أمريكا "الحليف المشاغب".. مصر تتخلي عن "ترامب" في الشرق الأوسط.. والكونجرس يخطط للانتقام من القاهرة بعد تقدمها بمشروع قرار بشأن القدس

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن دعوات بعض العناصر في الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في "الشراكة الاستراتيجية" مع مصر، خاصة بعد قرار مصر في مجلس الأمن بشأن الاعتراض علي إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القدس عصامة إسرائيل.

وفي مجلس الأمن، تبنت مصر وروسيا مواقف مشتركة تعارض مواقف الولايات المتحدة حول قضايا تخص سوريا وفلسطين وإسرائيل، كما كشفت تقارير نشرت خلال هذا العام عن التعاون العسكري والاقتصادي بين مصر وكوريا الشمالية.

وحتى عندما تكون أهدافهما مشتركة، فإن مصر لا تسعى لتحقيق هذه الأهداف بشكل فعال، لأن امريكا تدعم سياسية إسرائيل العدائية ضد الدول العربية طوال الوقت، وهذا ما تفضه مصر، بينما لا تدرك واشنطن الوضع الجديد، وهو أن مصر لم تعد حليفًا إقليميًّا، ولم يعد بإمكانها تدعيم سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ووفقاً للتقرير فإن مصر أفشلت خطط الولايات المتحدة في سوريا و العراق، و تبنت مبادرات السلام ووقف إطلاق النار في تلك الدول.

لم تعد رخصة استخدام المجال الجوي المصري مهمة للأمريكيين مثلما كانت، والامتيازات الأمريكية في قناة السويس مبالغ في تقديرها بشكل كبير، فعلى عكس ما يشاع، لا تحظى البحرية الأمريكية بامتياز أولوية العبور من قناة السويس، والذي يمكنها من العبور قبل السفن التي تسبقها في الصف.

وتقول الصحيفة أنه رغم تفاخر الرئيس الأمريكي بقدرته على التفاوض، إلا أن الولايات المتحدة أصبحت صفقة خاسرة لمصر.

وبعد إحراج مصر لواشنطن على صعيد مجلس الأمن الدولي، بعد أن تقدمت بمشروع يبطل قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، مما دفعها لاستخدام "الفيتو" للاعتراض على القرار وحدها في مواجهة إجماع دولي، الأمر الذي دفع أعضاء بالكونجرس للتفكير في كيفية عقاب مصر.

وجاءت التحركات التي أقبل عليها الكونجرس، من خلال طلب رسمي تم توجيهه من جانب 70 نائبا جمهوريا وديمقراطيا، لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، يشددون فيه على ضرورة الضغط على مصر خلال زيارته المقبلة لها، واستغلال ملف حقوق الإنسان كوسيلة ضغط، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

وكان من المقرر أن يبدأ نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، الثلاثاء المقبل، جولة في منطقة الشرق الأوسط، تشمل إسرائيل ومصر، وهى أول زيارة لمسئول أمريكى رفيع بعد قرار واشنطن بشأن القدس، في إطار محاولات أمريكا لفرض الأمر الواقع.

وعلى الرغم من ذلك نالت هذه الزيارة الرفض من قبل أكبر مؤسستين دينيتين في مصر وهما الأزهر الشريف والكنيسة المصرية في إشارة منهما إلى دعمهما الكامل للقضية الفلسطينية ولرفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهويد القدس.

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن تلك الدعوات ركزت على ضرورة محاولة بنس بحث المساعدات الأمريكية لمصر وطرح إمكانية تخفيضها، زاعمة أن ذلك يهدف إلى توفير أموال دافعي الضرائب الأمريكيين والضغط على مصر للتخلي عن ملف المساندة للحقوق الفلسطينية.

وترى الصحيفة أيضا أن أعضاء بالكونجرس يشعرون بالانزعاج نتيجة للتقارب المصري الروسي والاتفاقات التي تم إبرامها مؤخرا بين الدولتين، بما يهدد الهيمنة الأمريكية في المنطقة، ورغبتها في الحفاظ على ولاء دول المنطقة لها.

وفي أعقاب تقديم مصر لمشروع قرار يبطل خطوة أمريكا للاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، أعلن البيت الأبيض إنه تم تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى الشرق الأوسط.

ودعمت 14 دولة في مجلس الأمن مسودة القرار التي طالبت بالامتناع عن نقل البعثات الدبلوماسية إلى القدس، مما وضع أمريكا في موقف محرج، حيث كانت الوحيدة التي أعترضت على القرار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً