بالمستند.. قاضي يستقيل ويتهم الزند عارضته خلال رئاسته نادي القضاة فانتقم مني

كتب :

تقدم القاضي محمد عبد المنعم السحيمي رئيس محكمة قنا الإبتدائية باستقالته إلى السيد المستشار رئيس مجلس القضاءالأعلى وذلك اعتراضا على اضطهاد المستشار وزير العدل له كما ورد بنص الإستقالة المقدمة لمجلس القضاء الأعلى.

وقال فى استقالته إذا كان الوزير لا يحفظ عهد أبي، و قد رافقه لسنواتٍ يعبران عن ضمير القضاء في أحلك ما مرَّتْ به بلادنا، فهانت عندَه عظامُه إذ بَلَتْ – و إني من تلك العظامِ دمًا من دمٍ – فإنكم حفَّاظون للعهود أوفياءَ لها".

وجاء فى نص الإستقالة:

سيادة القاضي الجليل / رئيس مجلس القضاء الأعلى

وضعتم على صدورنا وشاح شرف العدل، و قد أقسمنا إقامته بين الناس أساسًا للمُلْك، و تلك مسئوليّةٌ تحملتها و أنا مدفوعٌ بعزمٍ أستمده من انتماءٍ إليكم، و هو الذي يبعث على الفخر، و انتماءٍ آخرٍ أحمل له في نفسي تقديرًا عميقًا، إذ فارقْتُه ليَلْقَىٰ ربه، و هو والدي، الذي أفنى من عمره خمسينَ عامًا بينكم، كان فيهم ربًّ لبيتٍ من بيوت القضاة، يقوم عليهم خادمًا و سيدا.

و لأن العدل أمانةُ السماء فإن أهل الأرض جميعهم مُؤْتمنون عليه أن يؤدوه فيما بينهم، لا تثريب على من لم يقدر، فَقِلّة الحيلةِ لا تنال من شرف الرجال، و إنما يهجر الأنبياءُ أرضَهم إذا اشتدت يد الشرك تنال عُصْبَتُه منهم، و إني ها هنا لا أشكو ضعف قوتي و لا هواني على وزير العدل، فإن قَدِرَ هو على ظُلْمي و ما خشيَ أن تحيط به ظلمات يوم القيامة فإنَّ لمثلي ربٌّ يردُّه، فإن أمهله في دنياهُ هذه فإنه لن يهمله في يومِ موقفٍ عظيم.

كان الوزير في يومٍ صوتَ القضاة، رئيسًا لناديهم، و قد عارضتُه في مَلَأِه حينئذ أشد معارضة، فأسرَّها في نفسه حتى إذا اعتلىٰ وزارتَه عاود الخصومة من ديوانها، فأضحى صوتُنا سوطًا علينا، فنبَّهني تنبيهًا يُوقفني عن ترقية، ثم أقصاني إلى الجنوب حيث محكمة قنا ليترصَّدني بأعباء العمل، فوزَّعه بين رفاقي من القضاة بغير عدل، حتى أصبح المنظور لديَّ من دعاوى الجنح يفوق في اليوم ألفًا و رَبَتِ الدعاوى المدنية فجاوزتِ الثلاثمائة و خمسين، فهل أكذب بعد كل هذا أنهم يتعجلون خلاصًا مني، بل أصدِّقُ أن الوزيرَ منتقمٌ غيرُ ذي عفوٍ، و إني لَأُعاجل عُنُقي بذبحٍ قبل أن ينالها بطعنه موتور.

شيخ القضاة الأكبر :

إن القاضي الجزئي بمحكمة قنا لا قِبَل له بوزير العدل، لا يملك سوى نفسه و يملك الوزيرُ نفوسَ رجال، غير أن مِثْلي إذا اسْتُكْرِهَ على الأمر ما وسعه البقاء عليه.

شيخ القضاة الأكبر :

إذا كان الوزير لا يحفظ عهد أبي، و قد رافقه لسنواتٍ يعبران عن ضمير القضاء في أحلك ما مرَّتْ به بلادنا، فهانت عندَه عظامُه إذ بَلَتْ – و إني من تلك العظامِ دمًا من دمٍ – فإنكم حفَّاظون للعهود أوفياءَ لها، لا تُضَيِّعون أصلابَ رجالكم، فما لمتجبرٍ من سلطانٍ عندكم إذا أَغَثْتُم الملهوفَ فصارَ ذا بأس، فإن بلغكم كتابي هذا عند مجلسكم فرُدُّوهُ، و ما تردُّون إلا نفسي إليَّ، أما إذا بلغكم و قد رضيتم فتلك استقالتي، أرفعها إليكم و ما يرفع النفوس سوى عزٍّ بأهله، فاقبلوها وإني لكم من الشاكرين.

القاضي / محمد عبد المنعم السحيمي

الرئيس بمحكمة قنا الإبتدائية

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً