ما زالت أبواب تونس الـ24 تتغني بالتاريخ الذي حفر بكل قطعها، مئات السنين هي عمر تلك الأبواب، التي تعد تحفة معمارية تفوح منها رائحة الحضارة.
من بين ذلك الموروث الذي يعد كنز تمتلكه تونس، يتجلى "باب البحر"، أحد الأبواب التي تحمل تاريخ الأغالبة الذين حكموا المغرب العربي بين عامي 800 و909 ميلادية.
على الرغم من أن تلك البوابات كانت وسيلة لعرض التاريخ، إلا انها كانت تؤدي مهمة تنظيم حركة دخول التجار إلى تونس، بجانب تأمينها للمدينة وسكانها.مع تغير الحضارات والحروب التي عاصرتها تونس، اندثرت أغلبية تلك الأبواب، التي لم يتبقى منها إلا 5 أبواب " باب البحر الذي يعرف أيضًا باسم باب الحدادة، وباب الخضراء، وباب سعدون، وباب العسل، النسب لقب تيمنًا بعائلة "بني عسال" التي كانت تقيم بالقرب من الباب.تسير أبواب تونس العتيقة على ذات التصميم والشكل، الذي يتميز بشكل القوس، لكن باب الحديد هو الوحيد المميز بين تلك الأبواب، حيث انه صمم على الطريقة المغربية، التي جعلته يتمتع بـ3 انحناءات.لم يكن تسمية الأبواب على باب الصدفة، بل سميت مقترنة بالاتجاهات التي تطل عليها، من أمثلة ذلك "باب البحر" الذي سمى كذلك لأنه يفتح باتجاه البحر، فيما سميت أبواب أخرى نسبة للأولياء الصالحين، مثل باب سعدون الذي سمي بذلك نسبة للولي الصالح "بو سعدون".عدة أبواب شهدت على حضارة تونس العريقة، لكن لم يمهلها التاريخ أن تظل شامخ حتى وقتًا هذا، أمثال باب "الأقواس، سوق القماش، سيدي عبد السلام، الجزيرة، باب عليوة، والفلة، والقرجاني، وباب المنارة".هناك عدة أبواب من التي اندثرت لها قصص وراء تسميتها، مثل باب العلوج الذي سمى بعائلة السلطان الحفصي أبو عمرو عثمان الذي استدعى عائلة والدته من إيطاليا وأسكنها في منطقة قرب القصبة، التي سميت بالعلوج فيما بعد.
أما عن باب الجبالية والمرقد، فسمى نسبه إلى حديقة الحيوانات التي يطل عليها، فيما سمى باب قرطاجنة بذلك الاسم، نسبة إلى استخدامه للعبور إلى قرطاج من قبل سكان تونس، أما عن باب وانتجمي، فهو اسم بربري يعني المنزل، فيما سمى باب الغدر، نسبة إلى انه مخصص لعبور الحكام وحاشيتهم.