على الرغم من علم الكثير، بقصة نبي الله لوط مع قومه، إلا أن هناك بعض التفاصيل التي يجهلها الكثيرون، ومع ورود ذكر اسم هذا النبي الكريم في القرآن الكريم سبعةً وعشرين مرةً في العديد من السور القرآنية، كما رودت القصة كاملة في القرآن الكريم.
وأرسل الله عز وجل لكل قوم نبي فيهم منذرًا لها وناصحًا، ومن بينهم سيدنا لوط عليه السلام، أرسله الله لهم منذر لهم بعذاب شديد، إن لم يتوقفوا عن ممارسة اللواط الذي ابتدعوه، ولكن للأسف لم ينتبهوا إلى نبيهم وظلوا على الٌمنكر.
وأمر الله نبيه لوط وأهله بالخروج من الديار ليلاً، لينجيهم من العذاب الذي سينزل بقومه، وأمرهم بأن لا ينظرون خلفهم، وكان السبب وراء هذا الأمر أنّهم لو رأوا ما حلّ بقومهم لصٌعقوا من هول المنظر، فإنّ الله تعالى رفع الأرض التي كانوا يعيشون فيها بين جناحي جبريل وأنزل عليهم طيراً بجمرات نار حتى اقتلعهم وأنزل أرضهم مرة أخرى بسرعة البرق وقلب رأسها على عقبها.
وكان عذاب الله لقوم سيدنا لوط شديد، فقد أمطر الله على قوم لوط لتعذيبهم، حجارة كحمم البراكين من سجيل، قلبت هذه الحجارة ديار القوم وجعلت عاليها سافلها.
وبدأت قصة قوم سيدنا لوط، بنزوله ليسكن في مكان ما بالأردن يدعى بسدوم، ومحله البحر الميت الحالي أو بحيرة لوط حالياً، وكان في سدوم قوم أخلاقهم فاسدة، لا يتناهون عن ممارسة الرذيلة ولا يتعففون عن معصية، كانت أكبر معاصي قوم لوط عليه السلام «إتيان الذكور»، أي أن رجالهم كانوا يأتون الذكران شهوة من دون النساء، وكان ذلك بشكل علني دون أي حياء أو إسرار.
وحذر سيدنا لوط عليه السلام أهله وخوفهم من بأس الله وسخطه، إلا أنهم أبوا ذلك ولم يرتدعوا، ونصحهم سيدنا لوط بالإنذارات والعظات وهددهم بالطرد من بلدهم والرجم، وذات مرة أراد قوم لوط برسولهم سوءاً وذلك عن طريق مهاجمته في بيته، إلا أن الله قد بعث ملائكة بهيئة غلمان حسان، فأعمى الله أبصار القوم ولم يتمكنوا من اقتحام بيت لوط.
وأثناء ذلك أخرج الملائكة لوطاً وأهله، وامروهم بأن لا يلتفت منهم أحد، ونجاهم الله من العذاب والسخط إلا امرأته، فقد كانت زوجة لوط كافرة ولم تؤمن بدعوة زوجها