لم تمنعها نشأتها وسط عائلة ثرية وفرت لها كل إمكانات الحياة المرفهة من الوقوع في بحر الخطيئة، فتحولت حياتها إلى النقيض بسبب أصدقاء السوء الذين جروها إلى الرذيلة بعد إدمان المخدارت.
دينا فتاة تبلغ من العمر 24 عامًا، عاشت كل حياتها وسط أسرتها المرموقة، التي تسكن في حي مصر الجديدة، حيث يعمل والدها مديرا عاما بإحدى الشركات الكبرى، ووالدتها ناظرة مدرسة، إلا أن هذه الحياة الوارفة بالنعيم، لم يكن لها لتستمر على ماهي عليه والسبب "دينا".
القصة بدأت قبل نحو ثلاث سنوات، عندما اشتركت "دينا" مع صديقة لها فى إنشاء كافيه بمنطقة الدقي، قبل أن يتطور الأمر بغيابها المتكرر عن البيت، بالإضافة إلى الخروج رفقة صديقاتها كثيرًا، وعدم العودة لأسرتها إلى في أوقات متأخرة من الليل.
وفى إحدى المرات التي كانت تسافر فيها مع صديقاتها في مصيف ، تعرفت "دينا" على شاب اسمه "إيهاب" أثناء وجودها بمصيف فى العين السخنة، هذه العلاقة تطورت واتخذت شكلًا رسمي، حيث ارتبطا عن طريق خطبة، إلا أنه في بهرجة الحفل وصخبه كانت تخفي خلفها المأساة التي دمرت العائلة.
تعلمت "دينا" على يد خطيبها طريقة تعاطي مخدر الحشيش، وحاولت أن تعلم شريكتها في الكافيه تعاطيه، إلا أن الأخيرة رفضت، تطورت علاقتها بعد ذلك مع خطيبها بشكل خطير، حيث سلكت طريق الشيطان بسبب إدمان المخدرات.
أوقعها الشر فيما هو أكثر منه شرًا، وهي الفتاة الصغيرة الجميلة، وحدث ما كان يُخشى، أغواها خطيبها للإيقاع بها فى الرذيلة، وبالفعل أقامت معه علاقة غير شرعية، نتج عنها حملها سفاحا.
اسودت الدنيا فى وجه «دنيا»، ظلت الفتاة تنعي حظها واعترفت لشريكتها فى الكافيه بفضيحتها، وبأنها تحتاج إلى أموال لإجراء عملية إجهاض للجنين، خشية افتضاح أمرها، وبالفعل تمكنت من الحصول على المال، وأجرت العملية وأجهضت حملها، وفسخت خطبتها من «إيهاب»، إلا أن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد.
سرعان ما تطورت علاقتها بالمخدرات مرة أخرى، ولكن هذه المرة دخلت فى مرحلة "شم الهيروين"، وبدأت فى تعاطي "حقن الهيروين"، وبدت آثار السرنجات فى كف يديها. اتصلت والدة دنيا بإحدى زميلاتها، وانهارت فى المكالمة الهاتفية وأخبرتها «إلحقينى صحبتك بتموت...».
الأم التي كانت توفر كل شىء لابنتها من أموال وملابس فاخرة من ماركات كبيرة، حيث يعطيها والدها مصروفا كبيرا، كما أن شقيقها المقيم بالإمارات يرسل لها مبلغا شهريا، كل هذا ولا تدرى أسرة «دنيا» أنها تنجرف نحو طريق الضياع.
اختفت غويشة ذهب من دولاب أمها، فضلا عن اختفاء لاب توب خاص بشقيقها الأصغر وكذا ساعة يد قيمة كانت هدية لأبيها من صديق له خارج البلاد، أخبرت الأم صديقة ابنتها أن دنيا بدأت فى سرقة بعض المتعلقات من البيت.
في بادئ الأمر اتهمت الأسرة الخادمة، بالوقوف وراء هذه السرقات، رغم أنها تعمل معهم منذ 3 سنوات ولم تمد يدها ذات يوم على أى شىء بالمنزل، حتى اكتشفوا الطامة بعدما تبين أن دنيا هى من سرقت كل متعلقات المنزل، مات الأب، وأصيبت الأم بجلطة فى المخ، نتيجة حزنها على مستقبل ابنتها، إذ بدأت الفتاة فى التغيب عن المنزل لأكثر من 10 أيام متواصلة، واكتشفت زميلاتها أنها تتردد على شقة مشبوهة بمنطقة الزمالك، تديرها إحدى زميلاتها، والتى تبين أنها فتاة ليل، يتردد عليها شباب من جميع الجنسيات ورجال خليجيون.
خرجت دنيا فى «أوردرات حرام» بتكليف من زميلتها التى تدير الشقة المشبوهة، وذلك من أجل توفير ثمن «حقنة الهيروين»، باعت نفسها للحرام، بغية الحصول على شهوة المخدر القاتل الهيروين، تخلت عنها زميلاتها نتيجة سوء سلوكها الذى بات ملء السمع والبصر.
اضطرت الأم إلى بيع كل متعلقات بيتها من أجل الإنفاق على مصروف علاج دنيا بالمستشفى، وتخضع الفتاة منذ شهرين للعلاج من الإدمان، والأم المفجوعة بمصابها تتبتل أن تنجو ابنتها من هذا الوحل الذي سقطت فيه.