اعترف حسام الدین آشنا، مستشار الرئیس الإيراني حسن روحاني، أن البلاد بالفعل مشحونة بأزمات، ومشكلات تسببت بخروج الآلاف من الشعب للشارع للتظاهر ضد نظام الحكم خلال اليومين الماضيين، ولكن كل اللوم في ذلك ليس على قادة الحكم الحالي، ولكن على الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، بحسب "إرنا".
وأضاف رئیس مركز الأبحاث الاستراتیجیة في رئاسة الجمهوریة الإيرانية، في مقال له نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن نجاد هو المتسبب في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد؛ والتي أشعلت فتيل المظاهرات العارمة التي تجتاح إيران.
وتفصيلا، قال إن أحمدي نجاد أهدر ثماني مائة ملیار دولار من عائدات البلاد الاقتصادیة، وإنه استلم البلاد بنمو اقتصادي نسبته 8% لكنه سلمها بنمو سلبي نسبته 6.8 %، وأنه أفرغ صنادیق التقاعد والضمان الاجتماعي، ومنح العشرات من الشركات المربحة لداعمیه.
وتابع: "تسلم نجاد البلاد بدون أزمة في الملف النووي، لكنه سلمها للشعب مرفقة مع 6 قرارات من مجلس الأمن وإجراءات الحظر المدمرة والقاصمة للظهر"، متهما نجاد أيضا بأنه "أجج ظاهرة الخوف من إیران في العالم".
وعن الموقف من المظاهرات، دعا مستشار الرئیس الإيراني الحكومة إلى أن تسمع أصوات المتظاهرين في الشوارع، معترفا بأن البلاد تعاني من مشاكل جادة في مجالات البطالة والغلاء والفساد والبیئة وشحة المیاه والفوارق الطبقیة والتوزیع اللامتوازن للموازنة، وأن الشرطة يجب عليها التعامل مع الاحتجاجات برحابة صدر.
غير أن آشنا عبر عن تخوفه مما أسماه "مشروع نجاد" الداعي إلى الفتنة، مؤكدا أن "فتن نجاد" "ستخلق التحدي للنظام أمدا طویلا، ذلك لأن قراراته وإجراءاته لم تأت من منطلق الجهل بل وفق مخطط لإثارة الأزمات الهیكلیة والاستراتیجیة في مجمل النظام الإيراني.
وقال حسام الدین آشنا: إن نجاد خلق الاستقطابات في البلاد من خلال توجیه الاتهامات والتطرف، وأنه تحدث عن العدالة والمحبة، لكنه بفرضه التضخم بنسبة 35% قد دمر الطبقة الوسطى وجعلهم فقراء.
وتشهد العديد من المدن الإيرانية خروج آلاف المحتجين إلى الشوارع في احتجاجات عارمة تحت شعار "لا للغلاء"، وهم يرددون هتافات مناهضة لنظام الملالي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن التظاهرات نظمها السكان في كثير من المدن منها: كرمانشاه، وقم، والأهواز، وأصفهان، وقوجان، وساري، وقائمشهر، وقزوين، ورشت، وزاهدان، وهمدان وخرم آباد، وسبزوار وبجنورد.
وتشهد الساحة الإيرانية منذ عدة شهور تراشقات وخصومات بين كل من أحمدي نجاد وبين قادة نظام مرشد إيران علي خامنئي، يتخللها تبادل اتهامات بالفساد والخيانة، وذلك بعد رفض نجاد وصية خامنئي بعدم الترشح مجددا للرئاسة في انتخابات مايو الماضي.