أعلن رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة أركان الجيش الروسي "سيرغي رودسكوي" قبل أيام إن روسيا سترسل منظومات دفاع جوي حديثة إلى سوريا في القريب العاجل، مشيرا إلى أن الخبراء العسكريين الروس سيستمرون في تدريب زملائهم السوريين فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الجديدة.
اقرأ أيضا...أول تعليق من إسرائيل على "تورطها" في ضرب سوريا
وصول الـ "إس 300" إلى سوريا وسط التطورات العسكرية الأخيرة على الساحة الميدانية السورية يشير إلى تغير معادلات الاشتباك بشكل جذري وإلى أن الموازين الميدانية ستنقلب رأسا على عقب خلال المرحلة المقبلة.
و في هذا السياق قال مصدر حكومي سوري لـ"سبوتنيك" إن: "وصول منظومة الدفاع الجوي الحديثة والمتطورة "إس 300" إلى سوريا سيشكل حدثا مفصليا من عمر المواجهة العسكرية بين سوريا وحلفائها من جهة وبين الدول الغربية وأذرعهم الإرهابية من جهة أخرى وحماية هذه المنظومة الروسية المتطورة لسماء سوريا سيكون مانعاً لتكرار أي عمل عدواني صاروخي كالذي قامت به أمريكا وأتباعها الغربيون قبل فترة وجيزة والذي استطاع الجيش السوري إسقاط معظم الصواريخ التي أطلقتها تلك الدول فيه عبر منظومة دفاع سوفييتية عمرها نحو أربعين عاماً".
مضيفاً أنّ "ما حصل خلال العدوان الثلاثي على سوريا قد عبر بشكل واضح عن طبيعة التحالفات العسكرية ومتانتها بين روسيا وسوريا الذين أعدا عدتهما جيدا لمثل هذا العدوان وهو إنجاز غير مسبوق على مستوى المواجهة بين سوريا وروسيا من جهة وأمريكا وأتباعها من جهة أخرى"، مشيرا إلى أن "الإنجاز الثاني سيكون في تفعيل منظومة الـ"إس 300" في سوريا التي ستكون قادرة على إسقاط أية صواريخ مجنحة قد تطلق على أهداف عسكرية سورية كما كانت المنظومة السوفييتية التي استخدمها الجيش السوري في إسقاط الصواريخ المجنحة التي أطلقتها أمريكا".
وتابع المصدر أن "منظومة الـ"إس 300" التي ستسلمها روسيا لسوريا ستعزّز تحالف المصالح القوي بين الطرفين، فهناك مصالح لروسيا ولسوريا من هذا التشبيك الإيجابي ترتقي و تصل إلى مستوى الأمن القومي لكلا البلدين. إسرائيل قالت أنّ تسليم سوريا منظومة الـ "إس 300" هو تجاوزٌ لخط أحمر بالنسبة لها ولن تقبل بذلك، ولكن المصدر الحكومي السوري قد رأى خلال حديثه " أنّه " ليس لدى روسيا أي التزام اتجاه إسرائيل إذ لا يجمعهما أي تحالف استراتيجي كالذي بين روسيا وسوريا كما أنه ليست هناك أية مواثيق واتفاقيات عسكرية تجمعهما، وطبيعة المواجهة وقواعد الاشتباك الحالية في الميدان السوري تفرض أمورا عدة، فالروسي لا يمكن بكل تأكيد أن يقبل أن تتأثر مصالحه في سوريا سلبا والإسرائيلي ليس لديه القدرة على التأثير في القرار الروسي بتسليم الجيش السوري هذه المنظومة الجوية لأن قواعد الاشتباك قد تغيّرت منذ حادثتي إسقاط سوريا للمقاتلة الإسرائيلية "إف-16" وصد العدوان الثلاثي الغربي الفاشل اللذان غيّرا خارطة الميدان العسكرية في سوريا لصالح الحلف السوري الروسي".