مظاهرات عنيفة، قتلي وجرحي، بركان غضب اندلع في إيران قبل أسبوع من الآن، احتجاجات عارمة تعد الأولي من نوعها منذ "الحراك الأخضر" في 2009، بعد فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية بولاية ثانية، وفشل مرشح المعارضة مير حسين موسوي.
علي مدار أسبوع تطورت الاحتجاجات والأهداف في آن واحد، ليرتفع حصيلة قتلى الاشتباكات مع قوات الأمن إلى 20 شخصا على الأقل. في البداية كان تردى الأوضاع الاقتصادية "الشرارة الأولي" التي فجرت الغضب الشعبي في "مشهد" ثاني أكبر مدن إيران من ناحية الكثافة السكانية بعد العاصمة طهران، لكن ما حدث خلال الأيام التالية فاجأ الساسة الإيرانيين.
فتغيرت الشعارات من اقتصادية في اتجاه أكثر خطورة ضد القيادة الدينية للبلاد لتعم 25 مدينة في أنحاء البلاد ليردد المتظاهرون شعارات ضد المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، شعارات مثل "الموت لروحاني" مهدت الطريق لشعارات أخرى مثل "الموت لخامنئي"، حتي طالبت في النهاية بإنهاء التورط الإيراني في الخارج إشارة للدور الإيراني في سوريا ولبنان واليمن وغيرها من البلدان العربية.
- انقلاب السحر على الساحر
محللون وصفوا ما يحدث في إيران، بـ "انقلاب السحر على الساحر" نتيجة للسياسة الخارجية الخاطئة للنظام الإيراني، وتدخلاته في شئون دول المنطقة، التي تلتهم جزءا كبيرا من ميزانية الدولة.
وفي هذا السياق، تشير تقارير إلى أن الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الدولية، تم بموجبه إلغاء تجميد عشرات المليارات من الدولارات التي وصلت إلى خزائن النظام، واستغلها في دعم الميليشيات.
- الربيع العربي وإيران
وبحسب محللين، فإن الخطط الإيرانية بدأت في أعقاب اندلاع ما يعرف بالربيع العربي عام 2011، حيث وضع النظام الإيراني كل إمكاناته لدعم الميليشيات الطائفية التي تم إنشاء بعضها عقب الثورات، وبعضها الآخر كان موجودا أصلا.
وتمثل التدخل الإيران في الدول العربية بدعوي المشاركة في الحرب على الإرهاب، حيث حاولت إيران ترسيخ وجودها في العراق من خلال الميليشيات، وفي سوريا تسعى طهران إلى تدشين وجود عسكري دائم، وفي اليمن كان آخرها اغتيال الميليشيات الحوثية للرئيس السابق علي عبد اللة صالح، بدعم من الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب تقارير صحفية، فإن النظام الإيراني ينفق سنويا على ميليشيات حزب الله في لبنان ما يقرب من مليار إلى ملياري دولار، أما في العراق وصل الإنفاق الإيراني على الميليشيات مئات الملايين من الدولارات، أما حجم الأموال الإيرانية التي أرسلت إلى الميليشيات الحوثية في اليمن فبلغت أكثر من 25 مليون دولار سنويا منذ عام 2010، وفي سوريا بلغ حجم الإنفاق الإيراني بين 15 و25 مليار دولار خلال السنوات الست من عمر الحرب السورية.
- تسلل إيرانيين لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر
واستمرارا لكشف فضائح إيران وتدخلها في الشئون الداخلية لمصر عن طريق دعم التنظيمات الإرهابية، أكد أحد الشهود في القضية المعروفة إعلاميًا باقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير، والذي يحاكم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسى و27 آخرين من قيادات الإخوان، أن المخابرات كشفت تسلل إيرانيين لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر.
وقال اللواء محمد نجيب مدير أمن شمال سيناء، أنه ورودت إليه معلومات من مكتب المخابرات الحربية بتسلل عناصر من ايران وحزب الله ومجموعه جهادية من غزة لتنفيذ عمليات ارهابية والانضمام للمتظاهرين فى عمليات قتل وترويع.