أصحاب توكيلات سابقة للشركة: المنتجات تسببت في مشاكل كثيرة للمستهلكين
مصادر: "قطونيل" حققت مليارات الجنيهات من الإعلانات الكاذبة
مستهلكون: "الخيط اتقطع من لبستين واتهلهل في أقل من شهر "
"قطونيل.. القطن بتكلم مصري".. قد تصيبك القشعريرة فخرا وأنت تسمع تلك العبارة في نهاية كل إعلان للشركة، زهوا بإنتاج بلدك، وعودة البريق الذهبي للقطن الوطني.. لكن تمهل، فكل ذلك محض افتراء وكذب، يرقى لدرجة الجريمة في حق القطن المصري، إذ تبين أن الحملة ماهي إلا "نصباية" زج فيها باسم القطن المصري لتحقيق مليارات الجنيهات، فيما تتكون المادة المستخدمة في الصناعة من خامات مستوردة رخيصة لا تعرف للقطن المصري طريقا، باستخدام شعيرات القطن المستوردة من اليونان ومالي وتركيا، والخيوط المستوردة من الهند والصين، وسط غياب "مريب" من الأجهزة المختصة، خاصة جهاز حماية المستهلك.
وتقدم مواطن ببلاغ إلى النائب العام يتهم فيه الشركة بالغش والتدليس على الجمهور، مؤكدًا أن الخيوط المستخدمة في صناعة منتجاتها، متسوردة جميعها من اليونان ومالي وبعض الدول، وليست من القطن المصري الخالي كما تدعي الشركة.
وأضاف في بلاغه أن المواطن المصري يشتري هذه المنتجات رغم ارتفاع أسعارها، على أساس أنها من القطن المصري طويل التيلة، وبذلك تكون الشركة قد أدخلت الغش عليه. وإلى التفاصيل..
تختلف أسعار منتجات "قطونيل" طبقا لاسم ونوع المنتج، فهناك منتجات خاصة بالرجال ومنتجات خاصة بالنساء، ولكل سعر خاص .
يقول محمد أحمد، صاحب محل ملابس تبيع منتج "قطونيل" في العتبة، إن أسعار أطقم "قطونيل" الأصلية للملابس الداخلية تسجل نحو 50 إلى 90 جنيها بالمحلات، وتختلف الأسعار تبعا للنوع، فالبوكسر ديجيتال يسجل 60 جنيها، وبوكسر ديزاين يباع بـ 75 جنيها، فيما يبلغ البوكسر ليزر بـ 35 جنيها .
وأضاف التاجر أن أسعارالملابس الحريمي تختلف، حيث يباع الـ"نونك" القطن بـ 59 جنيها، والهوت شورت كاندي بـ 50 جنيها، والسبورت شورت بـ 39 جنيها، والبنطلون الطويل بـ 70 جنيها .
- النصب
ما جاء في مضمون المادة الإعلانية لشركة "قطونيل" خلال العرض الرمضاني، والذي يطالب المستهلكين بـ"فتح أي قميص في بلدنا هتلاقي فانلة من قطونيل"، في محاولة من الشركة لإيهام المستهلكين بأنها صاحبة الزعامة بسوق المنتجات القطنية في مصر، وأن منتجها يصل للجميع، دون استثناء نتيجة لجودة الإنتاج وعدم تغير اللون، وهو الأمرالمنافي للواقع، كما شمل الإعلان أن القطن المستخدم في صناعة منتجات الشركة يروي بماء النيل، الأمر المنافي تمامًا هو الآخر للحقيقة.
- الخيط اتقطع من لبستين
تقول عبير محمد، ربة منزل، إن منتج "قطونيل" سيئ وصناعة رديئة، مضيفة: "اشتريت 3 شورت و3 فانلة حمالة، الشورت حبب من تحت والخيط اللي فيه من تحت اتقطع من لبستين، وأي ملابس داخلية تانية أفضل منه بكتير، من الآخر كلام نصب وصناعة رديئة محدش يشتريها".
- منتج لا يسحق ربع الثمن
وفي السياق ذاته، يقول محمود عبدالله، من أصحاب توكيل "قطونيل" سابقا، إن جودة المنتج متدنية، والزبائن يشتكون من العيوب الموجودة، ما ترتب عليه انخفاض الطلب على ملابس "قطونيل"، ورفض الزبائن شراء المنتج، وليس هذا فحسب، وإنما ارتفاع السعر، والذي لا يستحق ربع هذا السعر، لافتا إلى أنه تحول لبيع منتجات لمصانع أخرى أعلي جودة وأقل سعر وتلقى رضا الزبائن، مؤكدا: "منتج قطونيل أقل المنتجات من حيث المبيعات، وامتنعت عن بيعه للغش في خامات التصنيع".
أقل من شهر "اتهلهل"
وأوضح أحمد عبدالعزيز عيسي، أحد المستهلكين: "اشتريت 3 أطقم قطونيل داخلية أبيض، وفى أقل من شهر الملابس اتنسلت والقماشة شاطت، دا مش قطن مصري دا اسمه نصب".
- عيوب في المقاسات
وأضاف شريف رضوان، موظف: "اشتريت فانلة مقاس 6 رجالي، اتغسلت بقت فانلة أطفال، وهذا يدل علي الغش والخداع الذي تقوم به الشركة".
"أنا عندي محل وكنت ببيع فيه منتج قطونيل ولكن حاليا توقفت عن بيع منتجات قطونيل، لأن منتجات الشركة أصبحت غير جيدة علي مستوي الخامات، وشكاوي الزباين من المنتج لا تتوقف".. هكذا عبر عمر عزيز، صاحب توكيل "قطونيل" سابق، عن غضبه من غش الشركة، مضيفا: "أنا كنت بالبس من قطونيل وتوقفت عن استخدامه لرداءة المنتج، وتحولت لمنتجات أخري، ونصيحتي لقطونيل أنقذوا منتجكم حتى لا تندموا".
- "قطونيل" تتلاعب بالمستهلكين
في السياق نفسه، قال يحيي زنانيرى، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن شركة "قطونيل" تتلاعب بالقطن المصري، نظرا للمكانة الكبيرة التي يحتلها المنتج والسمعة الطيبة سواء في الداخل والخارج، ويقومون بعملية الغش التجاري الذي يحققون من ورائه مكاسب طائلة .
وأضاف "زنانيري": "يتم استيراد الشعيرات من الخارج بسعر 3 إلي 4 دولارات للكيلو الواحد"، منوها بأن غياب دورهيئة الرقابة الصناعية هو الذي يتسبب في التلاعب والغش التجارى الذي تمارسه الشركة .
وأشار رئيس شعبة الملابس إلى أن الشعيرات التي يتم استيرادها تنقسم لنوعين، ممشوطة ومسرحة، الأولى تكون أغلي من الثانية بنسبة 20 %، موضحا أن نسبة 60 % من إنتاج المنتجات والملابس يكون من النوع "المسرح" .
-800 جنيه ربحًا في الكيلو الواحد
من ناحيته كشف لويس عطية، عضو شعبة الملابس بالغرف التجارية، أن شركة "قطونيل" تستغل إقبال المستهلكين علي القطن المصري، وتحقق هامش أرباح مرتفعًا، لافتا إلى أن كيلو الشعيرات القطنية يسجل 3 دولارات، أي لا يتعدي 55 جنيها، ومع ذلك ينتج نحو من 7 إلي 10 قطع، وتباع القطعة في "قطونيل" بداية من 40 جنيها، وتتخطي 100 جنيه في بعض القطع الأخري، ما يجعل ربحها من الكيلو الواحد يبلغ 800 إلي 900 جنيه، أي أن الشركة تحقق مكاسب طائلة من جراء استغلال اسم القطن المصري، منوها بأن "الشراب" من "قطونيل" يسجل 40 جنيها، وهو أٌقل منتج لدي الشركة .
- إمبراطور السوق
من جانبه، أوضح محمود العسقلاني، رئيس "مواطنون ضد الغلاء"، أن مالك شركة "قطونيل" حاول إدماج شركة "النصر" لصناعات الملابس والمنسوجات، ليصبح المحتكر الأول لصناعة الملابس الداخلية في مصر، مشيرا إلى أن شركة "النصر" تنتج مادة الجيل التي تدخل في صناعة الملابس الجاهزة مع شركة "قطونيل"، ومازال يسعى رجل الأعمال السوري للاستيلاء علي شركة "النصر" لتدمير الصناعة المحلية، حسب تأكيد "العسقلاني".
- تضليل إعلامي
في سياق قريب، قال محمد الداعور، عضو شعبة الملابس الجاهزة، إن إعلان "قطونيل" بأن "القطن بيتكلم مصري" عارٍ تماما عن الصحة، وبه تضليل إعلامي كبير وخداع للمستهلكين، مشيرا إلى أن الحديث عن أن القطن المستخدم في منتجاته يُروي من ماء النيل ليس حقيقة، إنما خداع يتطلب تدخل الأجهزة المعنية والمسؤولة عن المادة الإعلانية لمحاسبة من يريد تضليل الرأي العام .
وأضاف "الداعور": القطن المصري يتم تصديره خامًا للخارج ، ومصانع وشركات الملابس تقوم بشراء الخيوط والشعيرات من الخارج، وتستخدمها في الصناعة، موضحا الدور السلبي الذي تتخذه الأجهزة الرقابية في مواجهة الفساد والتربح بشكل يثير الشك على حساب المستهلكين .
وتساءل عضو الشعبة: هل هناك مصالح مشتركة تمنع من تدخل الأجهزة المعينة لمحاولة وقف تلك المهزلة والخداع للمستهلكين؟، مؤكدا أن هذه الشركات تستورد الخيوط والشعيرات من الخارج، ومنتجها ليس قطنا مصريا علي الإطلاق، والقطن المستخدم ليس مرويًا بماء النيل كما يزعمون .
- 7 مصانع سورية تحول الشعيرات المستوردة إلي خيوط
كشفت مصادر أن شركة "قطونيل" تقوم بشراء الخيوط الممشطة والمسرحة من الصين والهند، من خلال استيراد عدد من الشركات المحلية لتلك الخيوط، وبيعها للشركة، كما يتم استيراد الشعيرات من اليونان ومالي وتركيا.
ولفتت المصادر إلى أن تلك الشعيرات تحول من شعيرات إلي خيوط أو غزل، حيث تقوم الشركة بأخذ تلك الخيوط ووضعها علي الماكينات الدائرية، ويتم شراء الشعيرات من خلال 7 مصانع سورية موجودة داخل مصر.
وكشفت المصادر أن شركة "قطونيل" حققت مكاسب بمليارات الجنيهات في السنوات الأخيرة علي حساب الإعلانات الكاذبة.