد، وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، احترامًا للفتاة الإيذيدية، ضحية تنظيم داعش الإرهابى، وقدم لها التصفيق الحاد، بجانب عدد من رؤساء وأمراء بعض الدول العربية، نظرًا لقصتها المأسوية التى تعرضت لها بسبب تنظيم داعش الإرهابى.
ووجه الرئيس خلال كلمته، أن هؤلاء الشباب الذين حلموا أن يكونوا هنا في هذه القاعة كي نجتمع ونتحاور ونصيغ رؤية مشتركة نحو المستقبل إنما كان حلمهم حلم خير وأمل واستقرار للبشرية كلها، حلم يتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز على أساس الدين أو الجنس أو اللون، ليحلق في رحاب الإنسان الذي خلقه الله، لعمارة هذا الكون وزراعة الخير في جنباته وزراعة المستقبل والحضارة.
السيدات والسادة، إن رؤية شبابنا هي صياغة حديثة لرؤية قديمة صاغها أجدادانا حين شرعوا فى وضع اللبنة الأولى للحضارة الإنسانية.
إن مصر الفرعونية حضارة والعربية انتماءا والإفريقية جذورا والمتوسطية ثقافة إنما تسعى بكل انتماءاتها الثقافية والحضارية أن تمارس دورها التاريخي في صياغة رؤية للسلام، وأؤكد لكم بأن العالم اليوم في أحوج ما يكون لوقفة حقيقية من أجل تقديم الأطروحات والحلول التي أدت أن نسكن كوكبا ألهبته الصراعات والحروب وانتشر بين جنباته الحروب والإرهاب، فعلينا جميعا الإضلاع بالمسئولية التاريخية من أجل صياغة رؤية الغد من أجل عالم مستقر وبلا عنف أو تمييز.
أبنائي وبناتي شباب مصر ادعوكم في مستهل منتدى شباب العالم أن تكونوا على قدر ثقتنا بكم وعلى قدر إيماننا بقدراتكم.. ادعوكم بممارسة فضيلة الحوار والتعايش على أسس موضوعية للانحياز لهوى أو متطرفة لرأى على حساب الأخر ادعوكم بأن تتحاوروا على أساس إنساني منزها عن التمييز وتذكروا أن الله جل في علاه قد خلقنا جميعا إنسان وكانت رحمته بنا حين جعلنا مختلفين فالاختلاف رحمة وترك لنا حرية الاختيار وأوصانا بعمارة الأرض وإرساء السلام وزرع سنابل الخير.
وأقول لكم إن نظرة واحدة على هذه القاعة وتفحص ذلك التنوع الإنساني والثقافي والحضاري كفيل بأن يبعث فينا جميعا الأمل ويبث فينا الثقة بأن البشرية مازالت قادرة على تحقيق الحلم في السلام إلى حقيقة الحلم في عالم بلا لاجئين تركوا أوطانهم قهرا وقصرا أو مشردين وفقراء لا يملكون الحد الأدنى من سبل العيش الكريم أو إنسان يعانى تمييزا سلبيا بسبب معتقدة أو جنسه أو لونه، الحلم من أجل عالم بلا متطرفين يسعون للخراب والتدمير ومن أجل عالم يتحاور ثقافيا ويتكامل اقتصاديا.
ومن هنا من أرض السلام وأمامكم أعلن انطلاق أعمال منتدى شباب العالم.. وفقكم الله ورعاكم جميعا إلى ما فيه الخير للبشرية".