بعد فرض أمريكا تعرفة على واردات الصلب.. شبح إندلاع حرب تجارية عالمية يلوح في الأفق.. "كندا والاتحاد الأوروبي والصين" يرفضون القرار

كتب : سها صلاح

فرضت أمريكا فى عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرائب على واردات الألواح الشمسية ثم الأدوات المنزلية "الغسالات"وآخرها إعلانه فرض تعرفة جمركية قياسية تصل إلى 25% على واردات الصلب، و10% على واردات بلاده من الألومنيوم.

وتستحوذ أمريكا علي 8% من الواردات العالمية للحديد ،حيث تستورد من 110 دول فى العالم، ولعل الملفت للنظر ان الصين ليست من أكبر مصدري الحديد الى أمريكا بل لأنها فى المركز 15 من بين الدول المصدرة للحديد لأمريكا فى العالم .

يأتي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم على واردات الفولاذ والألومنيوم لحماية منتجي بلاده من المنافسة الخارجية فى وقت تواجه فيه اتفاقية التجارة الحرة "نافتا "ضغوط لإكمالها ، مع رغبة ترامب فى إلغائها،ومن بين الدول المكسيك التى وجهت لها أمريكا بالفعل من قبل أزمة خاصة بأسماك التونة ونافتا والآن الحديد .

وتعاني الولايات المتحدة من عجزاً تجارياً متزايداً مع معظم شركائها، حيث أظهرت بيانات رسمية ارتفاع العجز خلال يناير الماضي قرب أعلى مستوى في 10 سنوات.

وقرار الرئيس الأمريكي والذى تعد بلاده أكبر مستورد للحديد في العالم أثار استياءً دولياً من قبل حلفاء واشنطن قبل خصومها،خاصة وان مثل هذه الرسوم ستكبد الدول المصدرة للصلب والألومنيوم إلى أمريكا خسائر فادحة .

وبدأت بالفعل ملامح الحرب العالمية التجارية يظهر بقوة عالميا فى شكل تهديدات ووعيد من بعد جهات دولية سواء أصدقاء وخصوم امريكا أثر على عدد من البلاد وحلفاء أمريكا.

الاتحاد الاوروبي:

توعدت مفوضية الاتحاد الاوروبي برد حازم وإلى جانبها تهدد باريس بوضع جميع الخيارات على الطاولة.

وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن مسئولين كبار فى اللجنة الأوروبية، سوف يستعرضون، نهجا من ثلاثة محاور، بما فى ذلك المليارات من الرسوم المفروضة على المنتجات الأمريكية ،التى ساعدت بروكسل عام 2003 من هزيمة واشنطن فى نزاع مماثل.

إلا أن مسئولين فى الاتحاد الأوروبى قالوا إنهم مستعدون لفرض واجبات إذا ما أضطروا ،ويخطط الاتحاد الأوروبى أولا لفرض رسوم تصل إلى 3.5 مليار دولار على منتجات الزراعة والصلب والمنتجات الصناعية فى الولايات المتحدة، فضلا عن المنتجات الأمريكية الشهيرة بما فى ذلك الدراجات النارية من هارلى ديفيدسون وجينز ليفيز وويسكى بوربون ، وقال مسئول بالاتحاد الأوروبى إنه سيتم اختيار هذه البنود لتتناسب مع حجم الضرر التى ستتعرض لها الشركات الأوروبية بتعريفة الجمارك الأمريكية.

تراجع الأسواق العالمية

تراجعت الأسواق العالمية بعد استقالة جاري كون المستشار الاقتصادي لدونالد ترامب، الذي يعد أحد أكبر معارضي إجراءات الحمائية التجارية في الحكومة الأمريكية.

عززت استقالة كون مخاوف المستثمرين من اتجاه واشنطن لفرض رسوم جمركية على الواردات ونشوب حرب تجارية، وهو ما قد يقوض النمو الاقتصادي وبالتالي استهلاك النفط حيث تراجعت معظم الأسواق والقطاعات الأوروبية وسجل مؤشر "داكس" الألماني أكبر الخسائر بهبوطه بنسبة 0.7%، فيما تراجع "كا" الفرنسي بنسبة 0.45%.

وفي أسواق النفط تراجعت الأسعار متأثرة بانخفاض مخزونات الخام الأمريكية واستقالة كون.

كندا:

قال جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندى بعد قرار ترامب إن القرار أمر مرفوض وغير مقبول.

الصين:

عبرت وزارة التجارة الصينية عن "استيائها البالغ" من هذا القرار وقالت إن على الولايات المتحدة أن تصحح أخطاءها فى أقرب وقت ممكن.

هل ستكسب أمريكا من فرض تعرفة على واردات الصلب؟

تاريخيا خسر الاقتصاد الأميركي 200 ألف وظيفة ونحو 4 مليارات دولار من الرواتب والأجور خلال فترة 18 شهرا بين عامي 2002 و2003 عندما فرض جورج بوش الابن تعرفة على واردات الصلب إلى أميركا ،وبحسب بيانات عام 2015 فإن صناعة الصلب الأميركية، التي ستستفيد من فرض التعرفة، توظف 140 ألف عامل بينما مستهلكو الصلب في أميركا الذين سيتضررون من ارتفاع سعره والذين يشملون صناع السيارات وغيرهم، يوظفون 5 ملايين عامل ، أي أن عدد العمال المتضررين يفوق 35 ضعفا عدد المستفيدين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وصول سائق ميكروباص معدية أبو غالب إلى المحكمة لحضور الاستئناف على حكم حبسه