لم تمُر مُحاكمة "الإخوان الإرهابية"، إلا ويتعمد أعضائها افتعال مواقف مُثيرة للجدل، ولفت أنظار الشاشات وكاميرات الصحفيين صوبهِم خلال تجديد جلساتهم بكل مرة، مُحاولة منهم جلب استعطاف الشعب لهم، وذلك ما بين إحداث الصخب ورفع شارة "رابعة"، تارة، والتكبير خلف القضبان ومقاطعة حديث "قاضى المحكمة" تارة أخرى.
في الساعة الحادية عشرة والنصف صباح اليوم، وسط حراسة أمنية مشددة وحضور ممثلي وسائل الإعلام، وذوي المتهمين، يصطف المتهمون داخل القفص الحديدي، يوزعون الإبتسامات على أهاليهم، ويكررون رفع شارة "رابعة" أمام وسائل الإعلام والكاميرات بقاعة المحكمة.
خلف الأسلاك الحديدية يقتربوا برفع المصاحف ومشيرين بأصابعهم كـ"علامة النصر"، يضحكون بجذلِ وكأنهم ينتظروا قرار برائتهم وليس تجديد محبسهم، يستمرون فى التهليل ويلوحون لأهاليهم غير مُبالين بـ"قاضى الجلسة" والذى قرر تأجيل جلسة محاكمة "بديع" و738 متهمًا آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"فض اعتصام رابعة العدوية"، لجلسة 16 ديسمبر الجاري؛ لاستكمال سماع الشهود.
يتسامرون وكأنهم فى إحدى الحدائق العامة، يُقبلون بعضهم البعض، ومن ثم يتسابق كُل منهم لأخد كف مٌرشدهم "محمد بديع"، فيربتْ على كتفهُم، ويُنثر على وجهه الابتسامات وكأنهم بذلك نالو بركته، لتنتهى باصطفافهم جنبًا إلى جنب لأداء الصلاة.