ليلة القبض علي "الوليد بن طلال".. مذيع كندي يكشف تفاصيل "الأمسية المشؤومة": تناولنا العشاء في الصحراء ولم أراه مرة ثانية

كتب : سها صلاح

كشف إريك سكاتزكر، المذيع الكندي بشبكة بلومبيرج، عن أنه قضي أمسيةً في الصحراء مع الأمير الوليد بن طلال.

وأضاف تناولت العشاء مع الوليد في الصحراء قبل أيام من اعتقاله،جلسنا في الهواء الطلق على وسائد وسجاد ضخم كان قد وُضع على الرمال، وكان أغلب حديثنا عن أسهم التكنولوجيا في البورصة والسياسة الأميركية، وشربنا القهوة العربية، وشاهدنا مباراة كرة قدم على أجهزة تلفزيون ذات شاشة كبيرة وُضعت في الخارج، وسرنا مشياً على الأقدام 50 دقيقة تحت النجوم.

وفي الساعة 11 مساءً، كان وقت العشاء، تناولتُ لحم الحمَل، والقريدس، والأرز، والسَّلطة من مقصف هائل به ما لا يقل عن 12 طبقاً.

وإذا كان الوليد لديه أي شكٍ فيما كان سيحدث، فإنَه لم يُظهر أي شيء؛ إذ بدا المستثمر الملياردير، الذي اشتُهر بحصصه التي يمتلكها منذ فترةٍ طويلة في شركات سيتي غروب، وآبل، وتوينتي فيرست سينشري فوكس، سعيداً ومسترخياً.

كان منتصف الليل قد خيمَ تقريباً عندما عقد الأمير مجلساً، وهو احتفال بدوي تقليدي يأتي فيه رجال القبائل لإظهار احترامهم وطلب الصدقة.

وامتد خطٌ من الرجال الذين يرتدون الجلابيب البيضاء وأغطية الرأس العربية ذات اللونين الأحمر والأبيض في الظلام.

واقتربوا واحداً تلو والآخر، نازعين صنادلهم، وانحنوا له مُقدمين له قطعاً من الأوراق، وألقى بعضهم الشعر. ودونَّ الأمير سريعاً على غلاف كل ورقة، ووضع الأوراق في كومة.

وخلفنا كانت هناك قافلة من المنازل المتنقلة والمقطورات بها أماكن للمعيشة ومكاتب،وعندما انتهى الحفل شَكرتُ الأمير على ضيافته، ثم صعدتُ إلى سيارة دفع رُباعي، مع أحد سائقيه خلف عجلة القيادة، وأسرعنا على طريقٍ ترابي؛ حتى أتمكن من اللحاق بطائرتي التي كان موعدها الساعة 4:07 صباحاً إلى خارج السعودية.

وكان الوليد يقول دائماً إنَّ ثروته، التي تقدر الآن بـ17.8 مليار دولار على مؤشر بلومبيرج لمليارديرات العالم.

ففي عام 1991، انطلق الوليد إلى عالم الثراء من خلال إنقاذه بنك "سيتي بنك" الذي كان متعثراً في ذلك الوقت بضخ ما يقرب من 600 مليون دولار كرأس مالٍ جديد. وشملت استثمارات الوليد البارزة الأخرى على مر السنين، شركة "موتورولا" وشركة "تايم وارنر"، ومؤخراً شركة تويتر وشركة "ليفت" للتنقلات.وتتركز معظم ثروة الوليد في شركة المملكة القابضة، وهي الشركة الاستثمارية التي طرح أسهمها للاكتتاب العام في عام 2007 ولا يزال يسيطر على 95% من أسهمها.وانخفضت قيمة هذه الأسهم بنسبة 21% تقريباً منذ القبض عليه، مما أنقص ثروته بمقدار 1.3 بليون دولار على الأقل، أما بقية ثروته فهي مجموعة متنوعة من الممتلكات، مثل المجوهرات، وشركات الإعلام، والعقارات.في أول زيارة لي إلى المملكة العربية السعودية عام 2010، أخذني الوليد في جولةٍ لمدة 5 أيام لتفقد مصالحه التجارية، وممتلكاته، وأسلوب حياته.ومشينا عبر متجر "هايبر بنده" وسط الرياض، ومررنا بمطعم هارفي للوجبات السريعة لشراء النسخة السعودية من وجبة بيغ ماك. وسمح لي الأمير باستكشاف قصره، الذي يضم 400 غرفة، وزُرنا شقته في طابق مرتفع من برج المملكة بالرياض، "المنتجع" الذي يطل على الوادي في ضواحي المدينة ومخيمه الصحراوي القديم.وأكلنا وجبات الطعام معاً، ولعبت مع أحفاده، وذهبنا لركوب الدراجات، ولعبنا البلياردو في غرفة معيشته بالهواء الطلق، حتى إنَّنا علقنا في عاصفةٍ رملية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً