مأساة جديدة ترصدها "أهل مصر"، بين الآب والأبناء داخل المجتمع المصري.. بين عشرات العاملين الذين يمارسون عملهم في رفع المقاعد والشماسي على شاطيء بيطاش بالاسكندرية، يجذب انتباهك طفل يعمل بهمة ونشاط رغم عمره الصغير، قبل أن يتوقف قليلًا، وينظر للسماء للدعاء إلى رب الكون، يدعوه للروجوع إلى بيته مرة آخري بعد طرد "الوالد" له، فى الوقت الذي يحظى أخواته يلهون في سعادة داخل البيت والحياة، بدون أي أعباء ولحظات ويعاود العمل مجددًا.
"انا نفسي أرجع البيت وأعيش وسط أخواتي بس خايف من أبويا"، هذه كانت دعوات الطفل واسمه "أحمد ع ع ال"، 14 عامًا، خلال حديثه معنًا،قائلًا: "أنا من محافظة الفيوم قادم إلى الإسكندرية، بسبب طرد والدي من المنزل أكثر من مرة"، ذهبت إلى الإسكندرية، وركبت لحد ما جيت هنا البيطاش، وقولت للناس اللي شغالة هنا على حكايتي وخلوني أشتغل معاهم، بضع الكراسي والشماسي، وساكن في كشك خشب مع عدد من زمايلي".
وعن سبب هروبه من منزل والده قال الطفل":أبويا كان مشغلنى "مكانيكي" من وأنا عندي 7 سنين وكان بيضربنى وبيأخد الفلوس منى، كان نفسي أكلم دراستي وأتعلم زي أى طفل صغير، لما كنت بقعد أذاكر وأعمل الواجب المطلوب مني، كان بياخد مني الكتاب ويوديني على الورشة، باكيًا بصرهة آلم: "سقط سنتين في 6 إبتدائي وتركت المدرسة بسبب والدي والعمل بمهنة "ميكانيكي"، رغم إنني لدي 17 أخ آخرين، بسبب تزوج والده 7 مرات، مضيفا": "أبويا طردني كتير من البيت بسبب إني مش عايز اشتغل وكمل تعليمي، رغم إني بشتغل دلوقتي بس أرحم مليون مرة العيشة فى الجحيم معه".
وطلب أن يوصل رسالة عبر "أهل مصر": "لدي رغبة فى العودة للتعليم ولكن بدون أن أعود مجدًا إلى البيت، قائلًا: "نفسي أكمل تعليمي بعيد عن أبويا"، وكل ما أرغب به الاطمئنان على والدتي وأشقائي، وأن أحصل على شهادة ميلاده حتى لا تعترضني الشرطة".