تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولى لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة غدا الثلاثاء، حيث يوجد اليوم أكثر من 96000 من الأفراد العسكريين من 124 دولة مساهمة بقوات جيش وشرطة يقدمون خدماتهم تحت راية العلم الأزرق، إلى جانب أكثر من 15000 من الموظفين المدنيين الدوليين والوطنيين وما يقرب من1600 من متطوعى الأمم المتحدة.
وفى رسالته بمناسبة اليوم الدولى لحفظ السلام، أعلن الأمين العام أنطونيو جوتيريس أنه سيقضى اليوم مع حفظة السلام فى مالى تعبيرا منه عن تضامنه مع هؤلاء الزملاء الذين يتعرضون لعدد كبير من الإصابات ويعملون فى بيئة شديدة التقلب .
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية السبعين لإنشاء الأمم المتحدة لحفظ السلام، وهو النشاط الرائد للمنظمة الذى وصفه الأمين العام بأنه "استثمار أثبت جدواه فى تحقيق السلام والأمن والرخاء فى العالم" وأضاف جوتيريس "نعرب عن امتناننا لما يفوق مليون رجل وامرأة عملوا تحت راية الأمم المتحدة وساهموا فى إنقاذ أرواح عدد لا يحصى ولا يعد من الناس.
كما نُحْيِى ذكرى أكثر من 700 3 من القبعات الزرق الذين جادوا بأرواحهم فى سبيل أداء الواجب. ونُحَيِّى البعثات الأربعة عشر التى تعمل حاليا على مدار الساعة من أجل حماية الناس وتدعيم قضية السلام.”
وفى وقت تزداد فيه الصراعات تعقيدا وترتفع فيه أعداد القتلى فى صفوف حفظة السلام، قال الأمين العام: "وإذ نعترف بالإنجازات التى حققناها والتضحيات التى بذلناها فى أرجاء العالم، ألتزم أيضا باتخاذ إجراءات لصالح حفظ السلام يكون من شأنها أن تحقق المزيد من الأمان والفعالية لعملياتنا فى الظروف الراهنة الشديدة التعقيد والصعوبة. "
ولدى عودته من مالي، سيترأس الأمين العام الاحتفال باليوم الدولى لحفظة السلام فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك وذلك يوم الجمعة 1 يونيو، وسيضع إكليلا من الزهور تكريما لأولئك الذين فقدوا أرواحهم أثناء خدمة السلام، كما يقوم برعاية احتفالية لتقديم ميدالية داغ همرشولد إلى 129 فردا من الأفراد العسكريين وأفراد الشرطة والمدنيين الذين فقدوا أرواحهم فى عمليات حفظ السلام خلال عام 2017.
وسيتم تكريم جنود حفظ السلام الذين استشهدوا أثناء الخدمة من ضمنهم ثلاثة حفظة سلام مصريين وهم: ضابط صف اول عبد الناصر مصطفى رجب عبد الحميد وضابط الشرطة عبد الفتاح السيد محمد السيد اللذان فقدا حياتهما أثناء خدمتهما مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار فى جمهورية أفريقيا الوسطى، وضابط الشرطة حميدو جاد الله رجب الذى خدم مع بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار فى جمهورية الكونغو الديمقراطية .
ومصر هى سابع أكبر مساهم للأفراد العسكريين والشرطة فى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ويخدم حالياً أكثر من 3100 من أفراد الجيش والشرطة المصريين فى عمليات الأمم المتحدة للسلام فى جمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، والسودان، وجنوب السودان، والصحراء الغربية.
وقال جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام: "إن قواتنا من حفظة السلام – المدنيون، والشرطة، والرجال والنساء، والعسكريون – ينقذون الأرواح فى كل يوم. واليوم، نكرم أولئك الذين ضحوا بحياتهم خدمة للسلام. إن خدمتهم وتضحياتهم مصدر إلهام لنا للعمل بجهد أكبر من أجل دعم السلام المستدام فى بعض المناطق التى تعتبر من الأكثر تعقيدًا وصعوبة فى العالم".
وقال وكيل الأمين العام لإدارة الدعم الميداني، أتول كارى: "نحن مدينون بالإمتنان للرجال والنساء الشجعان الذين يخاطرون بحياتهم كل يوم فى خدمة الآخرين، ونحزن مع أسر وأوطان زملائنا الذين فقدوا حياتهم". وأكد أنه “بالإضافة إلى الامتنان، نحن مدينون لحفظة السلام بكل الدعم الذى يمكننا أن نحشده حتى يكونوا مجهزين بشكل جيد، ومدربين تدريباً جيداً، ومستعدين تماماً لإنجاز مهماتهم بنجاح".
وفى عام 2002 ، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولى لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لتكريم جميع الرجال والنساء العاملين فى حفظ السلام، ولتكريم ذكرى من فقدوا أرواحهم فى سبيل السلام. وقد حددت الجمعية يوم 29 مايو لأنه فى مثل هذا اليوم من عام 1948، بدأت أول بعثة لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عملياتها فى الشرق الأوسط، وهى بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة.