بعد أن أثار الجدل باستقالته الرسمية من منصبه، على الهواء مباشرة، عبر إحدى القنوات السعودية، في موقف أثار ذهول الجميع خاصة أن الاستقالة كانت من السعودية، ودون إنذار مسبق حتى وسائل الإعلام لم تكن على علم بهذا الأمر المفاجئ، ظهر رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري مجددًا اليوم الأحد، كاشفًا عن أسباب استقالته، ومعلقًا على التطورات التي أعقبت قرار الاستقالة.
وعقب تقديم الاستقالة، اختفى "الحريري" عن الأعين، وبدت الأقاويل والتخمينات تأخذ طريقها، حول إرغام السعودية له على الاستقالة، وبعد الحملة الموسعة التى شنتها السعودية، وجمعت فيها أباطرة المال والاستثمار، بالقبض على عدد من الأمراء والوزراء واحتجازهم في فتدق ريتز كارلتون الرياض، حيث يجري احتجاز الأمراء والوزراء، ويفترشون الأرض هناك، ترددت أقاويل بأن الحريري من ضمن المقبوض عليهم، ولكن يبقي سؤال واحد ردده اللبنانيين، أين رئيس وزرائهم المختفي؟.
وفي ظهور مفاجئ، أجرى رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري، منذ قليل، حوارًا تلفزيونيا بقناة المستقبل اللبنانية، فى أول ظهور وحديث له منذ تقديم استقالته، مع الإعلامية بولا يعقوبيان، وتحدث الحريري عن كافة الأزمات التى شغلت الرأى العام العربي، ويكشف الكثير من الكواليس عن استقالته وأسبابها، ودواعى وجوده بالسعودية.
كما تحدث عن الدور السورى فى لبنان، ومتى سيستطيع العودة إلى بيروت مرة أخرى ويغادر السعودية، قائلًا: إنه سوف يعود للبنان مرة أخرى ولكن هناك ترتيبات يجب أن يتم إجراؤها أولا، مؤكدًا، أن استقالته كانت غير عادية وهو يعرف أنها كذلك، حيث كان يجب أن يتقدم بها أولا لرئيس لبنان ويتم قبولها ولا يعلن عنها من خارج البلاد وعبر وسائل الإعلام.
وتابع سعد الحريري: أنه فعل ما فعله بشأن الاستقالة للحفاظ على لبنان وأمنه، وأنه حر تماما فى السعودية، ولكنه سيعود إلى لبنان قريبا جدا، وأن هناك ترتيبات يتم إجراؤها لضمان عودته إلى لبنان وهو آمن، وسيدرس إجرائته الأمنية.
وأوضح أن هناك تدخلا إيرانيا فى لبنان وفى شئون عدد من الدول العربية، ولم يتمالك الحريري نفسه، ليبكي على الهواء، ولم يستطع تمالك دموعه، قائلًا: إن لبنان أولا ولابد أن نضع لبنان بأعيننا، "أنا أذهب إلى دول وأجدها تغار على لبنان أكثر من اللبنانيين".
وكانت تحدثت تقارير إعلامية لبنانية، الجمعة الماضية، أن الحريري تعرض لفخ بعد استدعائه، إلى الرياض بشكل عاجل، بدون أي مرافقين له أو مستشارين، برفقة الحرس الشخصي فقط، ومع وصوله تم الفصل بينه وبين مرافقيه، وإدخاله إلى غرفة بها كاميرات.
وقال له أفراد الأمن السعودي: إذهب إلى هذه الغرفة، هناك يوجد نص، تدرب على قراءته ثم اقرأه أمام الكاميرا.. كان هذا إعلان استقالته.