اعلان

في ذكرى بورسعيد.. تضميد جراح المجزرة مازال بحاجة لمزيد من الوقت.. "الزياتي":عودة الجماهير للملاعب يجب أن تكون مقننة

تحل اليوم الذكرى السادسة لفبراير الأسود، التي تذكرنا بمساء الأول من فبراير 2012، ليلة أظلمت فيها سماء بورسعيد، وفاح من استاد بورسعيد رائحة الموت، اختلطت دماء المشجعين بأصوات الاستغاثة "افتح بنموت" مذبحة راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي، أصغرهم كان الطفل أنس.

إلى اليوم وبعد مرور كل هذه السنوات لم يمارس الوقت عادته ولم تُسقط ذاكرة الجمهور بعد فاجعة الحدث رغم صدور أحكام قضائية مشددة وصلت إلي حد الإعدام علي عدد من المتهمين بأحداث المذبحة، لم يشف القضاء صدور أهالي وأصدقاء الضحايا، وإلي اليوم تعتبر بورسعيد خط أحمر ولقاء الجمهورين شبه مستحيل، فمتي يمكن إغلاق ملف المذبحة نهائيا؟

"عمري عشان الأهلي يهون".. كان شعار لجمهور الأهلي لمائة عام ويزيد، وفي تلك الليلة الظلماء، دفع الجمهور العاشق ثمن وفائه لناديه، فلم يعد مجرد شعار.

المذبحة كانت فاجعة والوقت كفيل بتضميد جراحها

وفي هذا السياق، قال النائب رضوان الزياتي، وكيل لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان، إن المذبحة كانت حدثا أليما يتكفل الزمن وحده بمحو أثرها في قلوب أهالي الضحايا، لا يملك أحد أن يضع موعدا لتخطي الألم، لافتا إلى أن العلاقة بين الناديين بدأت تسير في اتجاه العودة لوضعها الطبيعي.

وأضاف "الزياتي": "نتمنى أن تعود الحياة للملاعب والقلوب ولا ننكر إحياء ذكرى من ماتوا ولكن بعيدا عن مشاعر الكراهية والانتقام، والقضاء كان الفيصل وحين قال كلمته واتخذ القانون مجراه، لم يبق إلا أن تعود الأمور لما كانت عليه قبل الحادثة".

وتابع: "من الصعب أن يجتمع جمهور الناديين في استاد واحد حاليا، ولكن يمكن أن تبدأ إدارة الناديين في اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة العلاقة من خلال، إجراء عدد من الزيارات ثم التفكير في إجراء مباراة ودية لها ترتيب خاص من الجهتين دون وساطة، لتخفيف حدة ما خلفته المذبحة من مشاعر متأججة في القلوب، بحيث تهدي المباراة لروح الضحايا ويتم بعدها فتح صفحة بيضاء جديدة".

ولفت وكيل لجنة الشباب والرياضة إلى أن عودة الجماهير للملاعب يجب أن تكون مقننة، مؤكدا أن النظام يحافظ علي الجميع أما العشوائية فلا تؤدي إلا إلى الفوضي والكوارث.

إحياء الذكري وفاء للشهداء وليس استعادة الألم

كتب لاعب النادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة: "شهداء النادي الاهلي هم رمز الإيثار والوفاء أيّام الدنيا كلها تنادي بأسمائهم وتحكي قصصهم من يوسف البطل إليّ أنس الصغير، يا راحلين وقد سكنتم جوارحنا ليت الفراق ماكان ولا كانت مأسينا".

أحكام القضاء كانت رادعة والنسيان طبيعة إنسانية

قال سمير البطيخي، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن هناك أحكام رادعة صدرت ضد المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بمذبحة بورسعيد، ردت اعتبار أهالي الضحايا.

وأكد " البطيخي" أن المذبحة حدثت في توقيت عصيب علي مصر وظروف استثنائية، لم ولن تتكرر مرة أخرى، لافتا إلى أن محافظة بورسعيد كانت تعاني انفلاتا أمنيا، وفي ظل غياب القوى الأمنية، وقعت الكارثة.

وأكد وكيل لجنة الشباب والرياضة أن المذبحة كانت خارجة عن المألوف ومخالفة لكل عادات وطبيعة الشعب البورسعيدي، مشددا علي أن القانون أصدر أقصى عقوبة على كل المتهمين في هذه القضية، حتى يكونوا عبرة لغيرهم وعبرة لكل من سولت له نفسه، أن يعمل علي تخريب مصر وافساد العلاقة بين أبناء الشعب المصري.

وأكد "البطيخي" أن الشعب المصري واحد تربطه علاقات لا يمكن تفكيكها بمباراة كرة أو مذبحة مفتعلة من جهات ذات أغراض دنيئة.

وأضاف "البطيخي" أن العلاقة بين جمهور النادي الأهلي والنادي المصري البورسعيدي، بدأت بالفعل تعود لمجاريها وطبيعتها، لافتا إلى أن البيان الذي أصدرته إدارة النادي المصري مساء أمس، وناشدت فيه الجماهير لنبذ العنف والتعصب والتحلي بالتسامح والروح الرياضة، وعدم اللخلط بين السياسية والرياضة، لتعود الرياضة المصرية إلى وجهها الحضاري المعروف عنها، مبادرة وبادة أمل لعودة العلاقات الطيبة كما كانت قبل قبراير 2012.

وسائل الإعلام لها دور رئيسي في إخماد الفتنة

وأكد النائب سمير موسى، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أن العدالة حين تصدر كلمتها وتبت في القضايا بأحكام نهائية نافذة وشديدة، يمكن اعتباره استعادة للحق، لافتا إلى أن هذا لا يتنافى مع الحق المعنوي والمدني الذي يعيد إحياء ذكراه أهالي الضحايا.

ولفت إلى أن فتح صفحة بيضاء جديدة يحتاج إلي قرار فاعل من جانب الناديين، واتخاذ خطوات علي أرض الواقع لكسر الحواجز التي بنتها الحادثة، والتأكيد على العلاقات الطيبة وأن ما حدث كان ناتجا عن وضع استثنائي انتهى وعلينا أن نتخلص من آثاره، مضيفا " الموت حق والحياة بتمشي".

وأضاف عضو مجلس النواب أن إدارة النادي الأهلي إدارة حكيمة وقادرة علي احتواء جماهيرها، وأيضا إدارة المصري تستطيع أن تسير في خطوات فاعلة نحو استعادة العلاقات بين التتش وبورسعيد في أقرب وقت.

واختتم "موسى": "وسائل الإعلام بدورها قادرة على تهدئة القضايا أو إشعالها، فإذا تعامل الإعلام مع القضية بعقلانية خاصة وأن هذه الذكرى السادسة وليست الأولى، دون تهويل أو تهوين من مشاعر أهالي الضحايا، يمكن أن تعود الأمور لطبيعتها وتنطفئ شعلة الكراهية والغضب".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً