هل يقضي السيسي على أسطورة العشوائيات في مصر؟.. 1914 بداية الانتشار.. و3 أنواع في القاهرة

صورة تعبيرية

"العشوائيات متليقش بالمصريين" مظهرها لا يغيب عن باله أبدا ويجب ألا يغيب عن أذهان المصريين حتى يتم تغييرها، كلمات تحمل قدرًا كبيرًا من المسؤولية من رجل شعر بخطورة قنبلة العشوائيات الموقوتة المتوقع انفجارها فى وقت ما، أراد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يقضى على وباء العشوائيات المنتشر فى كل مناطق القاهرة فهل ينجح فى ذلك فى وقت تتوغل فيه العشوائيات لتقضى على الأخضر واليابس.

هناك أسماء كثيرة للعشوائيات، وجميعها تتفق أن العشوائيات مناطق نشأت فى غياب القانون، وبعيدًا عن التخطيط العام وأحيانًا تعديًا على أملاك الدولة، كما أنها مناطق محرومة من المرافق الأساسية والخدمات، ولذلك فهى تفرز العديد من المشاكل التى تؤرق المجتمع وتؤثر سلبًا على أمنه وأمانه، وينتشر بين سكانها الفقر والبطالة والانحراف والجريمة والإدمان وغيرها من المشاكل، وهى من الخصائص العامة لهذه المناطق.

ويعود انتشار ظاهرة العشوائيات فى مصر إلى عام 1914 نتيجة لعدم الالتزام بالمنشور الوزارى رقم 28 لعام 1914 الذى نص على عودة جميع المسطحات الخاصة بالدولة، والتى انتهى الغرض من تخصيصها للمنفعة العامة إلى مصلحة الأملاك الأميرية.

ولكن القانون لم يطبق ونتيجة لذلك تحولت إلى عشوائيات نتيجة عدم وجود وإشراف أو حراسة لها، ونتيجة لحركة العمران غير المسبوقة التى شهدتها مصر خلال النصف الثانى من القرن الماضى بسبب الزيادة السكانية الطبيعية والهجرة الكبيرة من الريف إلى الحضر.

وعلى خلفية ذلك شهدت أغلب المدن نموًا عمرانيًا متسارعًا ومع عدم توافر القدرات المادية والكوادر الفنية اللازمة على المستوى المحلى لتخطيط وإدارة هذا النمو، فقد ظهرت المئات من المناطق العشوائية على أطراف المدن سواء على الأراضى الصحراوية المملوكة للدولة أو على الأراضى الزراعية عن طريق التقسيم غير الرسمى لتلك الأراضى وتغيير استعمالها من الزراعى إلى العمرانى من دون الالتزام بالقوانين المنظمة للتخطيط العمرانى والبناء.

ومن أهم أسباب انتشار ظاهرة العشوائيات عدم توافر فرص العمل فى المناطق الريفية، وتوطين معظم الأنشطة الإنتاجية والخدمية بالمدن.

وتنقسم العشوائيات بالقاهرة إلى 3 أنواع فقط تمثل حوالى 33% من عدد سكان الجمهورية حيث تنقسم إلى مناطق عشوائية آمنة ولكنها غير مخططة، بمعنى أن المبانى إنشائيًا لا يوجد عليها مشكلة، هناك المناطق العشوائية غير المخططة والتى تفتقر إلى الخدمات بمعنى أن الشوارع واسعة ولكن الشارع غير مرصوف أو لا يوجد به صرف صحى أو أن المياه ضعيفة، أما النوعية الثالثة والتى يعمل فيها حاليا هى المواطنين الذين يقطنون فى مبانٍ أو مساكن غير آمنة ذات خطورة داهمة من ناحية أن المبنى نفسه غير آمن أو مبن على أرض غير مستقرة.

80 منطقة تحيط بالقاهرة الكبرى من المناطق العشوائية، يقطن بها حوالى 3. 13 مليون نسمة بما يزيد على ربع سكان عشوائيات الجمهورية، ومن أشهر تلك الأماكن الدويقة وفى الشمال تحتل العشوائيات عدة مناطق فى شبرا الخيمة وعين شمس، وجنوبًا تنتشر فى منطقة دار السلام والبساتين وحلوان، بينما تتركز شرقًا فى منشأة ناصر والدويقة، أما فى وسط العاصمة فتمتد إلى منطقة الفسطاط واسطبل عنتر وحكر أبو دومة.

كما توغل المد العشوائى ليشمل بعض المدن الأخرى وصلت فيها نسبة العشوائيات إلى حوالى 77% من النمو العمرانى لكل من "بنى مزار–المنيا" بل إنها وصلت إلى 87% من الإمدادات العمرانية لمدينة الجيزة، 25% محافظة أسيوط، وفى محافظة الإسكندرية يوجد54منطقة عشوائية يقطنها حوالى 1،36 مليون نسمة ويمثلون 35% من إجمالى سكان مدينة الإسكندرية.

كما يتصدر إقليم الدلتا المقدمة فى عدد المناطق العشوائية بالجمهورية بعدد 362 منطقة، مقابل 192 و184 و159 منطقة بأقاليم جنوب الصعيد والقاهرة الكبرى والإسكندرية على التوالى، فيما خلت محافظتا جنوب سيناء والوادى الجديد من أى مناطق عشوائية.

ومن أشهر مناطق العشوائيات فى القاهرة تتصدر منطقة الدويقة العشوائيات التى تقع فى حى منشية ناصر بشرق القاهرة ويتمركز بها أكبر بؤرة تلوث، وتمتد على مساحة 850 فدانا يعيش بها 3،1 مليون نسمة محرومون من كل شىء حتى الهواء فهم يعيشون وسط القمامة.

هناك أيضًا منطقة اسطبل عنتر إحدى المناطق العشوائية التى انتشرت فى القاهرة خلال العقود الماضية، وتقع فى حى مصر القديمة، ومن سماتها الطرق الضيقة غير المرصوفة وعدم وجود شبكة صرف صحى، وتكمن خطورة منطقة اسطبل عنتر فى أن مئات المنازل مهددة بأن تنهار الصخور من تحتها فتهوى بها أو تسقط عليها من اعلاها فتدمرها حيث تتخلل مياه الصرف الصحى مسام الحجر الجيرى الذى تتكون منه صخور المنطقة فتصيبها بالشقوق والتصدعات.

إلى جانب ذلك هناك عدد كبير من المناطق العشوائية الشهيرة بمصر مثل قلعة الكبش بجوار السيدة زينب، وتحوطها مقابر زين العابدين، وهناك أرض عزيز عزت بإمبابة وأرض مطار إمبابة، ودار السلام بحى البساتين وعزبة أبو حشيش بجوار حدائق القبة، وأيضًا ولاد علام الموجودة بحى الدقى.

جدير بالذكر أن خطة تطوير العشوائيات التى يسير على نهجها الرئيس عبد الفتاح السيسى نجحت فى تسليم عدد من الشقق السكنية لبعض قاطنى المناطق العشوائية وعلى خلفية ذلك قال أحمد درويش نائب وزير الإسكان للتطوير الحضرى والعشوائيات إن صندوق تطوير العشوائيات، أشرف على بناء 6200 وحدة سكنية بتكلفة 800 مليون بمنطقة الاسمرات1، لتستقبل عددا من سكان العشوائيات من الدويقة ومنشأة ناصر، موضحا أن العديد من المواطنين كان أملهم فى الحياة أن يتم نقلهم من «العشة للبيت» ويغلق عليه باب.

وأوضح درويش أن عدد المواطنين الذين سوف يتم نقلهم إلى هذه المساكن يبلغ 30 الف نسمة، مشيرا إلى انهم سوف يدفعون ايجارات رمزية تصل لـ20 جنيها، وذلك للصيانة فقط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً