يبدو أن هناك حاربًا عالمية ثالثة، علي وشك الإنفجار والسبب النفط، يتوقع خبراء النفط أن هناك حربًا جديدة في سوق النفط بالشرق الأوسط، بعد ارتفاع سعره إلي 20% تقريبًا خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وربما يرجع ذلك للصراع المباشر بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وأكد الخبراء والمحللون في مجالات الطاقة، أن طبول الحرب تدق بقوة في المنطقة حاليا، وأن الحرب الباردة بين السعودية وإيران بدأت تسخن وتأخذ منحى جديدًا أثار قلق وذعر العالم، وهو ما يفسر ارتفاع أسعار النفط.
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن معدل الطلب لم يرتفع وبالتالي ما كان للأسعار أن ترتفع، لذلك فالارتفاع الأخير جاء بسبب اضطرابات ومخاوف حول الامدادات.
وأشارت الصحيفة إلي انخفاض واردات الصين من النفط في شهر أكتوبر إلي 7.3 مليون برميل يوميا، في حين تزايد الطلب في الولايات المتحدة وتجاوز التوقعات السابقة، ولا يبرر ذلك تغيير سعر النفط وزيادة الأسعار بنسبة 20%.
وأوضحت الصحيفة أن نظام الحصص في منظمة أوبك، الدول المصدرة للنفط، جيد في معظمه ولكن فعاليته مقوضة بالزيادات في الإمدادات من ليبيا، ولكن مازال الإنتاج متقلب وغير ثابت لأنه مازال يتعافي من اثار الحروب الأهلية.
ويبلغ الإنتاج الحالي 850 ألف برميل يوميا، أي أعلي من نصف مليون منذ 15 شهرا، وارتفع الإنتاج الأمريكي بنسبة 13% منذ منتصف عام 2016.
ولفتت الصحيفة إلي علي عدم وجود أمور جديدة طارئة في عمليات الطلب والعرض ولم يحدث أي تحول كبير في مستوي المخزونات العالمية، ولكن تغير الوضع بعض الشيء في شمال العراق قبل أسبوعين وزادت الصادرات عبر الموانيء الجنوبية العراقية بمقدار 200 الف برميل يوميا.
ورأت الصحيفة أن التفسير الحقيقي لارتفاع الأسعار لا يكمن بوضوح في التوازن المادي للعرض والطلب وأنما في المضاربة، حيث يرفع التجار الأسعار على أساس المخاوف بشأن ما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
وأضافت الصحيفة إن القضية الأكثر خطورة التي تشكل سوق النفط هي الوضع في المملكة العربية السعودية، بعد حملة مكافحة الفساد التي تضمنت أفراد من العائلة المالكة، بجانب العامل الأكثر إثارة للقلق في سوق النفط ارتفاع حدة التوترات بين الرياض وطهران، وتحول الصراع لأكثر عدوانية منذ الحرب بالوكالة في اليمن وأطلاق صواريخ من اليمن علي السعودية واتهام الرياض لطهران بإنها وراء الهجوم علي السعودية، بجانب التوترات في لبنان بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، ما يثير احتمال نشوب صراع آخر بالوكالة ضد قوات حزب الله المدعومة من إيران التي أصبحت قوة مهيمنة في سياسات البلاد على مدى العقد الماضي.
وتعتقد الصحيفة أن الصراع المفتوح مع إيران سيكون خطوة محفوفة بالمخاطر وربما مدمرة ذاتيا للقيادة السعودية، ولكن لا يمكن استبعاد أي شيء، لا سيما إذا شعر السعوديون بأنهم يحظون بدعم أمريكي بل ويشجعون على اتخاذ إجراءات، وهذا هو القلق الذي يقود سوق النفط.
ونوهت الصحيفة إلي أن النزاع بين السعودية وإيران يعرض العديد من حقول النفط والمنشآت على جانبي الخليج للهجوم، وخاصة أن مضيق هرمز يمثل نقطة محورية هامة لتدفق النفط عالميا لأن حوالي 17 مليون برميل يوميا يمر عبر المضيق وهو ما يقرب من ربع النفط المتداول في العالم.
وأضافت الصحيفة أن الحرب ستكون خطوة غير منطقية، ولكن منذ متى كان المنطق هو القوة الحاكمة في الشرق الأوسط؟ وإذا تراجعت مخاطر الصراع، فإن أسعار النفط لا تقدم أي تبرير لزيادة سعر البرميل عن 50 دولارا أو 55 دولارا للبرميل، ولكن إذا كانت الحرب المفتوحة بين السلطتين الخليجيتين الرئيسيتين تؤدي فقط إلي ارتفاع سعر النفط كما رأيناه في الأسابيع الماضية واقتصر الأمر علي ذلك سيكون أمر تافهاَ.