يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أزمة عالمية حادة "لم يشهد العالم مثلها" قد تنشب نتيجة عدم الالتزام بالتعهدات القانونية، محذرا من أن مثل هذا السلوك للدول محفوف بعواقب سلبية.
وقال الرئيس الروسي في كلمة في الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي إن "انسحاب أحد الأطراف المتعاقدة من الإطار القانوني (الاتفاق) أو عدم الالتزام بالتعاقدات، دائما يحمل مخاطر وخسائر كبيرة، هذه المسألة بديهية عند ممارسة الأعمال التجارية".
وحذر بوتين من أن اتباع بعض الدول لمثل هذا السلوك، وخاصة الدول التي تعد مركز قوة، محفوف بعواقب سلبية على العالم، إن لم تكن مدمرة.
ودعا الرئيس الروسي في الوقت نفسه إلى بناء "اقتصاد الثقة"، وقال: "لسنا بحاجة اليوم إلى حروب تجارية أو حتى هدنة تجارية مؤقتة، بل لعالم تجاري متكامل"، مؤكدا أن دور الثقة كعامل في التنمية سيزداد.
وأضاف أن منظمة التجارة العالمية ليست مثالية، مشيرا إلى أنه لا يمكن التخلي عنها قبل إيجاد بديل معين، وقال: "منظمة التجارة العالمية ليست مثالية بالطبع، إلا أنه لا وجود لمشاكل لا يمكن تسويتها في نظامها. والتخلي عنها دون إيجاد بديل يعني زعزعة الاستقرار القائمة".
ودعا الرئيس الروسي خلال خطابه أوروبا والولايات المتحدة وآسيا إلى حرية التجارة والتنمية الاقتصادية وكذلك الشراكة البناءة، ما سيحقق تنمية مستدامة، مشيرا إلى أن العالم بحاجة لآلية تغيير في التجارة العالمية للتخلص من المعايير القديمة.
يشار إلى أن منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي ينعقد هذا العام بنسخته الـ22 تحت شعار "بناء اقتصاد الثقة"، في الفترة ما بين الـ24 والـ26 من مايو، وسط مشاركة دولية واسعة، ويحضر المنتدى هذا العام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي.
ويعد المنتدى منصة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الاقتصاد الروسي، حيث يشهد سنويا إبرام العديد من الاتفاقيات والصفقات ومذكرات التفاهم بين كبرى المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية.