بالجلباب الأبيض، ونظافة الجسد، دبت أقدامهم مسجد الروضة بشمال سيناء، لصلاة الجمعة، يطبقون قول الله "عز وجل" (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ). منهم من استمع لخطبة الشيخ محمد عبد الفتاح، إمام المسجد، وآخرين قبضوا بايديهم على السبحة يسبحون بحمد الله ويصلون على رسوله، الأطفال تراقب الموقف، وتقلد كبارهم.
مع صعود الإمام على المنبر، دوى صوت انفجار خارج المسجد، أعقبه بدقائق وابل من الرصاص على المصليين داخل المسجد، لتتناثر الاشلاء ولا يبقى إلا أرواح طائرة في السماء، تشكى ربها من ذلك الإرهاب الغاشم، تاركين أجسادهم غارقة بالدماء.
صورًا تناقلتها وسائل الإعلام عن ضحايا الحادث الذي وصل إلى 350 شهيد و109 مصاب، التقطتها أعين أدباء مصر الصغار، فعبروا بأبيات من شعرهم عما يجول بخاطرهم " يا مصر..هل غابَ الأمانْ ؟.. ما عاد يًطربني هنا صوت الأذانْ!
قد خالَطَ الصوتَ النقيَ.. قنابل ترمي على أيدي جبان"- حسبما عبر أنس نوفل على إحدى صفحات صالونات الشعر.ظهر في إحدى الصورة التي التقطها أهالي منطقة بئر العبد بمدينة العريش، طفلًا واضعًا رأسه على قلب إحدى شهداء الحادث الإرهابي. كانت تلك الصورة سبيلًا ليعبر بها الشاعر سامح الدياسطي عن تلك المعركة الوحشية التي قتل فيها الأطفال دون ذنب يذكر " يلا حبيبي عشان ننام.. ونروح لرحلة في المنام.. ويا الملايكة في السما.. نفرح في جنة ربنا أنت وأنا.. كم مرة مثِّلت إني مُت وقعدت تبكي عشان أقوم".
حاكى سامح تفاصيل الحادث كاملة، فقال: "هنَّفِذ المشهد سوا وبلاش نقوم.. الدنيا مليانة هموم كل شكري للي دبّر واللي وقت الجمعة فجَّر موتنا يا ابني كان مقدَّر بس نفسي أسأل سؤال.. هو قبل القتل فكَّر؟".
في الوقت الذي استفاضت صفحات الشعر بدموع كلمات الشعراء على شهداء مسجد الروضة، أعلن الشاعر محمود المزين الحداد في أبياته "دقيقة حداد وكام شارة زعل وسواد ودمعة عين من الحرقة بتبكى حنين من الفرقة وصوت ضحك العدو بيزداد".لم تتوقف أبيات شعر المزين عند وصف الشهداء فقط، فاستطاع أن يغزل بها ما يمر به المصريين عقب كل هجمة إرهابية تستهدف ضحايا لا ذنب لهم، فقال: "هما يومين وهيعدوا ونرجع تاني نتكلم على ماتشاتنا والكورة ومين راح يكسب الفورة وننسى أم البطل والواد".من حال المجتمع إلى فكر الإرهابيين، قال الشاعر حسن أبوريا: "ماثبت في المقال الأخير أن المسجد للتدمير وأن القتل شئ عادي وأن الحجة اقيمت بالتكفير.. ماثبت في المقال الأخير قرية صغيرة تسمى الروضة تقع شمال سيناء الرحبة فيها مصلي يعبد ربه".وأضاف: "فجر ياقناص هنالك، فجر يوم الأحد كنائس، فجر يوم الجمعة مساجد أما اليوم ففجر نفسك، ضمن بيوت الله حرام".