"إنتي طالق".. عبارة كثيرًا ما يرددها "الرجال" المصريين، دون احتساب تبعيات وتعقب هذا القرار الخطير، الذي يتسبب فى تشرد أطفال آبرياء وخراب للبيوت، كل هذا بسبب لحظة انفعال أو غضب، لفشله فى إحكام "غضبه"، عند العجز عن تلبية مطالب "الزوجة".
من جانبها، أعلنت الدكتورة هناء أحمد، عضو المجلس القومي للمرأة، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع نسب الطلاق من حالة كل 4 دقائق إلى حالة كل دقيقتين فى مصر، وذلك خلال الأسبوع الماضي.
وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أصدر إحصائية فى العام الماضي، عن ارتفاع نسبة الطلاق فى مصر، والتي قفزت من 7% إلي 40% على مدار 50 عامًا، لتحتل مصر بدورها المرتبة الأولى عالميًا فى أعلى نسب الطلاق.
وقامت "أهل مصر"، بطرح سؤال على خبراء الاجتماع.. لماذا تتزايد أعداد نسب الطلاق فى مصر من حين لآخر، فى ظل التوعية التي أطلقتها المؤسسات الحكومية وبعض منظمات المجتمع المدني؟....
وعلق الدكتور سعيد صادق، استاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية: "ثقافة الزواج بين الشباب اليوم تختلف عن أجيال الستينات والخمسينات، مشيرًا إلي أن كافة المشاكل والعقبات، التي كان يصطدم بها جيله فى ذاك التوقيت لاتزال موجودة حتي الآن، إلا أن بعض الشباب ليس عنده "فن حل المشاكل وتفاديها بشكل جيد"، كما كان يفعل أبناء جيلة فى الماضي.
وأضاف "استاذ علم الاجتماع"، فى تصريح خاص لـ"أهل مصر": "أزمة الطلاق، لا يمكن حلها من خلال منظمات مدنية ولا مؤسسات حكومية، بل تحتاج إلى جلسات عرفية يلجأ إليها الزوجين عند "الخصام"، كما كان يحدث فى الماضي"، قائلًا: "انفصال الزوجين فى مثل هذه الجلسات، يعد آخر الحلول بالتراضي والتسامح".
وتابع: "الزواج يحتاج إلى بيئة خصبة يستطيع من خلالها كلا الزوجين أن يتعايشا معًا، معولًا ارتفاع نسبة الطلاق إلى سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، وماينتج عنهما من انفجار يدفع كلا الزوجين إلي الانفصال.
وترجع الدكتوره سمر عبده، مستشارة العلاقات الزوجية، فى تصريح خاص لـ"أهل مصر": الطلاق، بسبب ارتفاع نسبة "عنوسة الفتيات" داخل المجتمع المصري، إذا نعتبر أن إنعدام الثقافة يدفع والد الفتاة إلى إتخاذ قرار خاطيء بزواج إبنته لتخطيها سن الزواج، قائلة: "عدم التوافق والقبول بين الزوجين فى بداية الزواج هو السبب الرئيسي وراء الطلاق".
وتعول "خبيرة العلاقات الزوجية، على ارتفاع نسبة الطلاق، بسبب بعض الفتيات التي تعتقد أن الزواج جنة وعبارة عن "فستان وفرح ودبلة"، وعندما تكتشف أنه مسؤلية ولا تستطيع أن تتحملها يكون الطلاق هو الخيار الوحيد أمامها.
وتتعتقد "سمر عبده": "هناك مشاكل معينة تنشب بين الزوجين لا يمكن حلها إلا بتنازل أحد الطرفين، وإلا فقد يكونا سببًا فى إنهاء العلاقة الزوجية، أبرزها معاملة المرأة ندًا لند مع الرجل فى كل شيء، وإهانة الرجل للمرأة بشكل مستمر".