"هي دي مصر يا عبلة".. عرف عن المصريين على مر العصور شهامتهم التي تظهر في وقت الأزمات، فتعددت على المستوى الإنساني حملات أدت الي النجاح، فما بين الجنيه والمليون جنيه يشارك الغني والفقير من أجل بناء مصر وفي الآونة الآخيرة تحولت تلك الحملات إلى واقع ملموس على أرض الواقع ساهم في حل العديد من المشكلات المتراكمة لعدة سنوات، وعلى خلفية ذلك لاقت دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي ترحيبا من القوي الوطنية فما بين إنشاء صندوق "تحيا مصر"، وإطلاق مباردة "صبح على مصر" استطاعت الدولة أن تتفادى العديد من المشاكل بينها ترميم الاسكندرية وتطوير منظومة العشوائيات.
وفي هذا السياق سعى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى دعم صندوق تحيا مصر من خلال حملة تهدف إلى جمع مليار جنيه لدعم صندوق "تحيا مصر" استكمالا لمسيرة نجاح صندوق تحيا مصر، ففي عام 2014 دعا "السيسي" إلى إنشاء الصندوق معلنًا تنازله عن نصف راتبه البالغ 42 ألف جنيه، وكذلك نصف ما يمتلكه من ثروة لصالح مصر.
حيث سارع البنك المركزي بتدشين حسابًا برقم 37037، يتلقى عليه تبرعات المصريين، ويخضع للإشراف المباشر من رئاسة الجمهورية، وأعلن الرئيس، أن حصيلة التبرعات 4.7 مليار جنيه، منها مليار من الجيش.
أما حملة "صبح علي مصر بجنيه" سطرت مسيرة جديدة في تاريخ الحملات الداعمة لإقتصاد مصر،تفاعل المصريون مع المبادرة من خلال رسائل قصيرة عبر الهواتف المحمولة ولاقت تجاوب كبيرا عكس رغبة المصريين في دعم الاقتصاد المصري.
لم تكن حملات تحيا مصر وصبح علي مصر الاولي من نوعها لدعم الاقتصاد المصري عبر التاريخ ففي عام 2013 أطلق المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، عام 2013، مبادرة صندوق «دعم مصر» لدعم الاقتصاد المصري والتبرع من أجل مصر، على حساب 306306، وشارك به العديد من المصريين، وحفزت الحكومة المصريين للمشاركة به، وعلي خلفية ذلك أعلن فاروق العقدة، رئيس الصندوق، إن المبادرة استطاعت جمع 827 مليون جنيه، منهم 300 مليون من الجيش، و300 مليون من رجال الأعمال، 227 مليون من المواطنين.
أما في أعقاب ثورة يناير دعا الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، إلى التبرع من أجل دعم الاقتصاد المصري على حساب يحمل تاريخ الثورة 2011125، لكن الأمر انتهى دون إعلان حصيلة التبرعات أو مصيرها.
أما الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك في عام 1985 دعا الي حملة من اجل التبرع لسداد ديون مصر الخارجية شارك فيه الملايين ولكن حصيلتها لم يتم الاعلان عنها حملت اسم "الصحوة الكبري".
وفي عام 1967 تم الاعلان عن حملة من اجل اعادة تسليح الجيش المصري، وشارك بها عدد كبير من كبار رجال الدولة، والمثقفين والفنانين، وعلى رأسهم سيدة الغناء العربي، أم كلثوم، التي تبرعت بمجوهراتها الشخصية وأجر حفلاتها لصالح الجيش، إضافة إلى 212 ألف جنيه إسترليني من حفل بباريس، و100 ألف دينار من حفل لها بالكويت، وغيرها، وقيل إن حصيلة حملتها وصلت إلى الملايين.
وفي عام 1955 تم اقامة اسبوع يحمل اسم "اسبوع التسليح" برعاية عدد من الفنانين من بينهم الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا، بعد قرار جمال عبد الناصر كسر احتكار السلاح والتحول إلى المعسكر الشرقي لتسليح الجيش، ما جعل عبدالناصر يشكرها: «إنتي بألف رجل يا تحية»، فردت: «كل ده من خير مصر يا ريس».
أما عام 1931 تقدم المناضل السياسي أحمد حسين بحملة لدعم الاقتصاد المصري من خلال التبرع من اجل مصر بقرش صاغ من كل فرد، على أساس أنه «من العيب أن يرتدي المصريون ملابسهم من الخارج»، معربًا عن رفضه التبعية الاقتصادية لمصر.