اعلان

صحيفة أمريكية: اشتباكات عدن في اليمن كشفت "تمزق" التحالف العربي

كتب : وكالات

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا عن المعارك التي شهدتها عدن في الفترة الأخيرة، كشفت خلاله عن مدى هشاشة التحالف العربي، مؤكدًة عن وجود اختلاف في الأجندات التي تتبناها كل من السعودية والإمارات بحرب اليمن، وسعى الانفصاليون الذين شكلوا ما يُعرف باسم المجلس الانتقالي الجنوبي إلى استقلال دولة جنوب اليمن مرة أخرى، والتي كانت موجودة قبل وحدة البلاد عام 1990، وكثيرًا ما اتهموا الحكومة المركزية في صنعاء، والتي يرأسها "هادي" الآن بالفساد وإهمال الجنوب.

وبحسب مزاعم الصحيفة، والتي نقلت عن محللين قولهم، إن "الاشتباكات الأخيرة، ما هي إلا انعكاس لتوترات متصاعدة منذ أمد طويل"، وبهذا الصدد أفادت "أبريل لونجلي آلي"، الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية والخبيرة في الشأن اليمني، أن الخلاف بين الحليفين يكشف كيف حطمت الحرب هذا البلد، وتفتت، مضيفة "رواية الحكومة الشرعية بمقاتلة الحوثيين، تحجب واقعا أكثر تعقيدًا، وهذا يعيق جهود السلام".

وأوضحت الخبيرة، أن "كلا من السعودية والإمارات لديهما أجندات مختلفة في اليمن، فأما المملكه تدعم بشكل وثيق حزب الإصلاح، الذي كان لديه علاقات مقربة من جماعة الإخوان، وأعلن مؤخرًا قطع العلاقة مع الجماعة، بينما تعارض الإمارات حزب الإصلاح"، مضيفةً أن الانفصاليين الجنوبيين، "كانوا على تحالف مع حكومة هادي الداعمة لوحدة اليمن، وما نراه الآن هو محاولات من السعودية والإمارات، للتغطية على الخلافات بين الفريقين، للحفاظ على أسطورة وجود جبهة موحدة تحت قيادة الحكومة المعترف بها دوليا".

وتعود الصحيفة، للتوضيح مرة أخري، قائلًة: أن الاشتباكات الأخيرة أسفرت عن سقوط أكثر من ثلاثون قتيلًا، لينضموا إلى أكثر من عشرة ألف آخرين من ضحايا الحرب، أغلبهم من المدنيين الذين سقطوا بسبب غارات التحالف العربي. كما يعاني الملايين في اليمن أفقر دول الشرق الأوسط، من الجوع والمرض، وهو ما دفع العاملين في جهود الإغاثة إلى وصفها بأكثر الأزمات الإنسانية مأساوية ونسيانًا في العالم.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد انتهاء المهلة التي حددها المجلس الانتقالي الجنوبي لـ"هادي" لإقالة الحكومة التي يرأسها أحمد عبيد بن داغر، والتي اتهموها بالفساد وسوء الإدارة، وبعد استيلاء الانفصاليين على المدينة، تحصن القوات الموالية لهادي بالقصر الرئاسي، بينما فكر البعض في الهرب من المدينة.

وخرج السفير الأمريكي السابق باليمن، "جيرالد فيرشتاين"، ليكشف تفاصيل جديدة، حول النزاعات الداخلية، قائلًا: إنه وسط الانشقاقات التي شهدها التحالف، هناك أسئلة جادة بخصوص بقاء ومصداقية حكومة هادي، وكذلك حول ما يقدمونه بجلوسهم على طاولة المفاوضات"، موضحًا أنه بعد يوم من محاصرة الانفصاليين الجنوبيين للقصر الرئاسي في عدن، أرسلت السعودية والإمارات مندوبين لنزع فتيل الأزمة وتطبيق وقف لإطلاق النار، حيث تعد السعودية الداعم الرئيسي لقوات هادي، بينما تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي وقامت بتدريبهم وتمويلهم، بحسب المسؤول الأمريكي.

وأشار السفير الأمريكي، بأنه لم يتم فعل الكثير لاستقرار الأوضاع في اليمن، وإعادة الأمور إلى نصابها، مضيفًا أن الشعب هناك أصبح أكثر إحباطًا.

وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة، فإنه من غير المرجح جدا أن يتفكك تحالف السعودية والإمارات في اليمن، حيث تشترك الدولتان في الاعتقاد بأن "الحوثيين وإيران" يشكلان تهديدا للمنطقة، بحسب الصحيفة.

ورأي العديد من سكان عدن أن الوجود المتزايد للإمارات يثير القلق، وسط مخاوف من أن تتمكن البلاد من تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال محاولة السيطرة على مواني اليمن، خاصة عدن، التي تقع بجانب ممرات الشحن الرئيسية.

ونقلت "واشنطن بوست" عن الصحفي اليمني حسن الجلال قوله: إن "الإمارات لديها طموحات في جنوب اليمن، وأهمها ميناء عدن"، مضيفًا أن دعمها للانفصاليين يكشف هذا الأمر.

وفي سياق متصل، صرح هشام الغنام، الباحث السعودي في جامعة إكستر، بأن حكومة اليمن يقع عليها بعض اللوم في العنف الواقع بعدن، وينبغي أن تقدم استقالتها إذا كانت غير قادرة على إدارة المعركة ضد الحوثيين وتقديم الخدمات للمواطنين في نفس الوقت، مضيفًا أنه على الانفصاليين أن ينتظروا حتى تصبح الأمور أكثر وضوحا، مشيرًا إلى أنه على الرغم من النهج المختلف الذي تتبعه كل من السعودية والإمارات في اليمن، فإنهم اتفقوا على الوقوف في وجه أي دعوات للانفصال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أول تعليق من حركة حماس على اقتحام إسرائيل معبر رفح الفلسطيني