لا يزال كابوس الختان يطارد الفتيات فى سن صغير ليقتل أجمل ما فيهن دون رحمة، حيث ما زالت العادات والتقاليد القديمة فى المجتمعات تقتاد العقول نحو الموت.
وفي واقعة متكررة رحلت فتاة فى السويس تدعى “ميار” عقب إجراء عملية ختان لها بمستشفى خاص، بعد أن أصيبت بنزيف بسبب العملية تبعه هبوط حاد فى الدورة الدموية أدى إلى وفاتها.
واكتشفت الواقعة أثناء مطالبة أسرة الفتاة، التى تبلغ من العمر 17 عامًا، باستخراج شهادة وفاة وتصريح بالدفن، حيث تبين بمناظرة الجثة أن سبب الوفاة هو إجراء عملية ختان، وحرر مفتش الصحة محضرًا بقسم شرطة فيصل اتهم فيه أسرة الفتاة بإجراء عملية ختان لها بأحد المستشفيات الخاصة.
وسبقتها فى ذلك سهير الباتع إبراهيم ضحية للختان، الطفلة ذات 13 ربيعا لم تعرف ما يحدث بها، لم يشفع لها عند والديها نظرات الخوف فى عينيها، وقضوا على حياتها بـ50 جنيهًا فقط، لقد ماتت الطفلة على يد أحد الأطباء الذين قتل المال ضمائرهم وعواطفهم فتخصصوا فى إجراء هذه العمليات بالاتفاق مع الأهالى.
موت سهير سبقه أيضًا حادث الطفلة بدور ذات 12 عاما والتى ماتت في أثناء قيام أحد الأطباء بإجراء هذا الجرم البشع فى عيادة بالمنيا، بدور ضحية الجهل والتخلف فبدلًا من أن تحضر لها أمها الحلوى هدية النجاح ذهبت بها إلى طبيبة مجرمة تحول أجساد الملائكة إلى بيزنس وسمسرة، طفلة تضحك للدنيا لا تعرف أن ذنبها أنها تحمل تاء التأنيث، وعلى أثر ذلك قررت وزارة الصحة إغلاق العيادة الطبية بعد حادث وفاة الطفلة.
أيضًا توفيت أميرة محمد صلاح البسيونى بكفر الطويلة مركز طلخا في أثناء عملية ختانها فى عيادة أحد الأطباء بعد أن ظلت تنزف لمدة خمسة أيام متواصلة.
كما توفيت أيضًا الفتاة أمنية عبد الحميد أبو العلا 14 سنة إثر عملية ختان أجراها لها طبيب قرية كوم اثنين بمركز قليوب بعد هبوط حاد بالدورة الدموية.
وأيضًا الطفلة كريمة رحيم مسعود لقيت حتفها في أثناء إجراء عملية الختان فى إحدى العيادات الخاصة بقرية كفر جعفر بمركز بسيون محافظة الغربية، وبعدها مباشرة أفادت التقارير بأن المركز الطبى الذى أجريت فيه عملية الختان قد أغلق، وكشفت وفاة الطفلة عندما حاول والدها استخراج شهادة وفاة لها من طبيب آخر فى أحد مكاتب الصحة، ورفض الطبيب إصدار الشهادة قبل معرفة أسباب الوفاة والكشف عنها.
ولم تتوقف جرائم الختان عند هؤلاء الضحايا فالطفلة رحمة 14 عاما ارتكبت جريمة قتل بشعة بهدف الهروب من جريمة لا تقل بشاعة عنها، وهى إجبار والدها لها على الختان فعندما أدركت أن الدموع والتوسلات لن تنقذها قررت خنق طفلة صغيرة لتدخل السجن وتهرب من هذه المأساة، هناك أيضًا الطفلة نرمين التى توفيت بإحدى قرى المنوفية نتيجة لعملية ختان فاشلة.
و على الرغم من أن ختان الإناث من أكثر الموضوعات التى دار حولها جدل كبير بين مختلف فئات المجتمع المصرى، فمنهم من قال إنه عادة خاطئة، ومنهم ألصقها بالدين والعفة والطهارة، إلا أن الحقيقة التى أقرها الجميع أنها انتهاك لكرامة المرأة منذ نعومة أظفارها، لتساق الفتاة إلى مجزرة الداية أو مشرط الدكتور ليتم ذبحها وطمس ملامح أنوثتها وهتك عرضها تحت مسمى “ختان الإناث”.
كل القوانين الدولية جرمت “ختان الإناث” وقامت بمنعها فى كثير من الدول، أيضًا جرمها القانون، وتبرأ منها رجال الدين الإسلامى، وبالرغم من ذلك كله ما زالت بعض الأسر تمارس هذه العادة وبصورة كبيرة ولا حياة لمن تنادى وكأن المجتمع يعاقب المرأة على تركيبتها الفسيولوجية التى خلقها الله عليها.