العالمى، الوسيم، معشوق النساء، لورانس العرب.. كلها ألقاب لشخص واحد، النجم عمر الشريف الذى سطر اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة السينما المحلية والعالمية، لطالما كان حلم العالمية يراود الكثيرين من أبناء جيله لكنه حلم لم يستطع أن يصل له إلا العالمي "عمر الشريف" الذي كان يجرى بدمه حب الفن منذ صغره.
هذا الحب الذى ساقه لأقاصى الأرض لينتهى به المطاف فى عقر دار هوليود يقدم أروع الأدوار التى لن تمحى من ذاكرة الشاشة الفضية.
وفى ذكره ميلاده تستعرض أهل مصر أهم المحطات فى حياة "عمر الشريف".
الميلاد والنشأة:
ولد ميشيل ديمترى شلهوب الشهير بـ "عمر الشريف" فى 10 أبريل 1932 بالأسكندرية لأسرة كاثوليكية من شوام مصر، تضاربت الآراء حول أصول أسرة والده البعض يقول أن أسرة والده تعود إلى مدينة "زحلة" بلبنان وأخرين يدعون أن أسرته تعود إلى "آل شلهوب" السورية بدمشق.
كان والده يعمل بتجارة الأخشاب ولطالما أراد أن يمتهن أبنه هذه المهنة لكن يبدو أن لـ "ميشيل" بذلك الوقت رأى أخر حيث عشق الفن من صغره وبدأ بالفعل التمثي على خشبة مسرح كلية فيكتوريا الذى كان يدرس بها، وقدم "ميشيل" العديد من تجاربه التمثيلية وهو لم يتجاوز الإثنى عشر بوقتها.
بدايته السينمائية
يبدو أن الله أستجاب سريعاً لـ"ميشيل" حيث تشاء الأقدار أن يكون المخرج "يوسف شاهين" زميل "ميشيل" فى كلية فيكتوريا وعندما علم "شاهين" بحب "ميشيل" للتمثيل قدم له فرصة عمره وهى الوقوف أمام الجميلة النجمة فاتن حمامة فى فيلم "صراع فى الوادي" عام 1954 ليكتب "شاهين" شهادة ميلاد نجم جديد فى تاريخ السينما المصرية .
حقق الفيلم نجاحاً كبيراً وجعل "عمر" و"فاتن" ثنائى لايفترق سواء أمام الكاميرا أو فى الحياة الحقيقية، حيث أعلن "الشريف" إسلامه وتزوج من "فاتن" عام 1955وتوالت أعمالهم السينمائية بعد ذلك وشملت : أيامنا الحلوة 1955 و صراع فى الميناء 1956 و لا أنام 1975 و سيدة القصر 1958 و نهر الحب 1961 و أرض السلام 1957 .
وتعددت أعمال "الشريف بعد ذلك حيث قدم العديد من الأعمال نذكر منها : شاطئ الأسرار وغلطة حبيبى 1958 و موعد مع المجهول وصراع فى النيل 1959 وبداية ونهاية 1960 و فى بيتنا رجل وغرام الأسياد 1961 وغيرها الكثير من الأعمال.
العالمية فى حياة "الشريف"
فى أوائل الستينيات ألتقى "الشريف" بالمخرج العالمى "دافيد لين" الذى عمل معه العديد من الأفلام الناجحة وكان أولها "لورانس العرب" عام 1962 الذى نجح نجاح منقطع النظير وتوالت أفلام "الشريف" مع "لين" فقدما معاً "دكتور جيفاجو" و"الرولز رويس الصفراء" و فيلم "الثلج الأخضر" وبعد هذه الأفلام أتجهت أنظار العالم الغربى إلى "الشريف" وبدأ المخرجين يسعون للعمل معه.
فقدم بعد ذلك فيلم "الوادى الأخير" عام 1971 و"بذور التمر الهندى" 1974 و " النمر الوردى يضرب مجدداً" 1976 لكن هذه الأفلام لم تلقى نفس نجاح الأفلام السابقة.
تميز "الشريف" بأداء الرجل الهادئ والمغرى للنساء فى أدواره العالمية على عكس أدواره المحلية التى جمع فيها بين الكوميديا والرومانسية والأدوار الرمانسية والكلاسيكية وبعد انحسار الأضواء العالمية عنه شيئاً فشيئاً عاد "الشريف" لمصر فى التسعينيات من القرن الماضى ليستكمل مشواره الفنى.
أخر أعماله:
قدم "الشريف" فيلم الأراجوز مع ميرفت أمين وهشام سليم عام 1989 و "المواطن مصرى" مع صفية العمرى وعزت العلايلى عام 1991، ثم قدم المسلسل الوحيد له بعنوان "حنين وحنان" عام 2007 ، وقدم بعد ذلك فيلم "حسن ومرقص" عام 2008مع النجم عادل إمام الذى أحدث ضجة إثر عرضه حيث تطرق الفيلم للمشكلات بين المسلمين والمسيحين والفتنة الطائفية والتطرف والإرهاب، وأشترك فى بطولة فيلم "المسافر" مع خالد النبوى الذى عرض بـ 2010، أما أخر أعماله كان فيلم "هز القصبة" 2013 .
الجوائز والترشيحات:
رُشح "الشريف" لجائزة الأوسكار عن أفضل دور مساعده لدوره فى فيلم "لورانس العرب"، لكنه فاز بجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل مساعد وجائزة الجولدن جلوب للنجم الصاعد عن نفس الفيلم ، كما حصل على جائزة الجولدن جلوب أيضاً عن دوره بفيلم "دكتور جيفاجو" ، وتم منحه عام 2004 جائزة مشاهير فنانى العالم العربى تقديراً لعطائه ومشواره الفنى ، وفاز فى نفس السنة بجائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره بفيلم "السيد إبراهبم وأزهار القرآن" ، وحصل على جائزة الأسد الذهبى من مهرجان فينسيا السينمائى الدولى عن مجمل أعماله.
حياته الشخصية
تزوج الفنان عمر الشريف من النجمة فاتن حمامة عام 1954 بعد قصة حب ألهبت كل الوسط الفنى وأعتنق "عمر" الإسلام ليتمكن من الزواج بفاتن وحول اسمه من "ميشيل" لـ "عمر الشريف" ليكون اسمه الفنى ، ومثلا معاً فى العديد من الأفلام الشهيرة إلا أن تم الطلاق عام 1974 بسبب أنشغال "الشريف" فى مسيرته العالمية .
وأنجب "الشريف" ابنه الوحيد "طارق" من زيجته بـ"فاتن" وبعد ذلك لم يتزوج عمر الشريف مطلقاً وبرغم أنتشار الكثير من الشائعات عن وجود علاقة حب بينه وبين النجمة العالمية "انجريد برجمان" لكن لم يتم تأكيد أو نفى هذه الشائعات.
أيامه الأخيرة
فى الأيام الأخيرة لـ"عمر" أبتعد تماماً عن الأضواء وتفرغ لحياته وعائلته إلا أنه أصيب بمرض الزهايمر حيث لم يعد يميز بين معارفه وأصدقائه ونسى تاريخه الفنى لكن بقى يتذكر زوجته السابقة فاتن حمامة وكان دائم السؤال عنها حتى أعلن ابنه طارق وفاته فى 10 يوليو 2015 عن عمر يناهز 83 عاماً.