على مدار عام 2017، خرج عدد من علماء الدين الذين لهم ظهور إعلامي بالبرامج التليفزيونية، عن فكر الأزهر الشريف الذي يدعو للوسطية، والتعامل السمح بين أفراد المجتمع، والفتوى القائمة على الدين الإسلامي الصحيح، لينشروا عدد من الفتاوى والأفكار التي أثارت الجدل بالمجتمع المصري، واضعين أنفسهم أمام تيار من الانتقادات الواسعة التي قادت البعض منهم للتحويل للتحقيق من جامعة الأزهر، وتقديم إعتذارات رسمية عبر البيانات أو برامج الـ"توك شو".
وترصد "أهل مصر" في السطور التالية أبرز علماء الدين الذين كان لهم ظهور بارز خلال 2017 بعد الفتاوى المثيرة للجدل التي أطلقوها عبر القنوات الفضائية..
- صبري عبد الرؤوف:
استطاع الدكتور صبري عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن يحتل المركز الأول في قائمة الشخصيات الأزهرية التي أثارت الجدل خلال عام 2017، بعد عدة فتاوى تحدث عنها في عدد من برامج الـ"توك شو"، بدأت بإن خيانة الزوجة لزوجها على "الإنترنت"، لا تفسد عقد الزواج بينهما، وانتهت بتحليل معاشرة الزوج لزوجته الميتة.1- خيانة المرأة غير قادرة على إفساد الزواج:
في يوليو الماضي، أفتى الدكتور عبد الرؤوف بإن المرأة في حالة خيانته لزوجها عبر الإنترنت، فهي آثمة، لكن خيانة الزوجة في تلك الحالة لا تفسد عقد الزواج بينهم.وأضاف في حواره في برنامج "عم يتساءلون" بفضائية "LTC"، أن المرأة عندما تخون زوجها عبر الإنترنت، فهي تتخيل رجل أخر غير الزوج، وهذا حرام شرعًا ولا يجوز، ليثير بذلك الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حاصدًا المئات من التعليقات التي انتقدت الفتوى.
3- معاشرة الزوج لزوجته الميتة:
على الرغم من كل الانتقادات التي تلقاها أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، جراء الفتاوى المثيرة للجدل التي تصدر منه بين الحين والآخر، إلا أنه أصدر فتوى جديدة في الخامس عشر من سبتمبر الماضي، تختص بمعاشرة الزوج لزوجته الميتة، فقال: "الفعل حلال وليس بزنى، ولا يقام على الزوج الحد أو أى عقوبة، لأنه شرعًا أمر غير محرم، لأنها زوجته".وأضاف في برنامج على فضائية "ltc": "أن النفس البشرية لا تقبل مثل هذه العلاقة لكن لا يعتبر هذا من قبيل الزنى، ولكن لولى الأمر أن يعاقب هذا الزوج بالتعزير، لأنه فعل أمرا مخالفا للفطرة الإنسانية".وتابع: "هذا شذوذ وأمر لا تقبله الفطرة الإنسانية، ونادرًا من ينتهج هذا الفعل ويكون له ضرر صحي، مطلقًا على الأمر "معاشرة الوداع"، وأنه غير مخالف شرعا وحلال، ولكنه غير مألوف إنسانيا وتعافه النفوس".كانت تلك الفتوى بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، لتمر 3 أيام ويصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قرارًا بمنع ظهور الدكتور صبرى عبد الرؤوف على شاشات التليفزيون، وعدم استضافته فى المحطات الإذاعية.
2- تصوير العلاقة الجنسية بين الزوجين:
بعد ساعات من هدوء موجة الانتقادات التي لحقت بالدكتور صبري عبد الرؤوف، فور قوله لفتوى خيانة الزوجة لا تفسد عقد الزوجية، أطل من جديد بفتوى أخرى، استطاعت أن تعيد موجة الهجوم لكن في صورة أشرس مما سبقتها، بعدما أفتى ببرنامج "عم يتساءلون"، بأباحة تصوير العلاقات الجنسية بين الزوجين، لكن ذلك مسموح به في حالة الرغبة في الاستمتاع فقط، مع مشاهدة الغير لتلك التسجيلات.وأضاف: "الإسلام يحقق المشاعر الإنسانية.. ليه!.. بدل ما يحقق المشاعر الإنسانية بطرق غير مشروعة لأ يحققها بطرق مشروعة بقى".وتابع "عبدالرؤوف" في حواره على فضائية "LTC": "يشوف زوجته أو نفسه بدل ما يشوف حد أجنبي.. إيه المشكلة هنا!"
- سعاد صالح:
لم تترك الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ساحة الجدل الديني للدكتورعبد الرؤوف، يصدر الفتاوى المثيرة للجدل بمفرده خلال عام 2017، لتخرج هي الأخرى، بفتوى حول النكاح، في حوار اجرته ببرنامج "عم يتساءلون" المذاع على فضائية "LTC"، الذي تم استضافته به للتعليق على فتوى "معاشرة المرأة بعد وفاتها"، في السابع عشر من سبتمبر الماضي.بعد الانتهاء من التعليق على فتوى الزوجة المتوفية بقولها: " بعض الفقهاء لديهم فتاوى يجب علينا تجنبها، ومنها جواز معاشرة الرجل لزوجته المتوفاة، مشددة على ضرورة تنقية التراث من تلك الفتاوى الشاذة".وأضافت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: "هناك بعض الفتاوى التي أصدرها بعض الفقهاء يجب عدم الالتفات لها ومنها جواز معاشرة الرجل للبهائم".بعد انتهاء الحلقة، اتخذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، قرار بإحالة الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، للتحقيق فيما نسب إليها من أقوال وفتاوى بوسائل الإعلام تخالف المنهج الأزهري، وشمل البيان التحقيق معها في ظهورها بوسائل الإعلام بعد أخذ موافقة جامعة الأزهر.ومع قدوم السابع والعشرين من أكتوبر الماضي، خرجت "صالح" بإحدى البرامج التليفزيونية لتقديم إعتذار عن جواز معاشرة البهائم، موضحًا أنها قالت ذلك بالخطأ.
3 - سالم عبد الجليل:
وفي بداية مايو الماضي، أطل الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، بالبرنامج الخاص به على فضائية "المحور"، يزعم أن العقيدة المسيحية فاسدة، وأن المؤمنين بها لن تُقبل توبتهم قبل الموت مباشرة، والأفضل لهم التوبة والإيمان بالإسلام قبل ساعة الموت.كانت تلك الكلمات قادرة على الإطاحة بمكانة "عبد الجليل" عند متابعينه، لكن الرد على تلك الفتوى لم يكن من قبل المشاهدين فقط، فقد أكد مجمع البحوث الإسلامية، أن تصريحات "عبد الجليل"، لا تعبر لا عن الأزهر الذي لا يملك تكفير الناس.أيام وتراجع الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، عن موقفه، مخاطبًا المصريين عبر بيانًا يوضح فيه أن حديثه عن المسيحيين كان في تفسير آل عمران (ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة)، وتحديدًا لقول الله تعالى في سورة آل عمران: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ} (85)، وحيث إن البعض اعتبر فيه جرحًا لمشاعر الإخوة المسيحيين، فأنا عن جرح المشاعر أعتذر.وأضاف: "وأكرر تأكيدي على ما أكدته في الحلقة المشار إليها نفسها، وهو أن الحكم الشرعي بفساد عقيدة غير المسلمين (في تصورنا)- كما أن عقيدتنا فاسدة في (تصورهم)- لا يعني استحلال الدم أو العِرض أو المال بأي حال من الأحوال، وقلت هذا على الهواء، وأكّدته بالفعل منذ أسابيع حين عزّيت على الهواء قسيسا كان ضيفا على القناة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة".