تعيش سلطنة عمان حالة من التأهب وسط قلق ومخاوف، تزامنا مع صدور ثمانية إنذارات وتحركات عسكرية على مستوى القيادات، في الوقت الذي أصدر فيه السلطان قابوس قرارا عاجلا لمواجهة التهديد القائم.
وأصدرت الهيئة العامة للطيران المدني في السلطنة، ثمانية إنذارات متتالية، وأهابت بجميع المواطنين ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم المجازفة بعبور الأودية والابتعاد عن الأماكن المنخفضة، كما تهيب بعدم ارتياد البحر خلال هذه الفترة، التي يضرب خلالها إعصار "ماكونو" سواحل البلاد المطلة على بحر العرب، لليوم الثاني على التوالي، وفقا لصحيفة "أثير".
وأوضحت الهيئة أن آخر صور رادار الطقس وتحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر، تشير إلى استمرار الحالة المدارية كإعصار مداري من الدرجة الأولى، ويستمـر هطول الأمطار متفاوتة الغزارة على محافظتي ظفار والوسطى، مصحوبة برياح شديدة السرعة وأمطار رعدية غزيرة تتراوح كمياتها التراكمية بين 200-400 ملم تؤدي إلى فيضان الأودية، وتوضح المؤشرات إستمرار هطول الامطار الغزيرة على محافظة ظفار خلال الـ36 ساعة القادمة.
واطلع قائد الجيش على سير أعمال عمليات القيادة العسكرية والوقوف على الجهود التي تبذلها ألوية وتشكيلات ووحدات الجيش المنتشرة في محافظتي ظفار والوسطى وفقا للخطط الموضوعة، بحسب صحيفة الوطن المحلية.
وتنتشر وحدات الجيش السلطاني وفقا لخطة اللجنة العسكرية الرئيسية واللجان الفرعية المنبثقة منها بإسناد من مختلف القيادات ودوائر وزارة الدفاع الأخرى في محافظتي ظفار والوسطى، لتقديم العون والمساعدة بصورة مباشرة إلى جانب تقديم خدمة وسائل النقل والإسناد الفني وعملية البحث والإنقاذ والإخلاء والاتصالات البديلة والخدمات الصحية.
وأصدر سلطان البلاد، قابوس بن سعيد، قرارا باحتساب أيام الأحد والاثنين والثلاثاء المقبلة إجازة رسمية لجميع وحدات الجهاز الإداري للدولة بمحافظة ظفار، نظرا للأنواء المناخية التي تعرضت لها المحافظة، والتي من المتوقع أن تستمر تبعاتها خلال الأيام القادمة، وفقا لصحيفة "الرؤية".
ويستثنى من ذلك الموظفون الذين يقومون على تشغيل قطاعات أساسية، وعلى رؤساء الوحدات المعنيين بتلك القطاعات تحديد الأشخاص اللازمين لتشغيلها وتشكيل فرق عمل بذلك، وفقا للقرار.
وأعلنت سلطنة عمان وفاة شخصين اثنين إثر إعصار "مكونو" الذي يضرب سواحل البلاد المطلة على بحر العرب، لليوم الثاني على التوالي، مطلقة تحذيرها الثامن لاستمرار الحالة المدارية كإعصار من الدرجة الأولى.
وقالت شرطة عمان السلطانية عبر "تويتر" صباح السبت، إن "طفلة توفيت متأثرة بإصابة في الرأس نتيجة الرياح الشديدة أثناء وجود في فناء المنزل لتأدية أعمال منزلية"، متابعة "تسجيل حالة وفاة ثانية لمواطن بعد انجراف مركبته في أحد الأودية بمنطقة عوقد".
وأعلنت الشرطة أنه جرى العثور على شخص عربي وهو بصحة جيدة بعد الإبلاغ عن فقدانه، بينما تواصل الشرطة جهودها للعثور على مفقودين آخرين جراء الإعصار.
وفي سياق متصل، حذرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية، من تأثر المملكة خلال الفترة من السبت إلى الثلاثاء بالإعصار.
وبحسب صحيفة المدينة السعودية، فإن المناطق المتوقع أن تتأثر تشمل منطقة نجران والشريط الحدودي مع سلطنة عمان والصحراء الربع الخالي والأجزاء الجنوبية للمنطقة الشرقية.
وأضافت الهيئة أن الإعصار سيتسبب في رياح نشطة قد تصل سرعتها إلى أكثر من 80 كلم بالساعة مثيرة الأتربة والغبار وانعدام الرؤية الأفقية، بالإضافة إلى أمطار غزيرة على بعض هذه المناطق ما سيؤدي إلى "جريان الأودية".
وكان الإعصار قد ضرب خلال الساعات الماضية محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، متسببا في فقدان 19 شخصا وغرق وجنوح 7 سفن بينها 4 خاصة بالصيد، ونزوح أكثر من 200 أسرة وعزل مدينة حديبو عاصمة المحافظة عن المناطق الغربية والجنوبية، جراء سيول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى انهيار عدد من الطرق، ما دفع الحكومة اليمنية إلى إعلان سقطرى محافظة منكوبة وناشدت لإغاثتها.