بطل من سيناء (8).. آخر شهيد في الدفعة 103 حربية: "أبو غزالة" يسير على عهد جده.. ذهب للثأر لصديقه فعاد عريسا للجنة (فيديو وصور)

أقسم على أخذ ثأر زملاءه والحفاظ على مصر بدمه، الجندي المصري لا يخشى الموت، البدلة الميري تعلمنا معنى قيمة الوطن، ومعنى القوات المسلحة المصرية تتلخص في كلمتين "الله أكبر"، النصر أو الشهادة، تلك الكلمات لا زالت تتردد في أذن والد الشهيد النقيب محمد زكريا أبو غزالة، والتي قالها له نجله في آخر حوار دار بينهما، قبل أن تتحقق أمنيته وينال الشهادة.

وتنشر "أهل مصر" على مدار عدة حلقات، حكايات لأسود من الجيش المصري في

سيناء، قدموا دمائهم رخيصة، من أجل تراب مصر، وسجلوا بطولات لن تمحى من

الذاكرة بمرور الوقت.

"يمتد العرق لسابع جد".. ذلك المثل ينطبق على

الشهيد محمد أبو غزالة، ابن محافظة البحيرة، تحديدًا قرية زهور الأمراء

بمركز الدلنجات، فهو من أحفاد المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير

الدفاع السابق في عهد الرئيس أنور السادات، فكان الجد خير مثال يقتدي به

"محمد" في حب وطنه وتحمل المسئولية للدفاع عنه، التحق بالكلية الحربية بعد

تخرجه من الثانوية العامة وتخرج من الدفعة 103 حربية، وتم تعيينه في محافظة

شمال سيناء، ليؤدي مهام عمله في الدفاع عن مصر وحماية حدودها من مكر

الأعداء، وانتقل بعد مرور عام إلى قوات حفظ السلام على حدود السودان.

وظل

الشهيد فترة التدريب مشتاق للعودة إلى أرض الأبطال سيناء، وفق ما يروي

والده لـ"أهل مصر"، خاصة بعدما زاد الهجوم عليها من الإرهاب، يقف حارسًا

على حدود تتمنى بلاد العالم عبورها لاحتلالها من شدة مكانتها المرموقة، حتى

استكمل مدة التدريب وعاد مرة أخرى إلى مكان عمله في سيناء، وهنا كان عليه

الاختيار بين أن يلبي طلب والده بعد تأدية 4 سنوات خدمة في سيناء لينتقل

إلى محافظة أخرى خوفا عليه من نزيف الحرب، أم يلبي نداء الوطن الذي لا يغفل

عنه الأوفياء.

تغلب الطابع على التطبع، فرفض حفيد أبو غزالة،

الاستسلام، كما رفض جده قبل عشرات السنوات أيضًا، يقول والده: "الشهيد قالي

إن حماية مصر والدفاع عنها خيار واحد لا يمكن التخلي عنها حتى إذا كان

المقابل دماء أبنائها"، ليستكمل الشهيد عمله في أرض سيناء بكل حب وفخر

للدفاع عن حدود مصر الغالية، قائلًا لوالده: "سيبها على الله الرب واحد

والعمر واحد ونيل الشهادة فخر أتمنى أن يناله في أي وقت وربنا يكتبنا من

الشهداء الأبرار".

بعيدًا عن ساحة الحرب، كان الشهيد "محمد" بارًا

بوالديه، يعود من الجبهة، ليقبل يد والده، يجلس تحت قدمي والدته، فهذا كان

أقصى ما يتمنى نيل رضاهم عليه، لإدراكه غضب ربه من عقوق الوالدين، كما كان

إمامًا للمسجد، وقدوة يحتذى به بين أفراد أسرته التي تتكون من 4 أشقاء،

وقبل استشهاده بأيام، تم تحدد موعد زفافه، على أن يرتدي ملابس الفرح بعد

العيد الأضحى.

قبل أيام من استشهاده، علم "أبو غزالة"، أن صديق له

استشهد في سيناء، ليزداد قلبه غضبًا، ويشتد حماسه للانتقام من الإرهاب

الغادر، ويكتب على صفحته الشخصية على "فيس بوك": "اللهم ما الحقنا بهم على

خير " ومر على كلمات الوداع أسبوعُا لكي ينال محمد الشهادة، أثناء الدفاع

عن وطنه وليأخذ بثأر زميله الذي تمنى اللحاق به قريبا فكان الشهيد رقم 9 في

ترتيب شهداء الدفعة 103 حربية.

يروي والد الشهيد، أنه بعد وقوع

الهجوم على الكتيبة وقيامهم بالتواصل مع أحد القادة بعد عدم رد محمد على

هاتفه، أخبرهم أنه أصيب فقط، ولكن بعد ذلك كان الرد يتراوح بين المرار

والفرحة، فرحة العزة وفخر الاستشهاد في سبيل الدفاع عن الوطن، والمرار عدم

قدرة أخبار والدته بالخبر وظل الخبر لا يعلمها أحد حتى قرار استلام الجثمان

لتشييعه إلى مثواه الأخير.

بصعوبة حاول والد الشهيد السيطرة على

دموعه الحبيسة، قبل أن ينهار باكيًا ويستطرد: "إنا لله وإنا إليه راجعون

لله ما أعطى ولله ما أخذ، كنت أحب أولادي وأقربهم لقربي من شدة احترامك

وطاعتك لينا.. الله يرحمك يا محمد طلبت الشهادة ونلتها يا ابني وأنا فخور

إني ربيت رجال لكن موجوع على فراقك يا غالي".

تتذكر والدة الشهيد

خلال حديثها لـ"أهل مصر"، آخر أيامه، فتقول بنبرات يتظاهر فيه القوة من شدة

الحزن المخيم علي ملامحها ولمعة دموع الفراق: "لحظات عمرها ما هتروح من

بالي كنت منتظرة أجازته عشان أفرح بيه وأشوف أحلى عريس قدامي، كنت حاسة من

سلامه علينا في آخر إجازة لينا إن دا سلام الوداع، وآخر مرة أشوفه وخصوصا

لما طلب مني إني ادعي ليه ربنا يكتب له الشهادة، وأنا قولت ليا ربنا يفرحني

بيك، وأشوفك أحلى عريس وأفرح بشبابك يا حبيبي".

لمشاهدة الحلقة الأولى من بطل سيناء أضغط هنا...

لمشاهد الحلقة الثانية من بطل سيناء أضغط هنا...

لمشاهدة الحلقة الثالثة من بطل سيناء أضغط هنا...

لمشاهدة الحلقة الرابعة من بطل سيناء أضغط هنا...

لمشاهدة الحلقة الخامسة من بطل سيناء أضغط هنا...

لمشاهدة الحلقة السادسة من بطل سيناء أضغط هنا...

لمشاهدة الحلقة السابعة من بطل سيناء أضغط هنا...

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً