"تحرري من القيود الاقتصادية ولا تجعلي نفسك تابعة لأحد ولا تنتظري المعونة الشهرية من حولك، أنتي كيان كامل في حد ذاته"، هكذا عبرت وفاء الطنطاوي، مشرفة نادي الفتيات مركز مدينة رشيد، في رسالتها لكل فتاة غير قادرة على تحقيق ذاتها لعدم قدرتها على العمل بسبب المؤهل الدراسي أو عادات وتقاليد العائلة أو لأسباب آخرى.
وأضافت في تصريحات لـ"أهل مصر" أنه يمكن للفتاة أن تعمل وتصبح قادرة على تكوين كيان لها دون أن تخرج من البيت وذلك كل ما عليها أن تقرر ماذا تريد؟ وأن تبدأ تتعلم نوع المشغولات اليدوية التي سوف تقوم بإنتاجها، بفضل المواد البيئة التي تمتلكها مدينة رشيد بعمل كثير من المنتجات المطلوبة بصفة مستمرة وأيضا المنافسة مع المدن الأخرى لتوفير المواد الخام بأقل الأسعار لذلك يمكن الربح منها وبيعها بأسعار مناسبة للجميع.
وأوضحت وفاء، أن مدينة رشيد من المدن العريقة التي تساعد أبنائها في المشروعات الصغيرة، حيث يطلق عليها بلد المليون نخلة يمكن من خلال ذلك الاستفادة من خام النخل سواء الجريد، القش، الخوص، لعمل العديد من المشغولات اليدوية، مشيرة إلى أنها تقوم بتصنيع المتعلقات الشخصية، والتحف وأدوات الزينة المنزلية من خلال خام النخل.
وأكدت، أن الفكرة بدأت لديها بعد قلة توفير فرص العمل في الدولة للخريجين، وأصبح الكثير من الشباب رافضين فكرة الأعمال الحرة والخاصة منتظرين على المقاهي الوظيفة الحكومة التي تأتي له من خلال ضياع وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لافتة إلى أنها أرادت أن تدرب الفتيات على كيفية الاستفادة من ما حولها للحصول على المقابل المادي لكي تعتمد على نفسها، بالإضافة أن المدينة يربطها بعض العادات والتقاليد التى تفيد الفتيات، ولذلك كان الحل أمامها أن تتعلم المشغولات اليدوية من خلال المواد المتاحة في المدينة، لكي لا يتطلب الذهاب إلى مدن آخرى لشراء المواد الخام وهذا يعد أمر صعب لدى الفتيات والسيدات.
وانتجت وفاء، العديد من المنتجات من خام النخل سواء الجريد أو القش أو الخوص من خلال أشكال عديدة منه التحف الفنية التي يطبع عليها التراث الثقافي القديم المحبب لدى المصرين مثل "دورية البدو، سبت الهانم، حاملة العرب" بالإضافة لصناعة بعض الأدوات المنزلية مثل الكراسي والترابيزات.
وأشارت إلى إنها ليست فقط تصنع المشغولات اليدوية للبيع، ولكن أيضا شاركت في العديد من المعارض على مستوى المحافظة، وحصلت على مراكز وجوائز عديدة، لكي تعطى حافز كل فتاة أن تتحرر من القيود وتستغل كل ما حولها في العمل، لافتة إلى إن ليس فقط الفتيات من ترغب في التدريب والعمل بل السيدات لكل تساعد أزواجهم في المعيشة من خلال منتجاتها اليدوية.