شهدت مصر حالة من التخبط على مدار اليومين الماضيين، عقب بيانات قوات إنقاذ القانون، التي أعلنتها القوات المسلحة حول بدء العملية الشاملة "سيناء 2018"، فالكل رأي المشهد من الخارج، وترردت الأقاويل حول الأوضاع في سيناء، لذا قامت " أهل مصر"، بإجراء حوار مع النائبة سارة صالح عبد المطلب، عضو حزب المؤتمر،عن دائرة جنوب سيناء، كي تتضح لنا الأمور بشأن ما يحدث على أرض الواقع بسيناء، وللوقوف على أسباب ونتائج العملية الشاملة وردود الأفعال في سيناء.
وجاء الحوار كالتالي: ننتظرها من مدة ووقتها مناسب.. ستقضي على الإرهاب نهائيًا.. لم أعلم بتوقيت بدء العملية.. الإرهاب لا ينتمي إلى فصيل واحد.. خدمات الصحة والتعليم بهما نقص في سيناء ولكن لا نحتاج إلى وزير.. أتعجب من عدم توظيف أهل سيناء.. وتفاصيل أخري...
*في البداية ماتعليقك على العملية الشاملة "سيناء2018"؟
إنها خطوة جيدة جدًا، وكنا ننتظرها منذ مدة، ووقتها الآن مناسب، والوضع الأمني في مصر أصبح أفضل بكثير، ولكن دعيني أتحدث بصفة خاصة عن سيناء، نظرًا لإقترابي الشديد منها؛ إن أهل سيناء قادرين على الحفاظ على أرضهم، وليس كما يدعي البعض أن الغدريسير في دمائهم، والدليل على ذلك أنهم يقفون بكل قوة خلف جيشهم العظيم في الشمال والجنوب وفي الإسماعيلية وغيرها من المناطق.
*هل تستطيع هذه العملية القضاء علي الإرهاب في سيناء نهائيًا؟
نعم بالطبع؛ لأن العناصر التكفيرية لم تكن تتوقع خطوة مثل هذه الخطوة الشجاعة والحاسمة التي اتخذها جيشنا العظيم، كما أن هذه العناصر الإرهابية أمامها خيارين الأول هو محاربة الجيش، أما الخيار الثاني هو أن يسلموا أنفسهم للجيش المصري، وأعتقد أن الشعب المصري فؤجىء بقرار الجيش، وبالرغم من أنني لي علاقة وثيقة بسيناء وأهل سيناء لكني لم أكن أعلم بتوقيت بدء العملية في سيناء، ولقد علمت بالأمرعندما كنت في سيناء ووجدت حالة الطوارىء وعندما سألت قالوا لي أن الجيش يقوم بعملية شاملة في سيناء من أجل تطهيرها من العناصر الإرهابية وتأمين الحدود المصرية بكافة أشكالها، وعندما علم أهل سيناء بحالة الطوارىء لم يعترض أي مواطن منهم علي ذلك، بالرغم من توقف المدارس والكليات، لأن الصورة تم إيصالها لهم بشكل جيد، وذلك من خلال الحملات المستمرة، وأعتقد أن هذه العملية بمثابة رسالة قوية للخارج بأن الجيش المصري قوي ولا يستطيع أحد القضاء عليه.
*هل الحكومة استعانت بالنواب والأحزاب السياسية لمواجهة الإرهاب في سيناء؟
أنا نائبة عن سيناء، ولم أعلم بهذا الأمر إلا بعدها بساعتين فقط، ولم يطلب منا "النواب" أن نتواصل مع الأهالي بشأن العملية الشاملة "سيناء 2018"، ولكن أهل شمال سيناء قاموا بإستقبال المغتربين في بيوتهم، مما يدل علي مدي الوعي الذي يتمتع به أهالينا في سيناء، وأنشاد النواب بضرورة الاهتمام بالتوعية في شمال وجنوب سيناء.
*هل العناصرالإرهابية بسيناء تنتمي إلى تنظيم إرهابي واحد فقط؟
هم أكثر من تنظيم إرهابي، لأنهم لو كانوا تنظيم واحد فقط، كنا لم نتخذ مثل هذه الخطوة في سيناء، ولكنهم بدأوها بشكل خاطىء، لأن أهل شمال وجنوب سيناء لم يرضوا بمثل هذه الإعتداءات وسيردون الضربة ضربات، أما من يدعون أن أهالي سيناء لجأت إلى فكرة التهجير من أراضيهم، فذلك مناف تمامًا للواقع، لأنهم متمسكين ببيوتهم وأراضيهم حتي آخر لحظة.
*هل إعلان وزير خارجية تركيا بعدم إعترافه بإتفاقية الحدود البحرية بين مصر وقبرص تسبب في بدء العملية الشاملة في سيناء؟
لا أعتقد أن تصريحات وزير تركيا الغير منطقية والغير مشروعة، أنها قد تتسبب في مثل ذلك، لأن قرارات الجيش دائمًا مدروسة ويتم الإعداد لها من قبل الإعلان عنها وبدء تنفيذها.
*في حالة نجاح العملية الشاملة "سيناء 2018".. كيف سيتم تعمير سيناء من جديد؟
يجب تعمير سيناء من خلال الاهتمام بالصحة والتعليم، نظرًا لمعاناة أهل سيناء من عدم وجود خدمات كافية خاصة بالصحة والتعليم، وأطالب كل مسؤول النظر إلى سيناء بشكل أكثر اهتمامًا، لأن وضعهم خاص عن المحافظات أخري، وسيناء لا تحتاج وزير، فأبنائها يحلون مشاكلهم الخارجية بأنفسهم، ولكن هناك معاناة ناتجة عن نقص الخدمات، وأتعجب من عدم توظيف أهل سيناء مثل باقي المحافظات، بحجة أنهم غير وطنيين.
*هل توقيت العملية الشاملة الهدف منه الدعاية ودعم السيسي فى الانتخابات؟
أعتقد أن الشعب المصري واعي جدًا، ويعرف أن هذه العملية جاءت لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية وليس الهدف من ذلك دعم السيسي، ثم إن السيسي لا يحتاج إلى داعية في الحقيقة، كما أنه ليس من المعقول أن يدخل أهل سيناء فى حرب لمجردة الدعاية للسيسي، وكلها إدعاءات كاذبة ليس لها أى أساس من الصحة.
*هل الأوضاع الأمنية المضطربة في سيناء قد تستمر لفترة طويلة؟
أعتقد أنها ستستمر لأجل غير مسمي، ولكني لاحظت أن الجيش متعاون بطريقة رهيبة جدًا مع الناس، كما يتم تسهيل المرور للحالات الانسانية بشكل راقي للغاية، ومن جهة أخري نجد أن أهل سيناء متفهمين ذلك جيدًا.
*هل الوضع الأمني المضطرب في سيناء يعوق سير الانتخابات الرئاسية القادمة بشكل طبيعي؟
لا أعتقد أنها ستعوق سير الانتخابات بشكل جيد، وأنا نائبة عن سيناء، وقد حدث بيني وبين والدي حوار حول مرض والدتي وإمكانية ذهابها إلى المستشفي، فأكد لي والدي أن الجيش متعاون والوضع الأمني لا يعوق ذهابها إلى المستشفي، كما أنه نقل لي الوضع القائم في سيناء؛ حيث توجد تسهيلات للمواطنين والحالات الاستثنائية، بالإضافة إلى أن أهل شمال وجنوب سيناء فرحين، وبالرغم من الوضع الأمني نجدهم فاتحين بيوتهم لكافة المغتربين، ويوفروا لهم المأكل والمشرب والملبس، مما يدل على مدي كرم وأخلاق أهل سيناء.
*في حالة نجاح العملية الشاملة في سيناء.. كيف يمكن التعامل مع الأفكار المتطرفة التي قد تتسبب في عودة الإرهاب مرة أخري؟
لابد من تكثيف التوعية، خاصة أنه مع عدم وجود خدمات كافية في سيناء، قد يقوم البعض بوصف معالم الطرق للغرباء بمقابل مادي، وبالرغم من أن هذا نادرالحدوث لكن يجب تفاديه، لذا يجب على الدولة تنمية الصحة والتعليم بسيناء.
وللأسف الشديد لا توجد فرص لأهالي سيناء للتعبير عن أنفسهم بشكل أقوي، بالرغم من وجود نماذج رائعة وكوادر نسائية" بدويات" لها أهملية كبيرة في المجلس القومي للمرأة ومجلس المدينة ومجلس القبائل العربي، وأيضًا أنا كنائبة من سيناء موجودة بالإضافة إلى نائبات أخريات تابعين لسيناء، لذا أطلب من الدولة توفير فرص أكثر لأهل سيناء في كافة المجالات.
أما عن الذين يدعون أن أهل سيناء غدارين وخائنين للوطن، أحب أن أقول لهم أنتم لا تعلمون أدني شىء مما يحصل علي أرض الواقع في سيناء، لأن عند وجود أول مواجهة ضد الإرهاب نجد أن أهل سيناء هم من تصدوا للإرهاب، ولم يتركوا ديارهم، وبالرغم من أنني من محافظة أخري إلا أنني لدي رجاء شخصي من النواب وكبار الدولة أن يتواصلوا مع أهل سيناء ويحققون مطالبهم وإحتياجاتهم البسيطة، وأنا عندما كلمت "يارا" بدير العبد، كنت أنا السيدة الوحيدة الموجودة، فلماذا يتم تجاهل أهل سيناء!.
*ما تعليقك على المؤتمر الثالث للبرلمان العربي.. خاصة أنه قام لمواجهة الإرهاب؟
يعني إيه مؤتمر!؟.. المؤتمرلا يستطيع مواجهة الواقع، لأن هذه المؤتمرات قائمة على الكلام، وأنا أريد أفعال على أرض الوقع وبعض الذين يتحدثون عن معاناة الشعوب من الإرهاب لا يشعرون بهم.
والناس لا تريد المؤتمرات، الناس تريد حلول جذرية على أرض الواقع، ولكن أحب أن أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على أنه تحاور واستمع إلى الشباب فى مؤتمر الشباب الذي انعقد بشرم الشيخ، لدرجة أن هناك فتاة من شمال سيناء تحدثت عن الوضع في سيناء، ثم أعربت عن خوفها من ردة فعل الإرهابيين، ثم طمئنها الجميع واهتمت وسائل الإعلام بالأمر، لذا أطلب الجميع أن يسيروا علي نهج الرئيس.
وفي الحقيقة عندما توجد مشكلة في سيناء فإنني ألجأ إلى التواصل مع الشباب وليس التواصل مع شيوخ القبائل، لأن الفكر اختلف الآن، والشباب بحاجة إلى أشخاص لها نفس أفكارهم، وأتمني أن يتحول الجميع من مرحلة الكلام إلى الأفعال علي أرض الواقع.
*ما تعليقك علي بيان البرلمان الأوروبي المطالب بإلغاء عقوبة الإعدام في مصر.. خاصة أنه تزامن مع محاكمات الإخوان؟
هو دم أولادنا رخيص أوي كده!.. ليه يطالب بكده !.. فيه أم عندها شهيد واثنين وثلاثة وتقول لو عندي أكثر مش خسارة في البلد.. وفيه أطفال بيكبروا بدون أب ولا خال.. لذا أتسائل هل لو تدخلوا في شأن القضاء في بلادهم هيوافقوا!.. وفي الحقيقة أنا مؤمنة بمثل " دع الكلاب تنبح والقافلة تسير".. وأعتقد أن الغرب يري أن مصر تسير بشكل صحيح، لذا نجدهم يحاولون تشتيت انتباهنا، ولكن بالنسبة للإعدام فالإخوان قتلة ولكل فعل رد فعل، وهم يستحقون الإعدام، وأنا لدي ثقة عمياء في الرئيس السيسي وأنه سيأخذ حقنا من الإرهابيين، وأري بشائر بذلك منذ بدء العملية الشاملة "سيناء 2018".