بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحات إيران الأسبوع الماضي والممتدة حتي الآن والتي بدأت بمطالب اقتصادية لتصل ذروتها اليوم بالمطالبة برحيل النظام السياسي بأكمله، وجدت طهران نفسها في مأزق شديد الخطورة بين احتواء تلك التظاهرات من جهة والتماهي مع مطالبها من جهة وبين استمار تغذية حلفاءها في الخارج بالمال والسلاح في ظل هتافات منددة في الشارع بالتدخل الإيراني الخارجي واستنفاده اموال الشعب من الجهة الأخرى.
النظام الإيراني يريد إيصال الإمدادات والأموال والمقاتلين لحلفائه، ويريد تأمين احتياطي في وقت تضاعف تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، بجانب الثورة الإيرانية. لذا تقوم بغسيل الأموال في كل العالم، لضمان دوران عجلها أموال ساستها.
وقالت صحيفة برافادا الروسية إن غسيل يختص به الحرس الثوري الإيراني والمؤسسات التابعة له بعمليات ونشر الشركات الوهمية لسهولة تمويلها، بالإضافة إلى السفارات والمراكز الثقافية والمدارس المذهبية المنتشرة في العواصم العالمية، والتي تعمل على تزويد الخلايا والجماعات الموالية بالدعم المالي لتنفيذ المشروع التوسعي الفارسي.
-البنوك التي تساعد إيران في غسيل الأموال عبر العالم
-(إتش إس بي سي) البريطاني
طالت الاتهامات بنك (إتش إس بي سي) متعدد الجنسيات ومقره بريطانيا بالتورط في قضية تحويل أموال عبر أحد فروعه في الولايات المتحدة إلى دول خاضعة لعقوبات دولية من بينها إيران، ويفيد تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الأمريكي أن البنك الذي يعتبر الأكبر في أوروبا، أجرى تعاملات سرية بقيمة 16 مليار دولار مع إيران على مدى ست سنوات،وشمل ذلك 25 ألف عملية مالية.
وبعدما أقر البنك أن إجراءاته التنظيمية في مجال السيطرة على غسل الأموال لم تكن قوية بما فيه الكفاية، عوقب بدفع مبلغ 1.9 مليار دولار في تسوية قضائية لقضية غسيل أموال التي اتهم فيها، ويعد هذا أعلى مبلغ يدفع في مثل هذه القضايا.
- كونلون الصيني
كشفت الصحيفة تقرير لجهاز مخابرات ياباني أن شركة «شنجن لانهاو دايز إلكترونيك»، الموجودة بالصين تتلقى أموالًا من إيران عبر بنك صيني، وتسهم هذه التحويلات في تمويل عمليات دولية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
ويؤكد التقرير أن البنك المركزي الإيراني استخدم حسابات لدى بنك "كونلون" الصيني، التابع لشركة الصين الوطنية للبترول، مشيرًا إلى أنه بمجرد نقل الأموال من «كونلون»، إلى كيانات أخرى يمكن لفيلق القدس استخدامها للقيام بعمليات استحواذ في الصين ولتمويل كل نشاطاته السرية في دول أخرى.
وتباشر شركات إيرانية يسيطر عليها فيلق القدس ومنها شركة «بامداد كابيتال ديفلوبمنت»، تحويلات من هذه الحسابات إما لكيانات صينية يسيطر عليها الفيلق مباشرة، أو لكيانات صينية يدين لها الفيلق بأموال مثل شركة "شنجن لانهاو".
- ستاندرد تشارترد"
يواجه الآن بنك "ستاندرد تشارترد" تهديدات غرامة جديدة من الهيئة المنظمة للقطاع المصرفي في نيويورك بسبب قصور في رصد معاملات يسهل استغلالها في غسل الأموال،ووفقا للصحيفة فإنه من المرجح تغريم "ستاندرد تشارترد" ما بين 100 مليون و340 مليون دولار.
هذا البنك الإنجليزي وضع تحت المراقبة في 2012 بعد أن غرمته جهات تنظيمية 667 مليون دولار لخرقه العقوبات الأمريكية على إيران بإخفاء معاملات، والتهاون في تنفيذ آلية لمكافحة غسيل الأموال.
- بنك كوري
قالت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية إن شركة بترو سينا آريا الإيرانية للطاقة تملك ودائع مقومة بالعملة الكورية بقيمة 1.3مليار دولار (1.3تريليون وون) في بنك كبير في كوريا الجنوبية منذ الربع الثالث من العام الماضي.
وأضاف المصدر إنه يبدو أن شركة "بترو سينا آريا"، شركة واجهة لشركة خاتم الأنبياء للإنشاءات التي يملكها الحرس الثوري الإيراني، وأن الشركة تملك ودائع في ماليزيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.
ووفقًا لصحيفة القانون الإيرانية ارتبطت أسماء أشخاص بعينهم في قضايا غسيل الأموال الإيرانية،من أبرز هذه الأسماء الفنانة التركية إبرو غوندش وزوجها رجل الأعمال الإيراني علي رضا ضراب.
كما برز وسط الأسماء المتورطة في غسيل الأموال التاجر الإيراني الشاب بابك مرتضى زنجاني الذي يعد شريكًا مباشرًا لضراب ورئيسه في هذه الأعمال، لقد شكل وجود بابك زنجاني في البنك المركزي واتصاله بمدير البنك نوربخش نقطة التحول الرئيسة في حياته، مكنه ذلك من تأسيس أكثر من 60 شركة ومكتبًا، وأقام عدة مشاريع في عدة دول حيث شملت مناطق نشاطه بالإضافة لدبي وتركيا، الصين وماليزيا وسنغافورة وطاجيكستان وبلغ عدد العاملين في شركاته قرابة السبعة عشر ألف شخص.