اعلان

سيد البدوي على خطى نعمان جمعة.. هل يكرر الوفد سيناريو انتخابات 2005؟

بعد انسحاب خالد علي، واستبعاد عنان من سباق الرئاسة 2018، أعلن حزب الوفد، عن الدفع بمرشح رئاسي في الانتخابات المقبلة، دون الكشف عن هويته.

وأعلنت مصادر مسئولة بالوفد، أن الهيئة العليا للحزب ستنعقد السبت المُقبل، للإعلان عن مرشح رئاسي، مشيرة إلى أن دفع الحزب بمرشح في السباق الرئاسي، لا يمثل عداءً للرئيس السيسي، وإنما استمرارًا لتجربة ديمقراطية يريد الحزب أن يحافظ عليها.

جاء ذلك وسط تأكيدات من مصادر مختلفة على صلة بالحزب العريق، بأن السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، يستعد لخوض السباق الرئاسي، خاصة بعد تقدمه بطلب اليوم لتوقيع الكشف الطبي عليه، مع العلم أن اليوم الجمعة هو آخر موعد للكشف الطبي لمرشحي الرئاسة، وفقًا للجدول المعلن من اللجنة العليا للانتخابات.

ويعتبر حزب الوفد، واحدا من أهم وأشهر الأحزاب السياسية في مصر، مستمدًا شعبيته من مؤسسه الزعيم الراحل سعد زغلول، الذي قرر تدشينه في عام 1918 للدفاع عن قضية مصر أمام الاحتلال الإنجليزي للبلاد، ومن ثم أصبح الحزب الحاكم بالبلاد حتى ثورة 52، ثم عاد إلى نشاطه السياسي على يد فؤاد سراج الدين، في 1978، ليحمل اسم "حزب الوفد الجديد"، بعهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

ويترأس السيد البدوي حزب الوفد منذ عام 2010، بعد فوزه بالانتخابات أمام محمود أباظة، ويعد ثالث الأحزاب تمثيلًا في مجلس النواب المصري المنتخَب في 2015.

أثار إعلان حزب "الوفد" عن نيته للتقدم بمرشح يمثله في الانتخابات الرئاسية، انتقادات واسعة في دوائر عدة، خاصة أن البعض ربط بين ترشح السيد البدوي في هذا السباق، وبين ترشح الدكتور نعمان جمعة والذي شغل منصب رئيس الحزب لسنوات، في الانتخابات الرئاسية للعام 2005، في مواجهة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك. وحصل رئيس الوفد في حينه على قرابة 3% من الأصوات، فيما حصد مبارك نحو 88%. ورغم مشاركة جمعة و8 مرشحين آخرين.

وفي ذات السياق، وصف محمد عبدالعليم داوود، نائب رئيس حزب الوفد، ترشح الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد للانتخابات الرئاسية المقبلة، بـ "الجريمة فى حق الحزب، مشيرا إلى أن معظم أعضاء من الحزب بمختلف أعماره يرفضون ترشح البدوى تحت أى مسمى.

كما أبدى رجل الأعمال نجيب ساويرس، اعتراضه على الخطوة، فعندما سأله أحد متابعيه على "تويتر": "يعني حزب الوفد بتاريخه يرضى يبقى كومبارس؟ اعتقد أن مرشح الوفد عنده فرصة جيدة جدا بعدما سخنت الانتخابات باللي حصل من عنان واليساري خالد علي". فأجابه ساويرس: "عملها قبل كده (أي الحزب) أيام نعمان جمعة".

وشارك حزب الوفد بالدكتور نعمان جمعة في انتخابات 2005 والتي تعتبر أول انتخابات تعددية منذ ثورة 23 يوليو 1952، بعد تعديل الدستور، أمام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك و9 مرشحين آخرين.

والطريف أن نعمان جمعة وقتها أثنى على الرئيس الأسبق مبارك ووصفه بالبطل القومي، لافتًا إلى أنه تم إجباره على خوض الانتخابات الرئاسية من قبل الهيئة العليا لحزب الوفد، وإن ترشحه في الانتخابات كانت خطة ومؤامرة أعدها الدكتور السيد البدوي، رئيس الوفد، للاستيلاء على الحزب.

اللافت للنظر أن الدكتورة إيمان جمعة، ابنة رئيس حزب الوفد الراحل والمرشح الرئاسي في عام 2005، نعمان جمعة، رفضت خطوة ترشح السيد البدوي لمنصب رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أنه ليس الرجل المناسب لهذه المسئولية،، مؤكدة أن ذلك الأمر سيضفي نوع من عدم التنافسية على الانتخابات الرئاسية.

وكشف مشهد الانتخابات الرئاسية فى مصر مدى تراجع قوة الأحزاب وإرادتها وطموحها السياسي، فبخلاف غياب هذه الأحزاب من التواجد في الشارع والتعبير بشكل حقيقي عن المواطن المصري، وصل الأمر إلى فشل قوى المعارضة في تقديم مرشحين حقيقين ينافسون على انتخابات تعددية قوية طالب بها الرئيس بنفسه، حتى وصل الأزمة بحزب الوفد إلى تكرار سيناريو 2005 بتقديم مرشح وهمي يشارك في الانتخابات، وفي نفس الوقت يُعلن عن تأييده للرئيس.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً