فاجأت قطر العالم اليوم بعد أن صنفت وزارة الداخلية القطرية، 19 شخصًا، و8 كيانات من بينها تنظيم "داعش" في مصر، وجمعية الإحسان الخيرية اليمنية، على قوائمها للإرهاب، حيث أكدت "الدوحة" بهذا الإعلان أن دعمها للإرهاب كان سبب أزمتها.
لكن الغريب في الأمر أنه لا وكالة الأنباء القطرية الرسمية أذاعت الخبر، ولا بثته الجزيرة أو الصحف القطرية، وإنما نشرته وكالة أنباء الأناضول بشكل يقول أن قطر رضخت للشروط ولكنها تصر على المكابرة بعدم إبلاغ مواطنيها أنها رضخت.
ولكن توقيت رضوخ قطر لبعض مطالب الدول العربية المقاطعة لم يكن غريباً، لعدة عوامل تمثلت في إقالة مساندها الأول داخل البيت الأبيض "ريكس تريلسون" وزير الخارجية الأمريكي السابق الذي أقاله ترامب الأسبوع الماضي، والعامل الثاني زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لامريكا، والتي أسفرت عن خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدة تصريحات كان أهمها دعمه محاربة الإرهاب، والتفكير في نقل قاعدة "العديد" الأمريكية من قطر، أما العاملين الآخريين يتعلق بحلفاء قطر الذين أصبحوا على حافة الهاوية فنظام "الملالي" في إيران بدأ في السقوط مع الأزمة الاقتصادية والمظاهرات التي تعم كافة البلاد، ولم تعد إيران تستطيع الآن الدخول في جبهات لم تعنيها كمساندة قطر في وجه دول المقاطعة، أما الحليف التي اعتقدته قطر أنه الأقوي وهو تركيا فلديه جبهة أخرى يصارع فيها الآن وهي سوريا، ولم يقف أمامه عقبات دول عربية فقط، بل أيضاً المجتمع الدولي بأكمله الذي يدين مجازره في عفرين والغوطة الشرقية.
ولعل العامل الأخير والأهم هو اقتراب انعقاد القمة العربية الـ29 في الرياض في 15 أبريل والتي أعلن عنها الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط"،لذا فكرت الدوحة أنه سيكون هناك أزمة أكبر في حضورها إذا أصرت على دعمها للإرهاب، وستكون الأزمة أكبر إذا ما بعث أمير قطر "تميم بن حمد" مبعوثاً بدلاً منه، خاصة وأن الرياض كانت تواجه أزمة ناقشتها في اتصال هاتفي مع الجانب الكويتي قبل إعلان قطر الذي قد يكون قلب الموازين إلي حد ما، حيث ناشت السعودية أزمة ما إذا كانت ترسل لأمير قطر دعوة لحضور القمة و هذا يضعها في مأزق كسر المقاطعة، أو أن تتدخل الكويت وتقوم بتلك المهمة في دعوة قطر والطلب من "تميم" عدم الحضور وإرسال مبعوث بدلاً منه.
-القمة العربية:
ويبدو أن قطر شعرت بالوحدة دون اشقاءها العرب، وتحاول العدول عن مسارها الخاطئ، ووفقاً لصحيفة عكاظ السعودية فإن الحضور القطري للقمة مطروح الآن للنقاش بشكل كبير بين الأربع دول المقاطعة "مصر، السعودية، الإمارات، البحرين" بشكل غير ملعن عنه، لإعطاء فرصة للنقاش بين الدول الأربع وقطر على هامش اجتماعات القمة، فيما إذا كانت قطر ستنفذ المطالب الأخرى فتتم إنفراجة الأزمة أم لا.
-زيارة بن سلمان لواشنطن:
وتأتي زيارة ولي العهد السعودي في وقت جوهري بعد حملة إقالات قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمستشار الأمن القومي ووزير خارجيته و عدة مسؤولين آخريين في البيت الأبيض، ولعل أهمهم "ريكس تريلسون" الذي اتسم بالدفاع عن الدوحة، بخلاف وزير الخارجية الجديد الذي يقف ضد تدخلات إيران إرهاب قطر.
وقالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قطع العلاقات مع أي دولة تدعم الإرهاب، زاد من مخاوف قطر، وجاءت تلك التصريحات بعد ضغوط سعودية كبيرة، رسمت صورة أوضح للرئيس الأمريكي بشأن خريطة المنطقة، والأيادي التي تدعم الإرهاب.
وأكدت الصحيفة أن اعتراف قطر بالكيانات الإرهابية هو نتاج ضغوط عربية وأمريكية لوضع المنطقة في الطريق الصحيح، وهذا يؤكد الدور نجاح الدور المصري السعودي داخل واشنطن في الكشف عن مثيري القلاقل في الشرق الأوسط ووضع حدود لهم.