توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى خمس عادات صحية جديدة تساعد في الوقاية من خطر الوفاة بأمراض القلب والسرطان والأوعية الدموية التي أصبحت منتشرة بشكل واسع في الوقت الحالي في جميع أنحاء العالم.
وكشف القائمون على الدراسة التي أُجريت في كلية "هارفارد تي إتش تشان"، للصحة العامة في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها الإثنين، في دورية "Circulation"، العلمية، أن أمريكا تعد واحدة من أغنى الدول في العالم، إلا أن معدلات أعمار الأمريكيين أقصر مقارنة بالبلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع، بما في ذلك اليابان وكندا والنرويج.
وأوضح الباحثون أن أمراض القلب والسكتة الدماغية، من العوامل الرئيسية التي تسهم في الوفاة المبكرة في الولايات المتحدة، حيث يموت 2300 أمريكي من أمراض القلب والأوعية الدموية يوميًا، بمعدل حالة وفاة واحدة كل 38 ثانية.
وبحسب الباحثين، فإن نُظم الرعاية الصحية في أمريكا تركز بشكل كبير على اكتشاف الأدوية وإدارة الأمراض، ومع ذلك، فإن زيادة التركيز على الوقاية يمكن أن تغير من معدلات العمر المتوقع.
وحددوا آثار الوقاية، عندما قاموا بتحليل بيانات اثنتين من الدراسات التي تشمل المعلومات الغذائية، ونمط الحياة والمعلومات الطبية لآلاف البالغين في الولايات المتحدة.
ولتقدير تأثير عوامل نمط الحياة على العمر المتوقع لدى سكان الولايات المتحدة، قام الباحثون أيضا بجمع هذه البيانات وبيانات مسح الصحة الوطنية والتغذية، وبيانات الوفيات من المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC». وهي 78 ألفًا و865 امرأة و44 ألفًا و 354 رجلاً على مدار 34 عامًا لرصد تأثير السلوكيات على طول العمر المتوقع للأشخاص.
وحدد الباحثون بعد تحليل هذه البيانات خمس عادات صحية رئيسية تسهم في الوقاية من خطر الوفاة بأمراض القلب والسرطان، وهي: تناول نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والابتعاد عن شرب الكحول، وعدم التدخين.
وتم تسجيل ما مجموعه 42 ألفا و167 حالة وفاة بين الرجال والنساء، وكان من بينها 13 ألفا و953 حالة وفاة بسبب السرطان، و10 آلاف و689 نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية على مدار ما يقرب من 34 عامًا من المتابعة.
ووجد الباحثون أن هذه السلوكيات كان لها تأثير كبير في عمر الرجال والنساء، حيث قللت من خطر الوفاة بالأمراض القاتلة وعلى رأسها القلب والأوعية الدموية والسرطان، وذلك بعد حساب تأثير السلوكيات الخمسة على أعمار المشاركين.
بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يتبعوا أيًّا من السلوكيات الخمسة، فإن أولئك الذين اتبعوها كانوا أقل عرضة للموت نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 82%، وأمراض السرطان بنسبة 65 %.
وذكر المشرف على الدراسة الدكتور «فرانك هيو»، أن تحديد العلاقة بين عوامل نمط الحياة الصحية والعمر المتوقع أمر مهم، ليس فقط بالنسبة للتغييرات السلوكية الفردية ولكن أيضًا بالنسبة إلى العاملين في مجال الصحة وصانعي السياسات. مضيفا أنه من الأهمية بمكان وضع الوقاية أولاً، من خلال تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة، وهذا يعود بفوائد هائلة من حيث الحد من حدوث الأمراض المزمنة، وتحسين متوسط العمر المتوقع، والحد من تكاليف الرعاية الصحية.
وجاءت أمراض القلب والأوعية الدموية في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث إن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى، كما يعد مرض السرطان أحد أكثر مسببات الوفاة حول العالم، بنحو 13% من مجموع وفيات سكان العالم سنويا.
وتتسبب سرطانات “الرئة والمعدة والكبد والقولون، والثدي وعنق الرحم”، في معظم الوفيات التي تحدث كل عام بسبب هذا المرض الخطير.