استطاع الفنان رامز جلال، أن يحصد أعلى الإيرادات في شباك التذاكر في أول يوم عرض لفيلمه الأخير «رغدة متوحشة»، وحقق الفيلم 464 ألف جنيه بأول أيام عرضه في إجازة نصف العام متفوقًا على كل الأفلام التي تم عرضها في نفس اليوم، واستمر نجاح الفيلم متجاوزا الـ10 ملايين جنيه خلال 3 أسابيع، ليستعيد الفنان ثقته من جديد، خاصة بعد الإخفاق الكبير والفشل الجماهيري الذي لحق بفيلمه قبل الأخير «كنغر حبنا».
"رغدة متوحشة"، والذي جسد فيه "جلال" شخصية امرأة، كان الأكثر ضحكًا وسط أفلام موسم إجازة منتصف العام، وقد سبق الفنان، إلى هذا المسار الكثير من نجوم الكوميديا الذين استطاعوا تجسيد دور المرأة من خلال أفلامهم، ولكن القليل منهم فقط من استطاع أن يبقى ويخلُد في ذاكرة الجمهور مع مرور السنين، وفيما يلي رصد لأهم وأبرز النجوم الذين راهنوا على الصعب وفازوا باقتدار.
علي الكسار "الخالة الأمريكية"
يعتبر الفنان علي الكسار أول ممثل مصري يوافق على تجسيد دور امرأة وارتداء ملابس النساء، وذلك وفق مقتضيات الدور الذي أداه عام 1920، عندما بطولة فيلم قصير مدته 32 دقيقة اسمه «الخالة الأمريكية»، من إخراج فنان إيطالي كان يقيم في مصر ويدعى بونفيللي، وشارك الكسار في بطولة الفيلم كلا من "أمين صدقي، وألفريد حداد، وممثلة أجنبية اسمها كلود ريكانو"، وفي هذا الفيلم الصامت المأخوذ عن المسرحية الإنجليزية (خالة تشارلي)، قام علي الكسار بدور رجل اضطر في محاولة ﻹنقاذ صديقه إلى تقمص شخصية خالته القادمة من الخارج، وجاء ذلك قبل سبع سنوات من ظهور أول فيلم مصري روائي طويل.
إسماعيل ياسين "الآنسة حنفي"
يعتبر الفنان إسماعيل ياسين، أشهر من قدَّم دور امرأة في السينما العربية، عندمت قام بدوره في فيلم (الآنسة حنفي) الذي أنتج عام 1954، وكانت فكرة هذا الفيلم في ذلك الوقت مجازفة كبيرة نظرًا لجرأتها غير المسبوقة، وتناولها لقضية جديدة في ذلك الوقت وهي التحول الجنسي، ففي الفيلم يتحول (حنفي) الرجل الرجعي إلى الآنسة (فيفي) التي تعاني من الضغوط الاجتماعية، وجاء ذلك في إطار كوميدي، وما ساعد على قبول المجتمع للفكرة في ذلك الوقت، هو أنها مستوحاة من واقعة حقيقية حدثت قبل ظهور الفيلم بسبع سنوات، وهي الواقعة التي شهدت تحول "فاطمة" ابنة ميت غمر إلى "علي".
عادل إمام "احترس من الخط"
جسد الزعيم عادل إمام، دور المرأة في عدة أفلام منها «احترس من الخط» حيث أدى دور «أم الخط» التي تقود مجموعة من المطاريد والخارجين عن القانون الذين احتلوا فيلا لبلبة، كما قام بدور ضاربة الودع في فيلم "الشياطين والكورة" مع الفنان حسن يوسف، وشمس البارودي لخداع أهل الأخيرة "سناء" ليتمكن حسن يوسف "كمال" من رؤيتها، ولا ننسى فيلم «شمس الزناتي» عندما قام بطل الفيلم بخداع أهل الحي الذي تسكن فيه حنة (سوسن بدر) مجسدًا دور زوجة "الشيخ عتمان"، حتى لا يتم القبض عليه من قبل الإنجليز والشرطة.
عبد المنعم إبراهيم "سكر هانم"
يأتي الفنان الكوميدي عبد المنعم إبراهيم، في المرتبة الثانية بعد إسماعيل ياسين من حيث البراعة والإتقان في تجسيد دور المرأة بشكل كوميدى أحبه الجمهور وتفاعل معه، وذلك من خلال دوره في فيلم سكر هانم، وتأديته لشخصية "فتافيت السكر" عام 1960، هذه الشخصية التي ما زالت تعيش بيننا حتى الآن، فعندما نشاهد الفيلم نضحك من قلوبنا وكأننا نراه للمرة الأولى، وعلى الرغم من أن الفنان عبد المنعم إبراهيم كان متخوفا جدا من القيام بتجسيد هذا الدور، إلا أن الفنان كمال الشناوي، الذى شاركه في بطولة الفيلم؛ نجح في إقناعه، وبالفعل قام به، وحقق نجاحا غير متوقع، وشاركه البطولة عمر الحريري، وسامية جمال، وعبد الفتاح القصري، والفيلم من تأليف أبو السعود الإبياري، وإخراج السيد بدير.
سمير غانم "30 يوم في السجن"
تكررت الفكرة من جديد مع جيل الوسطـ حيث جاء في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات النجم سمير غانم، ليقدم شخصية المرأة في أعماله سواء كانت سينمائية أو مسرحية، وكانت البداية مع فيلم «30 يوم في السجن»، عام 1966، والذى قام بدور امرأة من خلال مشهد في أغنية، وحقق نجاحا كبيرا، ثم قدمه بعد ذلك من خلال فيلم "أذكياء ولكن أغبياء" مع عادل إمام عام 1980، للمخرج نيازى مصطفى، ثم جسد شخصية المرأة بعد ذلك في أكثر من عمل مسرحي وحقق نجاحات كثيرة من خلال هذه الأدوار التي ما زالت عارقة في أذهان الجمهور.
علاء ولي الدين (الناظر)
استطاع الفنان الراحل علاء ولى الدين، بمنتهى الحرفية والدقة أن يقدم دور المرأة من خلال فيلمه "الناظر" عام 2000، عندما قدم شخصية "جواهر" الأم الحازمة والصارمة، ولكن بطريقة كوميدية لطيفة وبتفاصيل تشبهه أمهات كثيرات في المجتمع وكأنه امرأة حقيقية، جسد الدور بشكل رائع جعل الشخصية تظل موجودة معنا حتى الآن رغم رحيله المفاجأ، وشاركه بطولة الفيلم أحمد حلمى ومحمد سعد وهشام سليم وبسمة، ومن إخراج شريف عرفة .
هاني رمزي (السيد أبو العربي وصل)
قدم الفنان الكوميدي هاني رمزي العديد من الأدوار التي جسد من خلالها دور المرأة، خاصة تلك التي تظهر فيها الشخصية معدومة الذكاء، ومن أهم الأدوار النسائية التي قدمها "رمزي"، دور زوجة أحد تجار القماش الذي يتوفي ويترك لزوجته بضائع كثيرة ترغب في بيعها لـ"صلاح عبد الله"، "معاطي"، في فيلم السيد أبو العربي وصل، وقدم الشخصية النسائية أيضًا في فيلم " فرقة بنات وبس"، حيث اضطر وصديقه " "ماجد المصري" للتنكر في شخصيات نسائية للالتحاق بأحد الفرق الغنائية النسائية وتحقيق الشهرة.
محمد هنيدي (يا أنا يا خالتي) و (جاءنا البيان التالي)
حقق الفنان محمد هنيدي، نجاحا كبيرا في فيلم "يا أنا يا خالتي"، إنتاج عام 2005، وتدور أحداث الفيلم حول "تيمور" طالب بمعهد الموسيقى يهوي العزف على آلة الكونترباص، يرتبط عاطفيا بزميلته نوال، ويسعى للزواج منها، لكن والدة نوال تحب السحر والشعوذة فيلجأ تيمور إلى وضع قناع اصطناعي ليمثل شخصية الساحرة (الخالة نوسة)، وتظل جملة محمد هنيدى "من أمام إحدى بيوت الدعارة" في فيلم "جاءنا البيان التالي"، من أشهر المواقف والمشاهد لتنكره في شخصية نسائية.
نقلا عن العدد الورقي.