قالت وكالة رويترز للأنباء، نقلًا عن وسائل إعلام محلية، اليوم الأحد، إن التحالف، بقيادة السعودية، نفذ ضربات جوية ليلًا، على العاصمة اليمنية صنعاء، بهدف دعم أنصار الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، في قتالهم ضد الحوثيين.
يأتي ذلك بعد أن أشار صالح إلى إنهاء تحالف أنصاره مع الحوثيين المدعومين من إيران في خطوة قد تمهد الطريق أمام إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
وأعلن صالح يوم السبت، استعداده، لفتح "صفحة جديدة"، في العلاقات مع التحالف بقيادة السعودية في اليمن إذا أوقف هجماته على بلاده وأنهى الحصار.
لكن سكانا قالوا يوم الأحد إن ضربة جوية للتحالف قتلت 12 مدنيا يمنيا من عائلة واحدة في محافظة صعدة الشمالية معقل الحوثيين رغم عدم التحقق بعد من هذه الأنباء.
وذكرت قناة العربية التي يملكها سعوديون أن طائرات التحالف قصفت مواقع للحوثيين في جنوب صنعاء خلال الليل لكنها لم تذكر أي تفاصيل عن الخسائر في الأرواح.
وعلى صعيد منفصل، قال الحوثيون الذين يسيطرون على معظم شمال اليمن، إنهم أطلقوا صاروخا من نوع كروز باتجاه محطة للطاقة النووية تحت الإنشاء في الإمارات العربية المتحدة وهو أمر نفته الإمارات.
ورحب التحالف الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى بإعلان صالح. ويواجه التحالف صعوبات لتحقيق تقدم ضد تحالف الحوثيين وصالح الذي يسيطر على معظم أنحاء شمال اليمن منذ عام 2015 وأرغم هادي على ترك البلاد.
وتخوض قوات صالح منذ خمسة أيام اشتباكات مع الحوثيين مما يضيف بعدا جديدا لوضع معقد بالفعل في اليمن.
وقال سكان في صنعاء يوم الأحد، إن الحوثيين استعادوا على ما يبدو بعض المناطق التي فقدوها أمام قوات صالح خلال الأيام الأربعة الماضية وإن دبابات الحوثيين تنتشر وسط معارك عنيفة في الحي السياسي بوسط المدينة.
والمنطقة هي معقل الموالين لصالح تحت قياده طارق ابن أخيه وهو قائد عسكري واسع النفوذ.
ودفع القتال الأمم المتحدة إلى محاولة إجلاء ما لا يقل عن 140 من عمال الإغاثة من صنعاء وسط قتال تسبب في إغلاق طريق المطار، حسبما أفادت المنظمة الدولية ومسؤولو مساعدات.
كان سكان قالوا في وقت سابق إن المقاتلين الحوثيين سيطروا على استوديوهات لقناة اليمن اليوم التلفزيونية الإخبارية المملوكة لصالح بعد اشتباكات ألحقت أضرارا بالمبنى. وقال سكان إن 20 موظفا حوصروا داخل المبنى.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن القتال أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات وأثار المخاوف من وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين.
ويشهد اليمن حربا بالوكالة بين الحوثيين المتحالفين مع إيران وقوات هادي المدعومة من السعودية. وتسببت الحرب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
ويعاني اليمن من العنف منذ نهاية 2014 عندما تقدم الحوثيون صوب العاصمة صنعاء وسيطروا على الحكومة.
وواصل الحوثيون، بدعم من قوات حكومية موالية لصالح، تقدمهم في أنحاء البلاد فأرغموا هادي على التوجه إلى الرياض مما دفع التحالف بقيادة السعودية للانضمام للقتال.
وخلال حرب اليمن سقط أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ عام 2015 وتشرد أكثر من مليونين كما أدت الحرب إلى تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب نحو مليون شخص ودفعت البلاد إلى شفا مجاعة.
صاروخ على الإمارات
قال الحوثيون إن الصاروخ الذي أطلقوه يوم الأحد كان موجها نحو مفاعل براكة النووي في أبوظبي لكنهم لم يقدموا أدلة على وقوع أي هجوم.
ولم ترد أنباء عن وصول أي صواريخ إلى أبوظبي وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات إن مفاعل براكة محصن جيدا وحثت المواطنين على عدم الاستماع إلى الشائعات.
وقالت الهيئة في بيان "الطوارئ والأزمات تكذب مزاعم إطلاق الحوثيين صاروخا تجاه دولة الإمارات".
وأضافت "الإمارات تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع ومشروع مفاعل براكة محصن ومنيع تجاه كل الاحتمالات".
وهذه هي المرة الثانية التي يقول فيها الحوثيون إنهم أطلقوا صواريخ باتجاه الإمارات.
وكانوا قد قالوا قبل بضعة أشهر إنهم أطلقوا بنجاح صاروخا باتجاه أبوظبي ولكن لم ترد أنباء عن اعتراض أي صواريخ أو سقوط أي صواريخ في الإمارات.