يعانى أهالي مراكز وقرى محافظة بني سويف، من تهديدات بريمات ومعدات وسيارات شركات البترول للمنازل والطرق الفرعية، حيث تصدعت منازلهم وتشققت جدرانها من الناقلات والحارات العملاقة التى تشن حربًا يومية على أهالي القرية باستخدام بريمات الحفر، وسط غياب تام لأدنى وسائل الحماية والسلامة المهنية للمنازل والمدارس المتأخمة لمواقع الحفر، مما ينذر بكارثة تعجز أمامها أجهزة الحماية المدنية.يقول عامر منصور، عامل، من قرية سدمنت بمركز إهناسيا، إن شركة البترول تعمل فى القرية منذ 10 سنوات ويتم استخراج البترول من أكثر ما يزيد عن 20 بئر بطاقة 3 آلاف برميل يوميا وبسبب أعمال الحفر بـ"المندانات" التى تصل ضغطها إلى 45 طن والبريمات التى تحفر ليل نهار، وتفجيرات الديناميت المستمرة تصدعت أسوار وفصول المدارس والبيوت والمساجد وكثير من زجاج بيوت القرية تهشم فى وجوه أصحابها دون النظر من أي مسئول للأخطار المحيطة بنا هذا ولا نجد مردود للقرية رغم كل الخير الذى يخرج من باطن أراضيها فى صورة خدمات أو إتاحة فرص عمل لأبناء القرية أو التصدق علينا بترميم بيوتنا الخربة.وأكد رجب عبدالهادي، من قرية طما فيوم، أن القرية لا يوجد بها وحدة للمطافىء بالرغم من وجود 3 قطع أرض فضاء تتبع أملاك الدولة خُصصوا من قبل المجلس المحلى لإنشاء الإسعاف والمطافئ ومكتب بريد القرية منذ 7 سنوات، مضيفا أن المسئولين لم ينفذوا حتى الآن وهو ما يهدد القرية والأهالي بالتفحم فى حال نشوب حريق خاصة فى ظل المحولات العملاقة لتوليد الكهرباء لتسخين وإذابة الخام والآلاف من صناديق الديناميت بالشركة، فضلا عن قيام السيارات الخاصة بنقل المواد السامة والكميائية المستخدمة فى إذابة التربة عند الحفر بإلقائها على جنبات الطريق المؤدى من وإلى القرية، مما يتسبب فى تعرض الأهالي للروائح الحمضية السامة الكريهه وانزلاق العديد من الدراجات البخارية وتعرض قائديها للموت بسبب تلك الحوادث.كما أضاف بأن القرية لا تعرف طعم النوم ليلا ونهارا بسبب الضوضاء الناتجة عن الحفر والتفجير والشاحنات العملاقة التى تخرج من الشركة وسط بيوت الأهالي.وقالت فوزية محروس، موظفة، إن ناقلات شركة البترول تسببت فى تصدع جدران منزلها بسبب الاهتزاز الناتج عن المعدات العملاقة أثناء مرورها من جوار المنزل المبني بالطوب الأبيض "البلوك" فأدت لوجود تشققات بالجدران وشرخ بالمبني الذى يأوى 12 فردًا بينهم أطفال فى مراحل تعليمية مختلفة، مما أضطرنا للتفكير فى ترك المنزل قبل أن ينهار على رؤوسنا.فيما أكد أحمد عادل، حاصل على كلية تجارة، مقيم قرية ننا، أن شركات البترول تستهلك البنية التحتية للمحافظة، من طرق ومرافق وتتسبب معداتها وبريمات الحفر فى تصدع المنازل المتأخمة للأبار، دون أي تعويضات أو تبرعات للمحافظة تعوضها عن استهلاك القرى، قائلا: "مبنستفدش منهم أي حاجة" فضلًا عن أن غالبية العمالة بالشركات من خارج المحافظة.فيما أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أنه أتفق مع مسئولى شركة البترول على إعادة رصف الطرق المؤدية إلى مواقع الحفر، نتيجة الخسائر والأضرار الواقعة عليها بسبب الرحلات المتعاقبة ذهبًا وإيابًا لتريلات النقل العملاقة التابعة للشركة، من وإلى الآبار والمواقع، والتي نتج عنها تهالك الطرق.وأشار المحافظ، إلى أن العملية تشمل الطرق الفرعية التى تربط المراكز ببعض القري وتربط القرى ببعضها البعض، والتي تقوم بتنفيذها شركة قارون للبترول نظرا لتهالك هذه الطرق بسبب استخدام شركات البترول من خلال ناقلات براميل البترول التابعة لهذه الشركات، بمقايسة تقديرية قدرها 5 ملايين 850 ألف جنيه.
كتب : بني سويف: محمد احمد