الإهمال هو "الأب الشرعي" لكل المآسي والكوارث التي تضرب قطاعات الدولة ويروح ضحيتها أبرياء في النهاية، فإهمال سائق شاحنة يتسبب في قتل العشرات، وهكذا في كافة أمور الحياة.
الطفل محمد ليس الضحية الأولى لحوادث الشاحنات الناتجة عن إهمال سائقيها، بعد أن فقد حياته تحت سيارة محملة بالدقيق بمنطقة المرج.
"كان حنين وعمره ما تعبنى أدينى تعبت من بعده".. جملة جسدت معاناة أم فقدت نجلها في غمضة عين، كان كل حلمها أن تربيه تربية حسنة وتراه يكبر ويترعرع أمامها لكن ضاع منها حلمها في أقل من ربع ساعة.
وأضافت أم محمد، والدة الضحية "يوم الحادث كان قلبى حاسس بأنى سأفقده ، طلب منى بأن يخرج مع أصدقاءه وبعد رفضى الشديد أصر وخرج وبعد ربع ساعة فقط استقبلت خبر وفاته".
واستكملت أم محمد : "ذهبت مسرعة لمكان الحادث وإذا بابنى ملقى أرضًا وبجانبه شوال كبير معبأ دقيق ورأسة متهشمة والدماء بجانبه من مكان، ذهبنا للمستشفي مسرعين للحاق به لكنه كان توفى في الحال" .
التقط الأب خيوط الحديث قائلًا إن إهمال المسؤلين بالحى هو سبب موت ابنى لأن الكثير من الأهالى تقدموا بشكاوى رسمية في الحى معترضين على تحرك سيارة الدقيق المحملة بهذه الكميات المهولة بدون جوانب ولا أحبال تمسكها، مضيفا "رئيس الحى ومساعديه لا حياة لمن تنادى حتى جاء قدر ابنى وسقط فوقه شوال دقيق وتسبب في سقوطه تحت السيارة".
واستكمل الأب "جائنى خبر وفاة ابنى كالفاجعة لم أستطع تحمله وعودت من عملى مسرعًا على أملًا بأن تكون إصابة فقط، لكن وجدت ابنى في المستشفى وجسده ملطخ بالدماء ورأسه متهشمة، وحكي لى أهالى المنطقة بأن أبنائى الاثنين كانا يسيران بأمان برفقة زميلهم بجوار نادى المرج والسوق وكان الشارع مزدحما جدًا بالناس وإذا بعربة الدقيق أتية في طريقها للتوزيع وإذا بشوال يسقط قضى على حيات ابني".
وتابع الأب المكلوم "روى لي صديقى يسكن بمنطقة أخرى وقال إن هذه السيارة أسقطت أمام منزله أكثر من شوال وتشاجرت معهم لاستهتارهم بأنه من الممكن أن يسقط على أحد في هذه المنطقة المتكدسة بالناس".
واختتم باكيا "من المحزن أكثر أثناء تحقيقات النيابة حكيت لـ "وكيل النيابة" ما حدث مع ابنى وكان رده "عادى الدقيق ولا السكر بيتربطوا".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
