جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء، بشأن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى هناك، صادمًا للجميع، مخترقاً بذلك كل قرارات الشرعية الدولية.
وقوبل قرار ترامب، بردود فعل عربية ودولية رافضة محذرة من أبعاد القرار، باعتباره يدمر أي فرصة لحل الدولتين، ويقوّض أي جهود لتجديد المفاوضات، وإذا نظرنا إلى القضية الفلسطينية لوجدنا أنها بدأت بوعد أعطاه من لا يملك لمن لا يستحق، ثم أتى آخر، بعده بـ100 عام، ليصدر تعهدا بشأن نفس المدينة، التي لا يملك من أمرها شيئا إلى ذات الكيان، الذي يستحق التحكم فيها، لتبقى القدس رمزا لمعاناة لن تتحدد نهايتها بعد.
نرصد في هذا التقرير محطات في تاريخ القدس خلال 100 عام، حيث تعرضت القدس أو "أورشليم" باللغة اليهودية للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها مجددًا 44 مرة.
وعد بلفور المشئوميعتبر وعد بلفور الذي صدر عام 1917 أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيه الحكومة البريطانية على نفسها تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين وذلك خلال الإنتداب البريطاني على فلسطين، وهو وعد من لايملك لمن لا يستحق كما تم ذكره في كتب التاريخ.فقبل أن تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها ويتقاسم المنتصرون فيها تركة الإمبراطورية العثمانية، سارع وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور في 2 نوفمبر من عام 1917 إلى كتابة رسالة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا البارون روتشيلد، وأدت الى قيام دولة إسرائيل وما تبع ذلك من حروب وأزمات في الشرق الأوسط.وكانت الرسالة التي تعرف حاليا بوعد بلفور أوضح تعبير عن تعاطف بريطانيا مع مساعي الحركة الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين حيث طلب فيها بلفور من روتشليد إبلاغ زعماء الحركة الصهيونية في المملكة المتحدة وايرلندا بموقف الحكومة البريطانية من مساعي الحركة.وأدت الرسالة دوراً أساسياً في اقامة دولة اسرائيل بعد 31 عاما من تاريخ الرسالة، أي عام 1948، كما ساهمت الرسالة في تشجيع يهود القارة الاوروبية على الهجرة الى فلسطين خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، في وقت كانت القارة تشهد صعودا للتيارات القومية المعادية للسامية.
قرار تقسيم فلسطينوفي عام 1947، كان أول قرار دولي حول القدس، حيث أمر بتدويلها، ووضعها تحت إشراف الأمم المتحدة، وجاء في القرار أنه سوف يُطبّق طيلة 10 سنوات، ويشمل مدينة بيت لحم، وأنه بعد هذه الفترة سيتم إجراء استفتاء عام لتحديد نظام الحكم الذي يرغب أغلبية سكان المدينة بتطبيقه عليهم.إلا أن تطبيق هذا القرار لم يُكتب له أن يتم وذلك بسبب إنهاء بريطانيا الإنتداب على فلسطين في عام 1948، لكي يسقط الشق الغربي من المدينة تحت سيطرة الدولة الإسرائيلية حديثة العهد وتشنعل حرب فلسطين ام 1948 التي هُزمت فيها الجيوش العربية ولكن ظلت القدس مقسمة شق غربي تابع لإسرائيل وشق عربي لم تسيطر عليه بعد، وفي سنة 1950 أعلن الأردن رسميًا خضوع القدس الشرقية للسيادة الأردنية.
أيلول الأسود حرب الأيام الستة أو حرب يوم الغفران كيفما كانت التوصيفات عربية كانت أو إسرائيلية، فإنّ هناك إجماعاً على أنّ حرب 1967 شكلت منعطفا رئيسيا في الصراع العربي الإسرائيلي لا زال العالم يعيش تداعياته حتى اليوم، حيث قام جيش الإحتلال الإسرائيلي، في عام 1967، بالسيطرة على القدس الشرقية بعد معارك مع الجيش الأردني وهزيمته ليس هو وحده بل وجيوش مصر وسوريا أيضًا في حرب عُرفت بحرب ال 6 أيام، أو بنكسة 67.
قانون القدسأما في عام 1980، فقد أصدر الكنيست الإسرائيلي قرار أطلق عليه قانون القدس، والذي نص على أن القدس موحدة وعاصمة أبدية للدولة العبرية، والذي لم يحظ بأي اعتراف عالمي يذكر، سوى اعتراف الولايات المتحدة عام 1995 ودول قليلة أخرى، إلا أن الرئيس الأمريكي يقوم كل ستة أشهر بتأجيل قرار مصادقة الكونغرس على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. أما بالنسبة لبريطانيا، فلا تعتبر القدس الشرقية محتلة، لكن بنفس الوقت غير تابعة لأي دولة.
اقتحام شارون المسجد الاقصى قبل 17 عاماًقبل 17 عاما، اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون المسجد الأقصى ومعه قوات كبيرة، حيث كانت السبب في إندلاع أحدى أكبر الثورات في التاريخ الفلسطيني مخلفة الألاف من الشهداء والجرحى ومئات القتلى من الإسرائيليين.
الجدار العازل في عام 2002 شارعت حكومة أرئيل شارون ببناء الجدار العازل في القدس وغيرها من الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية، بشكل التفافي تم بموجبه ضم أكبر عدد من المستوطنات إلى القدس، وعزل في نفس الوقت الكثير من الأحياء العربية والبلدات المحيطة بها، في خطة بعيدة الأمد أطلقتها إسرائيل لتغير الميزان الديمغرافي لصالح السكان اليهود، أطلق عليها اسم " القدس 2020".وعلى مدار 48 عاما واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه بكل قوة، وسخّر الكثير من إمكانياته في الاعتداء على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي عدوانه على الانسان المقدسي، وعلى الحضارة والتاريخ والمعالم والآثار والأرض والأوقاف.ونفذ عشرات إن لم يكن مئات المشاريع الاستيطانية في القدس، محاولا طمس معالمها وتاريخها وحضارتها، وتشويه الحقائق وتزييف الوقائع ، الوقائع التى ستبقي حاضرة طالما بقيت الامة العربية تبنض بقلب فلسطين.
الانتفاضة الثالثة.. ثورة السكاكينفي عامي 2015- 2016، حدثت إنتفاضة القدس، وهي سُميت باتفاضة السكاكين وذلك بسبب قيام الفدائيين الفلسطينيين بالهجوم بالسكاكين والسيارات دهسًا على جنود وضباط جيش الإحتلال الإسرائيلي والمستوطنيين في المدينة، حيث أخذت المواجهات طابعاً فردياً غير منظم شنها شباب فلسطينيون بما توفر لهم من أسلحة، استهدفت تارة أفراد الجيش الاسرائيلي على الحواجز التي تفصل بين مدن الضفة الغربية وقراها، وتارة استهدفت تلك الهجمات المستوطنين الاسرائليين، إما داخل القدس او على ما يعرف الخطوط والشوارع السريعة الخارجية القريبة من المستوطنات وأماكن تمركز المستوطنين.اتسمت هذه الموجة باستخدام الشباب الفلسطيني السكاكين كسلاح فعال في تنفيذ عشرات عمليات الطعن، لتتخذ هذه الموجة مسمى “انتفاضة السكاكين”.