القصبى عمدة الصوفية: أجهزة مخابرات تورطت فى مذبحة الروضة..لم نقصر مع ضحايا الحادث.. وكنوز العالم لن تعوض موت الأحبة (حوار)

هو عمدة الصوفية في مصر، يمتلك كاريزما خاصة تؤنس جانبه لدى ضيوفه، يرى أن حب الآخر هو محور الحياة، كما يرى عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، وشيخ الطريقة الخلوتية، وعضو منتخب بالجمعية التأسيسية المصرية 2012 بتشكيلتها الأصلية، ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب الحالي، أن استهداف مسجد الروضة مؤخرا وقتل كل هذا العدد يبرهن على أن مصر كلها مستهدفة وليس الصوفية فقط، فالمسجد كانت له كل أطياف المجتمع.

وأكد القصبي في حوار لـ«أهل مصر» أيضا أن قانون الجمعيات الأهلية يسد الثغرات التي تتسلل منها جمعيات التمويل المشبوهة التي تنفق على اشعال الفتن وشق الصف.. وإلى نص الحوار.

ـــ بداية، حدثنا عن مسجد الروضة؟

المسجد يتبع إحدى الطرق الصوفية الرسمية وهي الجريرية الأحمدية، المعتمدة في مصر وفقا للقانون 118 لسنة 1976.

ـــ هل تنوون المشاركة في ترميم المسجد أو تقديم تبرعات من المشيخة لضحايا الحادث؟

لاشك أن حادث الروضة شديد ومؤلم، وربما هذه القرية لا يوجد بها الآن نماذج لبعض الأسر، لا يوجد بها غير السيدات، لأن الأب خرج هو وأبناؤه لأداء صلاة الجمعة ولم يعودوا.وعلى الرغم من صعوبة هذا الحادث، إلا أنه يفضح سلاح الفتنة، الذي يهدف إلى النيل من مصر والمصريين، فأساليب مواجهة الدول وإسقاطها، تعددت ولم تعد تقتصرعلى الدبابات والطائرات، وأعتقد تورط بعض الدول وأجهزة مخابراتية.وعلى الرغم من هذه المحاولات، إلا أن الشعب المصري يقف حائلا أمام محاولات التفريق بين أبنائه، التي تدعو إلى تمييز الشعب بين (المسلم والقبطي والصوفي.. إلخ).والهجمات الإرهابية استهدفت قوات الجيش والشرطة، واستهدفت الكنائس أثناء الصلاة، وها هي تستهدف المسلمين الساجدين داخل المساجد، على النحو الذي يؤكد للشعب المصري أن الكل مستهدف، وأن مصر هي المستهدفة، بصفتها قلب الوطن العربي بالكامل.وبعد أحداث الربيع العربي، بعض الدول سقطت، لكن المولى سبحانه وتعالى شاء أن يحفظ مصر ويجعلها آمنة مطمئنة، خاصة بعد تمكن الشعب المصري بعد 30 يونيو من استعادة زمام الأمور، واعادة مؤسسات الدولة، والاهتمام بقضايا التنمية، ومواجهة التحدي الاقتصادي.

ـــ ما الذي على المصريين التنبه إليه والوعي به؟

علينا أن نعي أن نجاحات مصر وتقدمها سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، يأتي بعدها مباشرة رسالة من المنظمات الإرهابية والدول التي ترعاها، لإفشال نجاحاتنا، وعلينا أن نقول بصراحة إن هناك دولا بعينها دعمت التنظيمات الإرهابية، وسلحتها، فما نراه من استعدادات وتجهيزات هذه الجماعات، يؤكد أن هناك أجهزة مخابراتية دولية تقف وراء هذه التنظيمات، إلا أن السحر انقلب على الساحر، وبدأت هذه التنظيمات في مهاجمة هذه الدول الراعية.ولعل من المفارقات أن هذه الدول دائما تتحدث عن حقوق الإنسان، رغم أنها لا تراعي هذه الحقوق، بمساعدتها لهذه التنظيمات لتتمكن من قتل الأبرياء، فأين حق الطفلة التي ذهب والدها لأداء الصلاة فقتل، وبالتالي أنا أناشد المجتمعات والمنظمات الدولية بسرعة التصدي للدول التي مازالت تمول العمليات الإرهابية في أي مكان في العالم.فتلك هي كل المعوقات التي تهدد عملية التنمية، ولكن ثقة هذا الشعب بالله، ستقضي على كل تلك المحاولات، وسنمضي في طريقنا نحو البناء والتنمية.

ـــ برأيك.. لماذا استهدف الهجوم مسجدا يتبع الطرق الصوفية؟

هذا المسجد يتبع لإحدى الطرق الصوفية المعتمدة رسميا وفقا للقانون 118 لسنة 76، وهذه الطريقة تتمسك بكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وربما العلماء تحدثوا عن تعريفات عديدة عن التصوف، مثل (من زاد عليك حبًا زاد تصوفًا، والجد في السلوك إلى ملك الملوك) ولكن أنا أقول بأن التصوف تمسك كامل بكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكل ما يخالف الكتاب والسنة ليس من الاسلام، فالنبي صلى الله عليه وسلم أول متصوف، فهو عرف عنه أنه الصادق والأمين قبل نزول الوحي، حتى إذا نزل الوحي، جاء مصدقًا لتلك القيم، والتصوف لم ولن يعادي أحدا، فإذا نظرنا للساحات الصوفية، نجد شخصا حالته المادية ضيقة جداً، ولكن نجده يتصدق على الفقراء ويطعم الجميع، دون أن يسأله عن اسمه أو دينه.

ـــ هل قصد الهجوم على المسجد الصوفية فقط؟

لم يقصد به التصوف، فهؤلاء استهدفوا أبناءنا في الجيش والشرطة ومن الأقباط والمسلمين، ما يعني أنهم يستهدفون الشعب المصري بالكامل.وأنا أرى أن المشكلة الأبرز هي ربط بعض الدول الإرهاب بالأديان، رغم أنه لا يوجد دين له علاقة بالإرهاب، فهذه الدول أرادت ضرب عصفورين بحجر، لتشويه الإسلام، واعتبار المسلم قاتلا وسفاحا، وللأسف تمكنوا من تسويق ذلك للمسلمين ووسائل الإعلام، ليثبتوا أن هناك علاقة بين الإسلام والإرهاب، وهذا بالفعل خطأ لأنهم يستهدفون المسلمين أيضاً.ـــ هل بهذه المحاولات يهدف داعش لتكرار تجربة سوريا والعراق بمصر باعتبار أن هناك يوجد سنة وشيعة؟قضية الحروب موجودة منذ الأزل، لكنها كانت لها ضوابط وقيم، مثل احترام دور العبادة، وعدم التعدي على مسن أو طفل أو امرأة أو حرق النبات، أما الآن القيم والضوابط الأخلاقية لم تعد موجودة، حتى المنشآت هؤلاء الارهابيون قاموا باستهدافها، وها هم يستهدفون دور العبادة التي ليست طرفا في أي نزاع.بالمنطق كان هناك مواطن أمريكي معترض على سياسات جورج بوش بغزو العراق، ولو تم سؤاله سيعلن ذلك، وليس له لا ناقة ولا جمل، فبالتالي ليس له ذنب إذا تم استهدافه، ولكن هذه الدول تهدف إلى استمرار هذه الصراعات، لبيع منتجاتها من السلاح، وإبقاء الشعوب تحت سيطرتها.

ـــ بصفتكم رئيس لجنة التضامن في البرلمان.. ماذا قدمت اللجنة لضحايا الحادث مع ملاحظة ان هناك اتهاما لكم بالتقصير بعد الحادث؟

يجب أن يستوعب الجميع أن كنوز الدنيا بالكامل لن تعوض أما فقدت ابنها ولا زوجة فقدت زوجها، ولا طفلا فقد أباه، ونحن فقط نحاول تضميد الجراح، محاولة من الدولة بفضل هؤلاء الذين قدموا الغالي والنفيس كتضحية لباقي الناس.والرئيس فور وقوع الحادث دعا لجنة الأمن الاجتماعي، ثم خرج بحديث إلى الشعب المصري، ثم اعتمد 200 ألف جنيه لكل شهيد، و50 ألف جنيه لكل مصاب، بالإضافة للمعاشات الاستثنائية المتعارف عليها والتي تقدم من وزارة التضامن الاجتماعي، ومن خلال جلسة طارئة بالبرلمان، طالبت وزيرة التضامن بتواصل نواب بئر العبد مع الوزارة لحصر أهالي الشهداء والمصابين، لتقديم كافة التسهيلات لهم.وأصدر وزير العدل قرارا لفتح محكمة العريش لتقديم كافة التسهيلات للأهالي وإنهاء الإجراءت فورا، بدلا من أن يضطروا للسفر إلى الإسماعيلية لإنهائها.ـــ ما التفاصيل الجديدة التي لم يعلن عنها في الحادث.. باعتبار أنكم المنسق بين كل الطرق الصوفية.. أو السؤال بصياغة أخرى: ما المعلومات التي بلغتم بها بعد الحادث مباشرة من الطريقة الجريرية؟

وصلني منهم انتماء واحساس عجيب بالوطنية، فوصلني رسالة من سيدة تقول إنها فداء لمصر، وتريد ايصال رسالة للرئيس بأنها ضد الإرهاب، والشيخ مسعد شيخ الطريقة الجريرية، وقت ما كان همنا كله إخلاء المصابين، وتوفير علاج للمصابين، كان ابنه شهيدا من ضمن شهداء هذا المسجد، فكل هذا يؤكد على الانتماء والتحمل والقوة في سبيل هذا البلد.ـــ يتردد بين بعض النواب وفي داخل أروقة البرلمان أن قانون الجمعيات الأهلية الذي اقترحتموه ووافق عليه مجلس النواب "هبط بالبراشوت" عليكم؟

هذا القانون قمنا فيه بحوار مجتمعي وعقدنا لقاءات مع أصحاب الاختصاص رؤساء الجمعيات الأهلية ورؤساء الاتحادات النوعية والاقليمية ورئيس الاتحاد العام، وعرضت عليهم القانون مادة مادة، وتناقشنا في القانون مادة مادة، فهذا القانون فلسفته التمييز بين الطيب والخبيث، فالمجتمع المدني له أهمية قصوى، حيث يؤدي ما لا تؤديه الحكومة، فهناك بعض الجمعيات لديها مهمة دفن الموتى، بجانب منشآت دور الأيتام لاحتواء هؤلاء الأطفال، بدلا من وجودهم في الشارع وتحولهم لمجرمين، فكل هذه خدمات جليلة تقدمها الجمعيات الأهلية.ـــ وماذا عن الضوابط التي تحدد دور هذه الجمعيات؟

نحن نريد من هذا القانون تشجيع العمل الأهلي، وعدم جعل هذا العمل مظلة لاختراق البلد وتمويل منظمات مشبوهة، فالدول التي كانت تخترق مصر من خلال الجمعيات، هي من تشوه القانون، لذلك هذه الجمعيات كانت تحاول منع إصداره، فهناك 38 محاولة لإصدار هذا القانون في وقت سابق، وكانت تفشل بسبب هذه الدول وجمعياتها، بجانب من كان يحصل على تمويلات خارجية لأهداف نبيلة، ولكنه كان يسرق هذه التمويلات، كان يشوه القانون أيضًا.ـــ هل تواصلتم مع الأمريكيين بشأن القانون؟

عقدنا لقاءات مع أعضاء الكونجرس وجمعيات حقوق الانسان هناك، وقيل لنا هناك إن لديهم قلقا بشأن قانون الجمعيات وملف الأقباط وملف حقوق الإنسان في مصر، وأنا قلت لهم علينا أن نعرف أولا من هو الانسان وما هي حقوقه، وهل الانسان القاتل الذي انت تحاول حمايته الآن، يندرج تحت حقوق الإنسان، وهذا ظلم، ولابد أن يكون هناك قصاص وعدل، وفيما يتعلق بملف الأقباط، قال إنه يرى أن ما حدث في المنيا يؤكد أن الدولة لم تتمكن من حماية الأقباط، ورددت عليه بأن هناك 4 أعضاء في الكونجرس الأمريكي تم إطلاق النار عليهم، لماذا لم تحمهم، فبالتالي الحوادث الارهابية ليست توجه مصر ولا أمريكا، والسؤال هنا هو من صنع هذا الإرهاب؟.وفيما يتعلق بقانون الجمعيات الاهلية قلت لهم ما هي المادة التي وضعت في هذا القانون وهناك اعتراضات عليها، فهذا القانون يحافظ على أمن مصر والمصريين، وانتهى اللقاء بدون أن يقول لي أحد ما هي المادة المعترض عليها، إلا أن رئيس الجلسة اعترف لي بأن هناك جمعيتين أهليتين كانتا تعملان في مصر منذ 25 يناير وهذا القانون تصدى لهما، وإذا وجد لهما حلا ستنتهي المشكلة.فالمشكلة ليست في الجمعيات، وإنما في التمويلات الأجنبية المشبوهة التي تخدم العنف والتطرف.ـــ ما ميزات القانون؟

المادة 16 في هذا القانون منحت الجمعيات الوطنية المصرية مميزات وتسهيلات غير مسبوقة، والقانون موجود في مواده امكانية قبول كل التبرعات المحلية والدولية، بشرط في حالة وجود تمويل من الخارج، احفظها في البنك، وقم بصرفها لصالح الأهداف المتفق عليها، بعد إثبات ذلك.والقانون خرج من المجلس بالفعل وصدق عليه الرئيس ولكن لم يبدأ التطبيق الفعلي له، ومن الممكن بعد تطبيقه نكتشف إيجابياته، ولو كانت هناك سلبيات، يمكننا تلافيها فيما بعد.ـــ الكل أجمع أن هناك توافقا عليك من الجميع.. ما السر وراء ذلك؟

لا يوجد أحد تم التوافق عليه بالكامل، حتى الحبيب المصطفى هناك من آمن به وهناك من قذفه بالحجارة، ولكني أحاول ان أعامل الله في كل تصرفاتي، والنظر لمصلحة الوطن أولا ووضعها فوق كل اعتبار.نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً