افتتح الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي، الجلسة الثالثة من دور الانعقاد الثاني الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي ، اليوم الثلاثاء 27 جمادى الأولى 1439 هجري الموافق 13 فبراير 2018م ، والتي يأتي انعقادها بعد المؤتمر السنوي الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي أصبح واحداً من أهم آليات العمل البرلماني العربي المشترك، وأداةً فعالةً من أدوات التعاون والتنسيق مع مجالس وبرلمانات الدول العربية، ولقد صدرت عن المؤتمر وثيقة عربية شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب ، تهدف لمعالجة الظاهرة من جذورها بعد أن أصبح الإرهاب خطراً داهماً يهدد الدول والمجتمعات العربية في حاضرها ومستقبلها، وسوف تُرفع الوثيقة إلى مجلس جامعة الدول العربية التاسع والعشرين على مستوى القمة، والذي سينعقد في شهر مارس المقبل في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وشهد المؤتمر هذا العام، حضوراً ومشاركةً فاعلة لرئيس الاتحاد البرلماني الدولي ورئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة لمنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والأزهر الشريف ومجلس وزراء الداخلية العرب، تأكيداً على دور البرلمان العربي وحضوره الفاعل في كافة المحافل الدولية والإقليمية، وهو ما ثمنه المؤتمر، في البيان الذي صدر عن رؤساء المجالس والبرلمانات العربي، الذي أشاد بدور البرلمان العربي ضمن منظومة العمل العربي المشترك، وشدد على ضرورة تفعيل النظام الأساسي للبرلمان العربي.
وقال الدكتور مشعل السلمي ، إن البرلمان العربي رغم الفترة الوجيزة التي أنقضت من عمره، وبفضل جهودكم وعملكم الدؤوب أنتم أصحاب المعالي أعضاء البرلمان العربي، أصبح البرلمان العربي فاعلاً ومؤثراً على الساحة العربية، ومعبراً حقيقياً عن آمال وتطلعات الأمة العربية، فقد أسهم وبشكل عملي، في تعضيد العمل العربي المشترك، ودعم القضايا العربية الكبرى والاستراتيجية، وفي مقدمتها قضية العرب الأولى فلسطين، فساهم البرلمان، في تأجيل القمة الإفريقية مع القوة القائمة بالاحتلال إلى أجل غير مسمى، كما بدأ البرلمان العربي بتنفيذ الخطة التي اعتمدها للتصدي لترشح القوة القائمة بالاحتلال لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020، وانعقد البرلمان في جلسةٍ طارئةٍ صدر عنها قراراً للتصدي للقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمةً للقوة القائمة بالاحتلال، وتفعيلاً لهذا القرار، تم إرسال وفود للبرلمانات الدولية والإقليمية والفاعلة، كانت الزيارة التاريخية لوفد البرلمان لجمهورية الصين الشعبية خلال الشهر الماضي، كأول لقاء مشترك بين البرلمان العربي والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لحشد الدعم والتأييد لصمود الشعب الفلسطيني، وتعزيز وتطوير العلاقات التعاونية الاستراتيجية بين الصين والدول العربية، كما زار وفد من البرلمان العربي مقر البرلمان الأوروبي، وأجرى حوارات هامة مع مسؤولي وأعضاء البرلمان الأوروبي، تفعيلاً للدبلوماسية البرلمانية وتعزيزاً للروابط، وتوطيداً للعلاقات مع الجانب الأوروبي، كما كان للبرلمان العربي زيارة لمنظمة التعاون الإسلامي، التقى فيها بالأمين العام للمنظمة ومندوبي الدول المعتمدين فيها، وذلك تعزيزاً للتعاون العربي الإسلامي وتنسيق الجهود وبما يخدم القضايا المشتركة بين الشعب العربي والشعوب الإسلامية، وسوف يواصل البرلمان العربي إرسال وفود إلى الدول الفاعلة على الساحة الدولية، تأكيداً لموقفنا الثابت تجاه دعم صمود الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته الوطنية على ترابه الوطني وعاصمتها الأبدية مدينة القدس.
واشار رئيس البرلمان العربي الى أن الحل السياسي للأزمات المستحكمة في بعض الدول العربية أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل، لذا فقد اعتمد البرلمان العربي منهجية عمل جديدة، بإصدار تقريرٍ يرصد ويُحلل مستجدات الأحداث والتطورات على الساحة العربية، ويقدم حلولاً لها، وصدر عن الجلسة الماضية التقرير الأول للحالة السياسية في العالم العربي، الذي تناول الأزمات والصراعات التي تمر بها بعض دولنا العربية، كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن والصومال، وأكد التقرير على ضرورة التصدي لخطر التدخل الخارجي من بعض الدول الإقليمية في شؤوننا الداخلية. كما يعمل البرلمان حالياً على إصدار التقرير العربي الأول لحالة حقوق الإنسان في الوطن العربي لعام 2018، والذي نأمل أن يكون آلية فاعلة لمتابعة حالة حقوق الإنسان في عالمنا العربي.