بعد 6 أيام على اندلاع الاحتجاجات الشعبية في إيران، خرجت تركيا عن صمتها عبر بيان تماهى في بعض جوانبه مع تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي اتهم أعداء بلاده بإثارة الاضطرابات.
ويجسد هذا التماهي أو التقاطع مع الحليف الإيراني، حين تمنى بيان الخارجية التركية، الذي تشرت مقتطفات منه صحيفة "حرييت" الثلاثاء، تجنب "الخطابات والتدخلات الخارجية التي تحرض على التطورات".
وكان خامنئي، وفي أول تعليق له على الاضطرابات، قد قال "في الأيام الأخيرة، استخدم أعداء إيران أدوات مختلفة منها المال والسلاح والسياسة وأجهزة المخابرات لإثارة مشاكل للجمهورية الإسلامية".
ولم تكتف الخارجية باللعب على وتر التحذير من التدخلات الخارجية المزعومة، بل وجهت رسائل للمتظاهرين، حثتهم فيها على تجنب العنف وعدم الانجرار إلى "الاستفزازات".
ورحبت أيضا بخطاب الرئيس الإيراني، حسن روحاني الذي، أيد خلاله الحق في الاحتجاجات السلمية، لكنه حذر من انتهاك القوانين أو المساس بالممتلكات العامة، وهي الشماعة التي يتخذها النظام الإيراني لقمع المحتجين.
وقالت وزارة الخارجية التركية "نأمل في أن يتحقق السلام وأن يسود المنطق السليم حتى لا تتصاعد الأحداث وأن يتم تجنب الخطابات والتدخلات الخارجية التي تحرض على التطورات".
وأضافت الخارجية التركية أنها "تأمل أن لا يكون هناك أي تدخل أجنبي في أحداث إيران"، في غزل واضح للنظام الإيراني الذي تحرص أنقرة على استرضائه بعد الانفراجة التي شهدتها العلاقات بين البلدين على خلفية التطورات بالملف السوري.
وتشهد عدة مدن إيرانية تظاهرات مستمرة منذ الخميس الماضي ضد النظام، واجهها الأمن الإيراني بالقوة والعنف، مما أسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل، اعتقال المئات.
وتجد قوات الأمن صعوبة في احتواء أخطر تحد للنظام الإيراني في إيران منذ ثورة 2009، حيث لجأت إلى اعتقال 450 شخصا في ثلاثة أيام بالعاصمة طهران منذ السبت الماضي.