اعلان

شعبولا «الأردني»… بحب الملك وبكره إسرائيل

سألني صديق على فيسبوك: ما هو الولاء؟.. انا شخصيا متهم من مؤسسات رسمية عديدة ومن عشرات الأشخاص والنشطاء بأني خارج دائرة الولاء.

لكن السؤال المتواصل: من الذي رسم دائرة الولاء ومن الذي يحددها او حتى يعرفها؟

هل الولاء المقصود للملك..للنظام… للدولة؟

فرضا إذا إرتديت شماغي الأحمر الموروث عن والدي رحمه الله وزرعت علم الثورة العربية الكبرى على نافذة سيارتي ودخلت في أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة عمان بسيارتي «عكس السير» فهل أنا من جماعة الولاء الجيد ام مخالف لقانون السير؟

إذا تلثمت وأطلقت مكبر الصوت بالأناشيد الوطنية وكرهت الغرباء والأجانب وبقية المكونات واللاجئين والعابرين والأثرياء والعلماء والمثقفين في بلدي فهل أنا في الطريق الصحيح ؟.

قد استمر في الاستفسار على طريقة المبدع إبراهيم جابر والراحل الكبير محمد طمليه: لا ارتدي شماغا بالعادة ولا أحب المنسف كثيرا وأعتقد جازما بان الملوخية ينبغي أن لا يلتهمها الإنسان فهي مجرد عشبة خضراء تنمو مجانا ولا تزرع وتصلح للقطط ولا تصلح للبشر و«المسخن» مؤامرة على فكرة الطعام.

وأعلق صورة واحدة فقط للملك في منزلي تجمعني وإياه ولا أبحث عن وظيفة عليا وأدعم كل المقترحات التي تنادي بإغلاق نادي الوحدات والفيصلي معا ولا اشارك في مسيرات بالشارع لا موالاة ولا معارضة ولا أهتف ولا أسحج ضد النظام أو معه وتطربني فقط الأغنيات الوطنية الملتزمة والجادة الخالية من الكلمات الجوفاء ولا أشاهد التلفزيون الأردني وإسمي ليس مكتوبا عند قائمة الحاكم الإداري للمناسبات الوطنية إياها وأتجنب زحام الفضوليين والمستوزرين على أعتاب حفل الاستقلال وأحترم الجيش والأمن ولا أحب الأنف الأمني المحشور في كل التفاصيل.

هل يجعلني كل ذلك أردنيا يتميز بالولاء؟.. الأهم هل أنا أردني طبيعي اصلا مع ثقتي بأني لست كذلك بالنسبة للكثيرين في سوق المزايدات؟

أحب رقصة «الدحية البدوية» والدبكة والرقص الشرقي معا.. ويدهشني كلام الفنان الكبير خلدون الداوود عن «أبناء نهر الأردن» وحديث الراحل البهي الشاعر حبيب الزيودي عن «التراب الذي يشكل ملامح الأوطان» وليس عن الرجال والحكومات.

…عندما أغادر عمان أدعو لها من اعماق قلبي وأبدأ بمجرد إقلاع الطائرة بحساب الثواني والدقائق والأيام حتى العودة وعندما أطل من نافذة الطائرة في رحلة الرجوع أشعر تماما بأني «عائد».

إيماني مطلق بان مستوطنات نابلس الصهيونية هدفها إسقاط عمان ومكة وليس القدس التي سقطت فعلا وأؤمن بأن الجيش العربي الأردني الذي خدم فيه والدي 40 عاما ومن خلفه المؤسسة الأردنية مسؤولان أمامي وأمام التاريخ عن إعادة «الضفة الغربية» لنهر الأردن سلما أم حربا.

يمثلني تماما جميل عواد وزهير النوباني ونبيل المشيني في الفن والدراما وهويتي السياسية تماما يعبر عنها الدكتور ممدوح العبادي وأتمايل طربا مع تراثيات الراحل الجميل فارس عوض وهو يغني «سوسحني» ويعجبني بنفس الوقت محمد عساف وهو يغني لأهله وأهلنا كأردنيين في فلسطين «لولح بالكوفية».

وأقدر بان ما يقوله كل من مصطفى الحمارنة ومروان المعشر وما ورد في «أوراق الملك النقاشية الخمسة» أفضل بكثير من كل ما كنا نقوله أيام «العمل الطلابي السري» وأتمنى ان تنتهي تلك القوائم السوداء والتصنيفات البائسة في الأجهزة الأمنية خصوصا لأصحاب الرأي والموقف.

أعرف الكثير من السياسيين والمسؤولين الدجالين والكذابين خصوصا وهم يحاولون «امتطاء الوطنية» لكن أفترض «حسن النية» في الجميع.

وأثق بأن مستقبل بلدي الإصلاحي مرهون بالوثائق الجريئة التي صدرت تشخيصا عن المبادرة البرلمانية.

كما أثق بان مشكلة الحكم والإدارة الأبرز هي الخوف من طبقة «رجال الدولة الحقيقيين» وإقصاء المفكرين والمثقفين السياسيين منهم وتسلط الأمن على السياسي والإعلامي وتلك النظريات المعلبة اياها عن الحروب الأهلية والاضطرابات التي تصنعها «حرية الصحافة» وأعتقد ان المشكلة التقنية الأبرز اليوم تتمثل في الإصرار على عدم تجريب نظرية تقول بان حرية التعبير الحقيقية تحمي البلد والنظام معا من الاضطراب الإجتماعي.

كمواطن قد أكون في إتجاه مماثل لكن معاكس للمطرب المصري شعبولا فانا «أحب الأردن والهاشميين وأكره إسرائيل».. هل استطيع ذلك بدون إتهامي وتخويني والتركيز على الشكوك بخطابي على ان يتولى أقاربي وأصدقائي مهمة ترديد عبارة « هييييه» بعد مقطع الأغنية.

دعوني أعترف اني أمثل كل هذه القناعات وعكست صورة دقيقة عن مشاعري وأفكاري فهل يتوقف الآخرون عن تصنيفي وهل انا بهذه المقاييس خارج نطاق الولاء والإنتماء كما يصنفهما الانتهازيون.

قد تكون جريئة او غير مسبوقة اي محاولة لتعريف الولاء والانتماء فتلك محطة لا يرغب كثيرون لا في السلطة ولا في النخبة التي تضلل السلطة والشعب التوقف عندها.

قبل تعريف الولاء بأي شكل أخفق الجميع بتعريف «المواطنة» وهو ما حصل في اجتماعات لجنة الأجندة الوطنية التي ملأت الدنيا ضجيجا.

كيف تتقصد الدولة ومجساتها تجاهل تعريف «المواطن الأردني» ثم تطالبه بمظاهر ولاء لا معنى لها في الواقع وتصلح للمتاجرين فقط بالوطنية والولاء.

نقلاً عن «القدس العربى»

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً