"ضريح الأنبا ونس".. ملاذ أصحاب الحاجات والبركات في الأقصر

"ديني لنفسي ودين الناس للناس"، في ذكر الله تختلف الطرق والطريقة التي ينتهجها من يسعى للتقرب الي الله زلفى، كثيرا من الناس يتقرب الي الله بالعبادات والصلوات، وآخرون يتقربون من الله بإغداق المال على الفقراء والمساكين، فيما يذهب آخرون الي "اولياء الله" للتبرك بهم، والتمسح بقبورهم.

أضرحة كثيرة في محافظة الأقصر، ما بين أضرحة شهيرة وأخرى لا يعرفها إلا المحيطين بها، لكن هناك ضريح "الأنبا ونس" أصغر مسيحي لقب بالأنبا، يذهب له أصحاب الطلبات والحاجات، يذهب اليه الأقباط.

والأنبا وونس، عٌرف باستشهاده أثناء الدفاع عن دينه ووطنه ضد عدوان الرومان في القرن الرابع الميلادي، والذي لا تزال سيرته بين مسيحيي الأقصر، وضريحه ملجأهم.

ضريح الأنبا ونس بجوار مدرسة الأقباط بوسط مدينة الأقصر، لتعرف أن "يؤانس" كان طفلًا وحيدًا لأبوين فقيرين بالأقصر، في القرن الرابع الميلادي، وأنه لقب "أنبا" منذ طفولته، حينما أبصر أسد ولبؤته حينما كان مع أبيه في رحلة في الصحراء بالقرب من نهر الأردن، وساعد ذلك على إنقاذهما من الموت المحقق، بينما كان له دور قيادي واضح، في حث المسيحيين على التمسك بدينهم ضد اضهاد الوالي الروماني الحاكم على مصر للدين المسيحيي، حتى تم القبض عليه وإعدامه بفصل رأسه عن جسده في الـ16 من هاتور في بداية القرن الرابع الميلادي، ليدفن في مدافن أم قرعات في الأقصر حسب وصيته.

ويقول مسيحيو الأقصر، إنه في العام 1879م، حينما تمت إزالة المقابر من وسط المدينة، كان يرغب الأنبا مرقس معرفة قبر "الأنبا ونس" حتى يبقيه في مكان في وسط المدينة إكرامًا له، مما جعل "الأنبا مرقس" يصوم صوم إنقطاعي ثلاثة أيام، إلى أن ظهر له ملاك الرب وأعطاه علامة على قبر "الأنبا ونس" ثم تم نقل القبر إلى مكانه الحالي في مدرسة الأقباط بوسط المدينة التاريخية، مشيرين إلى أن الرب أعطى "الأنبا ونس" سلطان القدرة على العثور على الأشياء الضائعة والمفقودة منذ ذلك الوقت، حسب تعبيرهم.

ويتداول مسيحيو الأقصر قصصًا كثيرة عن كرمات للأنبا ونس، ولعل أبرزها أنه أعاد النظر لأبيه بعد وفاته، حيث روى أحد المسيحيين، أن والد الأنبا ونس قد فقد بصره عند رؤيته لتعذيب ابنه وقطع رأسه، ولكنه بعد ذلك رأى ابنه في رؤية منامية، يشع منه النور، وأنه أشار عليه أن يذهب إلى المكان الذي قطعت فيه رأسه وأن يغمس اصبعيه في دمه، وأن يدهن به عينيه مستعملًا إشارة الصليب حتى يسترد نظره، مؤكدًا عن أن هذا ما حدث في اليوم التالي.

ويعتقد أهالي الأقصر أن الأنبا ونس قادر على إعادة المفقودات، حيث تقول إحدى المسيحيات أنها وعائلتها كانوا في الإسكندرية، وأن ابنتها قامت بخلع إسورة ذهب فانزلقت من يدها وسحبتها الأمواج، ورغم بحثهم عنها لم يفلح بحثهم عن إيجادها، ولكنها عند يأسها قامت بنذر نذر للأنبا ونس إن وجدت تلك الإسورة، مدعية أن ابنتها وجدتها بعد نصف ساعة حين لعبها في رمال الشاطىء.

بينما ذكر آخر عن ضياع سلسلة مفاتيح خاصة به، ولم يجدها طيلة بحث استمر خمسة أيام متتالية، ولكنه بعد ذلك قام بنذر نذر إلى الأنبا ونس، فأتاه هاتف بعد عشر دقائق، بأن يبحث تحت السرير، في مكان كان قد بحث فيه قبل ذلك، ولكنه وجد المفاتيح بجوار إحدى أرجل السرير، حسب ادعائه.

ويتحاكى الأقصريون عن قصص لجواهرجي سوهاجي سرق منه ذهب خاص به في القطار بمقدار 100 ألف جنيه، وعند تشفعه بالأنبا ونس، تم القبض على السارق، وإعادة الذهب له، وعن آخر يعمل موظفًا بإحدى الشركات الخاصة، كان قد فقد منه مبلغ 800 ألف جنيه، ورغم سؤاله لكل زملائه في العمل إلا أنه لم يدله أحد، ولكنه حينما توسل بالأنبا ونس، ذكر له أحد زملائه أنه وجد زيادة في ميزانيته تصل إلى 800 ألف جنيه، حسب ادعاءاتهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصرع 8 أشخاص وإصابة 10 آخرين في انقلاب ميكروباص بطريق قنا سوهاج (أسماء)